أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - معقل زهور عدي - الاحتلال وأزمة المقاومة في العراق














المزيد.....

الاحتلال وأزمة المقاومة في العراق


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 903 - 2004 / 7 / 23 - 11:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مثلما أن من الصعب تصور ان يتمكن الاحتلال العسكري الامريكي للعراق من سحق الروح الوطنية العراقية ، فان من الصعب ايضا ان تستسلم الارادة الامريكية بسهولة لفكرة الانسحاب من العراق بعد كل الجهود والخسائر التي بذلت بغض النظر عن نتائج الانتخابات الامريكية القادمة .
من أجل ذلك سيستمر على الارجح صراع الارادات على أرض العراق الى فترة غير منظورة . لكن ذلك لايمنع من دخول الحالة العراقية بأطوار متعددة قبل ان يسفر ميزان القوى في المدى غير المنظور عن نتائج حاسمة .
فالارادة الوطنية العراقية لم تظهر حتى الآن سوى بصورة جزئية ومشتتة ، وربما يحتاج المجتمع العراقي الى بعض الوقت ليبرأ من آثار مرحلة الاستبداد الطويلة ويتمكن من بناء هياكله المدنية والسياسية ، ويصطدم ذلك بالتدخل الامريكي المباشر في شتى مناحي الحياة ، وبالوجود العسكري الذي يفقأ العين في كل مدن العراق .
يؤدي الاحتلال العسكري الأمريكي الى ولادة قوى سياسية مشوهة لاتعبر عن حاجات وتطلعات الشعب العراقي بقدر ما تعبر عن حاجات وضرورات مشروع الهيمنة الامريكي ، وفي كل يوم يمضي الاحتلال في اعادة بناء الدولة العراقية وفقا للأجندة الموافقة له من خلال نخب سياسية لاتريد ولاتستطيع اظهار اي قدر من الاستقلالية عن القرار الأمريكي .
تعمل قوى المقاومة على افشال تقدم مشروع الهيمنة ، ولكنها لاتستند الا على قاعدة اجتماعية ضيقة ، كما ان عدم وضوح برنامجها السياسي ورؤيتها الوطنية والديمقراطية يضعها في موقف رد الفعل اكثر منها في موقف الفعل ، كما ان ظلالا قوية من الظنون تحوم حول الأنتماء الفكري لقسم منها الى مرحلة حكم صدام حسين ، وقسم آخر الى الاصولية الاسلامية ، والمعضلة هنا ليست في الاعتراض على انتماءات فكرية كهذه وهذه مسألة أخرى فمرحلة التحرر الوطني تتطلب شكلا من العمل الجبهوي الذي يفترض ان يتسع لأطياف وطنية متعددة على اختلاف منابتها ومشاربها الفكرية والسياسية ، لكن المعضلة تكمن في الالتباس والغموض الناشئين حول قيادة تلك الحركة وأهدافها وبرامجها.
تستفيد قوى المقاومة العراقية الحالية من شعور شعبي يرغب في الثأر للكرامة الوطنية ، لكن ذلك المخزون قابل للنفاذ اذا لم يتم رفده ببناء جبهة وطنية وبرنامج وطني-ديمقراطي يشكل بديلا واقعيا لبرنامج مشروع الهيمنة الامريكي . من الواضح ان قوى المقاومة في وضعها الحالي غير قادرة على بناء مثل تلك الجبهة ولاعلى طرح البرنامج الوطني- الديمقراطي ، لذلك فمن المنطقي ان نتوقع بزوغ مثل هذا المشروع من خارجها وبصورة خاصة من النخب السياسية الوطنية الديمقراطية التي تم اقصاؤها عن العمل السياسي بقعل النظام الشمولي السابق ، لكن المعضلة تبقى في مدى استجابة قوى المقاومة لمثل ذلك البرنامج وتفاعلها معه ، وتفهمها للظروف الجديدة للعصر وأهمية المسألة الديمقراطية ، وربما يتطلب ذلك تغييرا نوعيا كبيرا في أجندة تلك القوى واعادة انتاج لمفاهيمها الفكرية والسياسية .
مثل ذلك التغيير منوط الى درجة ما بالجهد الذي ستبذله النخب الوطنية الديمقراطية العراقية لملاقاة قوى المقاومة ونقدها في الوقت ذاته ، وهو بدون شك عرضة لاشكالات كبيرة منها الاختلاف في البنية وطريقة التفكير بين نخب سياسية تعتمد العمل الجماهيري السلمي وقوى مقاومة تعتمد العنف المسلح فضلا عن الاختلافات الفكرية-المرجعية ، القاسم المشترك هنا هو رفض مشروع الهيمنة الامريكي والسعي لاستقلال العراق ووحدته وبناء دولته الديمقراطية ، اذلايمكن تصور رفض حقيقي لمشروع الهيمنة دون احلال الديمقراطية السياسية وسيادة القانون.
يجادل البعض داخل العراق وخارجه أن الطريق الامثل لانهاء الاحتلال وبناء الديمقراطية هو الطريق السلمي السياسي ، وطالما ان الانتخابات قادمة فبامكان الشعب العراقي الدفع بقياداته الوطنية نحو الامام ، لكن ذلك يفتقر للواقعية فآلة الاحتلال العسكري الامريكي لايمكن تحييدها عن مجرى العملية السياسية وطريقة اخراج قانون الادارة المؤقت بصيغته الطائفية وبنوده الملتبسة مجرد مثال عن قدرة آلة الاحتلال على التأثير في انتاج القوانين وما ينبثق عنها من مؤسسات ، اما التدخل في تنظيم القوى الامنية والتحكم بالدولة بواسطة المستشارين المزروعين في كل مفصل هام فأمر يتم أمام الجميع .
يمتاز مشروع الهيمنة الامريكي على العراق عن الامثلة التي يوردها البعض لبقاء الجيوش والقواعد العسكرية في بلاد مثل اليابان او المانيا في ان مشروع الهيمنة الامريكي على العراق قام فعلا بتدمير الدولة العراقية الضعيفة والمتخلفة ، وهو يشرف الآن على اعادة تأسيسها وفقا لأجندته الخاصة مستندا لوجوده العسكري بينما في حالة اليابان والمانيا فان الوجود المتطور اصلا للدولة وقف حاجزا امام النفوذ الامريكي وقلص مساحته لحدود المعاهدات المتفق عليها وهناك ايضا الاختلاف الواضح في الاهداف الامريكية للحالتين ففي حالة العراق يسعى الاحتلال الامريكي الى الحاق الدولة العراقية بعد اعادة انتاجها وفقا للمصالح الامريكية ولاستراتيجية هيمنة عالمية جديدة .
تبدو المرحلة الحالية كمرحلة انتقالية فهناك قطاعات من الشعب العراقي ترفض الاحتلال ولكنها غير مقتنعة بالمواجهة معه ولابد من أخذ ذلك بالاعتبار ، وهناك قطاع شعبي مؤيد لاعمال المقاومة ، ومايزال دور النخب السياسية الوطنية-الديمقراطية بعيدا عن التأثير، كما أن المجتمع المدني العراقي بمؤسساته ( نقابات، جمعيات، أحزاب...) لم يتكون بعد.
انبعاث الروح الوطنية العراقية في مواجهة سياسة الهيمنة الامريكية والالحاق والاحتلال سيستغرق بالتأكيد بعض الوقت ، وهو الوقت اللازم لدفن ذكريات الماضي ، ولاحياء المجتمع المدني العراقي ، وتبدد اوهام فئات من الشعب العراقي حول حقيقة أهداف الحملة الامريكية وامكانية الانتهاء من الاحتلال وآثاره من دون الاضطرار لمواجهته، وهو الوقت اللازم ايضا لوعي المقاومة العراقية بمأزقها السياسي وبحثها عن حل لهذا المأزق يبدأ بفتح حوار مع النخب الوطنية- الديمقراطية ، ويمر عبر ادراكها انها جزء من الحل الوطني-الديمقراطي وليست بديلا عنه.



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف من ظاهرة المقاومة في العراق كمؤشر للفرز داخل التيارات ...
- التحول الديمقراطي داخل الفكر الاشتراكي


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - معقل زهور عدي - الاحتلال وأزمة المقاومة في العراق