أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - وداعا للسلاح














المزيد.....

وداعا للسلاح


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 07:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المسرح اللبناني هناك صورتان متناقضتان لكنهما تصنعان مشهدا واحدا . الصورة الأولى تتمثل في عنف وحشي مدمر يرغب ليس في الاغتيال فقط ولكن في تفجير الوضع اللبناني برمته ودفع الجميع للبحث عن متاريسهم القديمة ، واخراج أسلحتهم من الأقبية ، والاقتناع بأن الحرب الأهلية هي القاعدة ، وان السلم الأهلي هو الاستثناء .
لم تكن رسالة العنف محصورة بشخص رفيق الحريري وما يمثله من ارادة السلام والبناء والتسامح ولكنها كانت تمتد لأبعد من ذلك ، للقول : ان المجتمع اللبناني مؤسس على برميل من البارود ، ويكفي اطلاق رصاصة نحو ذلك البرميل لينفجر ، ومع ذلك فقد اخترنا ان نطلق نحوه بدل الرصاصة قذيفة ، وما على الجميع سوى الانتظار برهة وجيزة ومن ثم مشاهدة كيف سيتطاير البرميل وما عليه في كل الأرجاء ، وحينذاك لن يسأل أحد كان : من الذي أطلق الرصاصة الأولى؟ ، وهل ثمة من يسأل اليوم : من الذي أشعل الحرب الأهلية في لبنان التي ذهب ضحيتها مئات الألوف ؟ لاأحد ربما باستثناء الأكاديميين المختصين بدراسة التاريخ وحتى اولئك سيختلفون حول السبب والمسبب .
لبنان المرعوب سينكمش بسرعة ويتشقق الى أجزائه الفسيفسائية ، وسيصرخ كل فريق : أين السلاح ؟
تلك هي الصورة الأولى بوقعها ورسالتها وفي المقابل ثمة صورة أخرى مناقضة بوقعها ورسالتها أيضا.
صورة لبنان يهب كما تخرج الأجساد مقترنة بأرواحها يوم الحشر ، شعب يريد الحياة ويعشقها ، ويريد السلام كما لم يرده من قبل ليقول في رده على رسالة العنف : نعم نحن منقسمون مذاهب وأديانا وأحزابا و..كل شيء .. لكننا لسنا منقسمين حول أمر واحد هو العزم الأكيد على عدم العودة للحرب الأهلية .
لبنان لم يعد فوق برميل بارود ، لقد أخطأتم التقدير هذه المرة أيها السادة ، لم تدركوا ما صنعته آلام ومعاناة خمسة عشر عاما من الحرب الأهلية ، لم تدركوا كم أصبحنا نكره الحرب ونشتاق للسلام والبناء والحرية لذلك لن تدركوا مدى الفجيعة التي أحدثتم في قلوبنا بقتل رفيق الحريري.
هكذا خرج لبنان كما لم يخرج من قبل لا ليبحث عن المتاريس والبنادق ولكن ليبحث عن الزهور والشموع والمستقبل ، وبدل أ صوات طلقات الرصاص والانفجارات علت أصوات المآذن وأجراس الكنائس ، وخرج الناس للشوارع بدون دروع ولا خوذات . خرجوا بمئات الألوف دون فوضى ودون دماء.
لم يسجل حادث واحد ، ولامظهر للعنف ، ولاأحد كان يطالب بالثأر أو القتال.
من بين الدموع والشموع والورود الحمراء والوشاح الأحمر والأبيض والقرآن والصليب وذلك الاحتشاد غير المسبوق الواثق المسالم يولد عصر جديد .
عصر الشعوب التي قررت أن تعلن نهاية العنف الأهلي وبداية الطريق السلمي – الديمقراطي لصنع المستقبل. قد نختلف حول بعض ما قيل ، ونعتب على بعض ماقيل ، ونخاف من سوء استغلال الآخرين للهبة البرتقالية ، ولكن كل ذلك قابل للإصلاح طالما بقينا نحتكم لصوت الشعب بدل صوت البنادق.
هل عادت السياسة الى الشارع بعد ان تاهت طويلا بين الخنادق وكواليس الفنادق وأقبية الأجهزة الأمنية ؟
ما نراه يوحي بقوة أن الوحشية أخرجت نقيضها وحفر العنف قبره بيده أما من سيتولى دفنه فهو الشعب ذاته الذي نهض لتوه من القبر ودحرج الحجر .
وإذا تأكد ذلك فربما لم يذهب دم الشهيد رفيق الحريري هدرا ، ويكون انجازه شهيدا لايقل عن انجازه حيا ، أما الذين قتلوه فقد عادوا بالخيبة وانتصر دمه عليهم .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو مقاربة هادئة للوضع المتفجر في لبنان
- سيوم براون- وهم التحكم - القوة والسياسة الخارجية في القرن ال ...
- سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن ...
- نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ول ...
- العولمة وأفول الدولة القطرية
- تداعيات الانسحاب السوري من لبنان
- مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع
- سياسة المقاومة ومقاومة السياسة
- التحول الديمقراطي في سورية والموقف الراهن
- سورية ولبنان واستحقاق الشعوب
- معضلة الديمقراطية في التجربة الاشتراكية السوفييتية
- اية ديمقراطية نريد؟
- نعوم تشومسكي-الهيمنة أم البقاء
- نحو بديل عقلاني في مواجهة العولمة
- الليبرالية الجديدة والمسألة الديمقراطية
- جدار الفصل العنصري-علامة مميزة في تاريخ الصراع العربي الصهيو ...
- الاحتلال وأزمة المقاومة في العراق
- الموقف من ظاهرة المقاومة في العراق كمؤشر للفرز داخل التيارات ...
- التحول الديمقراطي داخل الفكر الاشتراكي


المزيد.....




- سيدة تقفز من شرفة منزل تلتهمه النيران لتنقذ حياتها بمساعدة ا ...
- جنوب السودان ينفي عقد محادثات مع إسرائيل لإعادة توطين سكان غ ...
- اقتراح وزارة التربية الليبية إلغاء شهادة الإعدادية يثير جدلا ...
- عملية إنقاذ بطولية لـ3 أطفال في العراق بعد نشوب حريق في شقته ...
- خليل الحية في القاهرة بعد تصريحات أغضبت المصريين بشأن غزة
- نويل لونوار.. دعوى قضائية ضد الوزيرة الفرنسية السابقة بسبب ت ...
- غرق نحو عشرين مهاجرا قبالة لامبيدوزا بإيطاليا وإنقاذ العشرات ...
- تعليق مؤقت لـ-غروك- بعد منشوراته حول -إبادة جماعية- في غزة و ...
- المفوض العام للأونروا: ما لا يقل عن 100 طفل توفوا بسوء التغذ ...
- عون يبلغ لاريجاني رفض لبنان التدخل في شؤونه الداخلية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - وداعا للسلاح