أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - معقل زهور عدي - الموقف من ظاهرة المقاومة في العراق كمؤشر للفرز داخل التيارات السياسية في سورية















المزيد.....

الموقف من ظاهرة المقاومة في العراق كمؤشر للفرز داخل التيارات السياسية في سورية


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 894 - 2004 / 7 / 14 - 07:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يتوقف الجدل الدائر حول الموقف من أحداث العراق منذ دخول الجيش الأمريكي لبغداد داخل التيارات السياسية في سورية ، ويتقاطع ذلك الجدل مع الحركة الهادفة للتغيير الديمقراطي والتي يتمركز جهدها حول ثلاثة محاور:
1- احياء المجتمع المدني
2- سيادة القانون وحقوق الانسان
3- الديمقراطية السياسية
وعلى خلفية ذلك الجدل تنشأ عملية هي أشبه ماتكون باعادة خلط الاوراق تتمثل في انبعاث تيارات سياسية جديدة وادخال تعديلات على نظرة تيارات أخرى وتعمق الخلافات داخل تيارات ثالثة ، وفي حين اصبحت المفردات الديمقراطية قاسما مشتركا تجميعيا فان مسألة الموقف من أحداث العراق ( الاحتلال ، المقاومة ، الحكم المؤقت) تنزع لأن تكون عامل فرز بين وجهات نظر متباينة مما يعيد طرح التساؤل حول برنامج المعارضة السياسي وحدود التوافقات والاختلافات، ومن اجل استيعاب تلك الخلافات آثرت القوى السياسية في المعارضة الابتعاد عن التسرع في اتخاذ المواقف التي يمكن ان تفسر باعتبارها رد فعل للأحداث المتدفقة في العراق، بينما كانت مواقف المثقفين المستقلين أكثر تعبيرا عن التباينات في النظر لتلك الأحداث وعن التطور الذي طرأ على تقييم مختلف التيارات ونظرتها للوضع في العراق منذ احتلال بغداد وحتى اليوم .
من الضروري ان يتذكر المرء أن المشهد السابق لايمثل المشهد الحقيقي لكامل التيارات السياسية في سورية فالعناصر التي تنقصه قد تفوق في الأهمية والتأثير العناصر التي تتضمنه ، فبقاء الكتلة العظمى من الشعب بمعزل عن السياسة يجعل من مسألة تقدير الوزن الحقيقي للتيارات السياسية المتباينة أمرا بالغ الصعوبة .
وفي حين يتيح التنوع في المرجعيات الثقافية والاجتماعية في سورية ولادة العديد من التيارات ووجهات النظر حول المسائل المطروحة ومنها المسألة العراقية فان الفصل في مسألة أي من تلك التيارات سيقيض له البقاء والفعل وأي منها سيكون صرخة في واد يتم في مطبخ آخر بعض ادواته ترتبط بالمشهد السياسي المتاح للرصد وبعضها خارجه، من أجل ذلك يتطلب الامر الكثير من الحذر في الخروج باستنتاجات حول كيفية انعكاس احداث العراق على الساحة السياسية في سورية وذلك حين نكون بصدد تلك التأثيرات التي تمس المجتمع وتياراته السياسية ، أما عن الدولة فالأمر مختلف ولايدخل ضمن مجال هذا المقال .
يمكن بسهولة ملاحظة تعاطف شعبي واسع مع المقاومة العراقية في سورية مقابل موقف أكثر حذرا من قبل النخب السياسية ، ومنذ احتلال بغداد برزت للسطح عدة تيارات سياسية : اذ وجدت بعض النخب أن سقوط صدام و انتهاء الإستبداد الشمولي لنظامه هو العنصر الأكثر أهمية في المشهد العراقي ، و أن التدخل الأمريكي لا يمكن مقاربته بفكرة الاحتلال التقليدية و تابعت تلك النخب النظر بعين حولاء للمشهد العراقي حتى بعد انتشار فضائح الممارسات الأمريكية الشائنة بسجن أبو غريب و قصف المنازل و المدنيين في الفلوجة و أماكن أخرى كما لم تلق بالاً لتعاظم معارضة الرأي العام الأوروبي والامريكي للحرب و الاحتلال في العراق و منذ بداية الاحتلال وقفت تلك النخب ضد ظاهرة المقاومة العراقية و اعتبرت ادانتها بطاقة لابد منها لدخول النادي الليبرالي الجديد و لم تر فيها سوى ظاهرة عنف و سفك للدماء و عرقلة للديمقراطية و نشر للفوضى.
أما التيار الثاني فقد حاول الوقوف في منطقة وسطى فهو لم يهتم كثيراً في التعبير عن استنكاره لأحتلال العراق فكان موقفه من الاحتلال أشبه ( بسقط العتب) بينما شكلت ظاهرة المقاومة بالنسبة إليه مشكلة محيرة و بالتدريج بدأ ذلك التيار يخفف من نقده للأحتلال و يرفع حدة نقده للمقاومة و هو إذ مازال يرفض الوقوف مع التيار السابق على الأرضية الليبرالية الجديدة القابلة بالأحتلال الأمريكي بسبب شعوره الوطني إلا أن عدم وضوح موقفه من ظاهرة المقاومة يقوده بالتدريج نحو مهادنة الأحتلال الأمريكي للعراق ، و يبدو أن المخاوف من الطابع الإسلامي لكثير من التنظيمات المقاومة تفعل فعلها في توجيه دفة الموقف لدى التيار السابق كما أن الأخطاء و الفوضى في عمل قوى المقاومة تدفعه للأحباط .
أما التيار الثالث فلم يتمكن حتى الآن من بلورة وجهة نظر من مسألة المقاومة العراقية تتسم بالوضوح و الدقة و الموضوعية و نقصد بالتيار الثالث التيارالذي اعتبر منذ البداية أن احتلال العراق أكبر من إسقاط صدام الديكتاتور و أن دوام هذا الاحتلال و تمكنه سيوقع بالمنطقة في شكل متقدم للهيمنة الأمريكية تضع مصائر شعوبها و دولها في مجال التساؤل و الخطر الشديد ، وأن غبار الديموقراطية التي تثيره الولايات المتحدة الأمريكية ليس سوى الغطاء لحجب الرؤيا عن فداحة المخطط للمنطقة تماماً مثلما كانت رسالة التمدن للرجل الأبيض (الذي أرسلته العناية الألهية )تغطية لاحتلال أجزاء واسعة من آسيا و أفريقيا و نهب خيراتها و كذلك استيطان أمريكا و إبادة شعبها.
ان المنطق البسيط للأشياء يقتضي ان من حق الشعوب المحتلة وواجبها مقاومة الاحتلال بشتى الطرق حتى خروج آخر جندي من اراضيها ومن الصعب الوقوف ضد ذلك المنطق كما ان من الصعب مصادرة حق الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال ، ومن أجل الالتفاف حول هذا المنطق لجأ الليبراليون المتأمركون للتركيز على أخطاء المقاومة وتضخيمها للآستناد اليها في نفي الاعتراف بالمقاومة ومشروعيتها ، وفي الحقيقة فعلى من يرفض فكرة مقاومة الامريكان في العراق أن يتمتع بالشجاعة الادبية ليصرح بذلك بدل الاستمرار في البحث عن الذرائع والحجج .
ان السؤال المهم الذي يطرح نفسه هل استطاعت المقاومة العراقية التأثير على الاحتلال والى اية درجة؟،ولانسوق ذلك السؤال لأولئك الذين فركوا أيديهم فرحا وهم يشاهدون الدبابات الامريكية في شوارع بغداد ، فذلك لامعنى له، ولكننا نسوقه لأولئك الذين يشعرون بالحيرة في مسألة بناء موقف وطني وعقلاني من المقاومة العراقية ، والجواب على السؤال السابق يمكن ان نجده في تصريحات الرئيس بوش وأركان ادارته من انهم اخطؤوا في تقدير قوة المقاومة العراقية واستمرارها ، وفي الارتباك الذي وسم السياسة الامريكية في العراق والاسراع في نقل السلطة الشكلي وعودة السياسة الامريكية لاستجداء الاوربيين واقحام الأمم المتحدة وحتى عملائها الصغار في المنطقة .
من المفيد هنا العودة الى مقال السيد باتريك سيل والذي نشر في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 2/7/2004 تحت عنوان "حصيلة حرب العراق التعيسة" حيث يقول: (مع تصاعد المقاومة الشعبية تصاعدت عمليات القمع الأمريكية و أبرزها الغارات المروعة على الفلوجة و المعارك الضارية ضد جيش المهدي الذي يتزعمه مقتدى الصدر و التوقيف العشوائي لنحو 12000 عراقي و الإعتداء على السجناء و تعذيبهم في سجن ابو غريب و غيره من سجون العراق ، أما ثمن ذلك كله فقد كان باهظاً جداً ما لا يقل عن 17500 قتيل عراقي من المدنيين و العسكريين و 40000 جريح و ما يقرب من 1000 قتيل أمريكي و 10000 جريح اما التكاليف المالية فقد بلغت حتى الآن 150 بليون دولار بالإضافة إلى ما ستدعو إليه الحاجة من أموال في العام المقبل .... إضافة إلى ما لحق بمصداقية أمريكا و مكانتها في العالم و ما أصاب معنويات قواتها المسلحة و علاقاتها مع أوروبا... و بعد فقد أدى تحالف إدارة بوش مع اليمين الإسرائيلي و مؤيديه الأمريكيين إلىاكبر كارثة حلت بالسياسية الخارجية الأمريكية في العصر الحديث و جعلت العالم عرضة للخطر الشديد).
و هنا يجب أن لا يفوتنا مغزى مقالة باتريك سيل فهو ينظر بعين العقل و التبصر لمصير التدخل الأمريكي العسكري في العراق ، و يرى بأن ذلك التدخل ينحدر من سيئ إلى أسوأ و أن هزيمة أمريكا السياسية في العراق و خروجها ذليلة كما خرجت إسرائيل من جنوب لبنان سيكون له عواقب وخيمة ليس على مستقبل الهيمنة الأمريكية في المنطقة العربية فحسب ، و لكن على مستقبل النفوذ الغربي و إسرائيل أيضاً، لذلك يحاول باتريك سيل إرسال رسالة حكمة إلى صناع القرار في أمريكا من جهة و حلفائهم (كي لا نقول عملائهم) في المنطقة العربية من جهة ثانية ، ملخص هذه الرسالة : "باشروا منذ الآن التمهيد لطريق الخروج قبل أن تخرجوا ذليلين" و العبرة في إرسال مثل تلك الرسالة للجانب العربي تكمن في توعيته لخطورة وضع المشروع الأمريكي كي لا يسترسلوا بالاعتماد عليه و بالتالي يحترقوا لاحقاً مع احتراقه و يفقد الغرب بالتالي كل مرتكزاته في المنطقة.
إن المنظر الحقيقي للقوة العسكرية الأمريكية العظمى في العراق هو منظر وحش واقع في الفخ تنزف منه الدماء و يزداد ضعفاً يوماً بعد يوم و قد رسمت ذلك المشهد دماء الشهداء العراقيين و العرب .
و رغم كل الدسائس و الحرب الإعلامية التي تنفق عليها أمريكا مئات الملايين من الدولارات و من بينها تشويه صورة المقاومة العراقية و محاولة حرفها عن محور جهدها الطبيعي و عزلها عن محيطها الشعبي العراقي و العربي و إغراقها في الفوضى و الإنقسام فإن الحقيقة تبقى هي ذاتها إذ لولا المقاومة العراقية لتغير مجرى الأحداث بصورة تامة و لاستطاعت خطط الهيمنة الأمريكية أن تمضي قدماً ليس في العراق فقط بل في المنطقة العربية إلى مسافة أبعد بكثير قد لاتكون دمشق محطة أخيرةً لها ، ولا يمنعنا تقديرنا لوزن و أهمية المقاومة العراقية من وعي الأخطاء التي تقع فيها و نقائصها و لكن الإشارة إلى الأخطاء و النقائص و التحذير منها و الدعوة إلى تصحيحها هي من أجل بقاء المقاومة و قوتها ، لا من أجل إدانتها و تصفيتها.
فالإفتقار للعمل السياسي ، و عدم بذل الجهد المطلوب لحشد الجماهير و توعيتها ، وعدم المزاوجة بين النضال السلمي و النضال العنيف ضد الإحتلال ، و كذلك السماح بأعمال قتل عشوائية لا يمكن تبريرها ، و اللجوء لاختطاف المدنيين و قتلهم بطريقة و حشية كل ذلك يعمل على إضعاف المقاومة و تشويه صورتها أمام العالم.
لقد أصيح مطلوباً اليو م و بإلحاح إقامة جسور سياسية بين القوى الوطنية الديموقراطية العراقية و قوى المقاومة و يقع على عاتق النخب الوطنية الديموقراطية العراقية و العربية مهمة نقد أعمال المقاومة و خطها نقداً صريحاً بهدف تصحيح مسارها، و العمل لبلورة برنامج وطني - ديموقراطي - عام لا يصادر حق الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال بشتى الطرق من جهة و لا يقتصر من جهة أخرى على شكل واحد للنضال مهما كان تأثيره ووزنه و لا على فئة وطنية واحدة بل يفسح المجال للنضال المشترك لجميع القوى الوطنية الديموقراطية العراقية التي ترفض الاحتلال و تسعى لاستقلال و وحدة العراق و بناء دولته الديموقراطية.



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول الديمقراطي داخل الفكر الاشتراكي


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - معقل زهور عدي - الموقف من ظاهرة المقاومة في العراق كمؤشر للفرز داخل التيارات السياسية في سورية