الدماء المهدورة بين اليهود وخصومهم 3

حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 23:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الملك كورش

في عام 539 قبل الميلاد تعرض البابليين لهزيمة على يد الملك الفارسي كورش وسمح كورش لليهود المسبيين بالعودة الى موطنهم وسمح لهم باعادة بناء الهيكل مرة أخرى .

الأسكندر المقدوني

في عام 323 قبل الميلاد قام الملك اليوناني الأسكندر المقدوني بغزو مناطق كثيرة من الشرق الاوسط ومنها يهوذا . وتتسم فترة حكمه بالأستقرار , وبعد وفاته تم تقسيم الاراضي التي يحكمها بين مساعديه اليونان وكانت يهوذا من حصة البطالمة (يونانيين أسسوا مملكة في مصر ) والسلوقيين (يونانيين أسووا مملكة في بابل ) .


الاندماج والتأثر المتبادل

بعد أكثر من قرن من الزمن تحولت يهوذا الى مركز تجاري مزدهر وتزايد النمو السكاني فيها بشكل كبير . و في تلك الفترة تم ترجمة التوراة من العبرية الى اليونانية . وتلك الفترة الطويلة من الاندماج اليهودي اليوناني أدت الى تأثر متبادل في المعتقدات والثقافات والعادات . وفي عام 175 قبل الميلاد ساد السلوقيين البابليين على البطالمة المصريين وأنقسم المجتمع اليهودي الى طوائف بسبب التأثر بالهيلينية . والهيلينية ثقافة وفكر يوناني يتعلق بالعقائد والطقوس الدينية أكتسبه نسبة من اليهود من السلوقيين .


الثوار المكابيون والأسرة الحشمونية

في عام 165 قبل الميلاد حدثت ثورة ضد اليهود المتأثرين بالهيلينية وضد السلوقيين من قبل ثوار مسلحين يسمون (المكابيون) . وبعد عام تمكن المكابيون من السيطرة على بيت المقدس واستمرت معاركهم مع السلوقيين لمدة عشرين عام أنتهت بسيطرة المكابيين وتاسيسهم لأسرة الملوك المنحدرة من أسرة الكهنة المعروفة بأسم (الأسرة الحشمونية ) .



الفريسيين والصدوقيين

بعد أكثر من نصف قرن ظهرت جماعتان دينيتان هما الفريسيون والصدوقيون . و الفريسيون جماعة متشددة تدعو الى الألتزام بشريعة موسى وعدم الانحراف عنها وكانوا يشددون على شكليات الدين الظاهرية وكانوا على خلاف دائم مع الصديقيون وقوتهم تنبع من تفاعل نسبة لا يستهان بها من المجتمع معهم . أما الصديقيون فهم جماعة اقل عددا من الفريسيون ومنبع قوتهم هو دعم الأعيان والوجهاء لهم . وهذا يعني ان الفريسيون جماعة شعبية والصدوقيون جماعة نخبوية . أنكر الصدوقيون الكثير من الامور الغيبية وهذا الأمر كان النقطة الجوهرية في خلافهم مع الفريسيون .


الأحتلال الروماني لمملكة يهوذا

في عام 63 قبل الميلاد قام الرومان باحتلال مملكة يهوذا وهتكوا حرمة الهيكل واصبحت يهوذا دولة تابعة لروما . وفي عام 10 ميلادي أصبح نسبة اليهود في روما 10% ونسبتهم في الشرق الأوسط 20% .

ظهور السيد المسيح

عندما ظهر السيد المسيح في المجتمع اليهودي كان يمثل في نظر اليهود شخص منشق عن اليهودية وخارج عنها لذلك ليس له قيمة مقدسة في نظرهم وهو لا يعدو كونه أنسان عادي جاء بفكر منحرف عن الدين اليهودي . لذلك واجهوه بكثير من القسوة وحرضوا عليه . ولم يتبعه ألا قلة قليلة . وفي النهاية تم صلبه من قبل الرومان بتحريض من جمهور اليهود . وبغض النظر سواء كان من صلب هو المسيح نفسه حسب الرواية المسيحية أو شبه لهم حسب الرواية الأسلامية تبقى الحقيقة الشاخصة هي أن جمهور اليهود طالبوا بصلب السيد المسيح وتم ذلك أمام أعينهم فعلا حتى لو كان من صلب هو شبيه المسيح لكنه يبقى في نظرهم المسيح نفسه . ويبدو أن الفريسيون كان لهم اليد الطولى في التحريض على صلبه وقتله بسبب وقوفه بوجههم ومناظرتهم في كثير من معتقداتهم وافكارهم . لاحقا بعد أن فرض المسيحيين أنفسهم كدين مستقل له خصوصيته وبعد أن تزايد عدد المسيحيين وتحولوا من أقلية مضطهدة الى أغلبية خصوصا بعد أعتناق الأمبراطور الروماني قسطنطين للمسيحية كان صلب السيد المسيح بتحريض من اليهود الذريعة الأجمل لقمع اليهود وأضطهادهم .

التدمير الثاني لبيت المقدس

وفي عام 66 ميلادي تمرد اليهود ضد روما وأدى هذا التمرد الى هجوم عسكري روماني على بيت المقدس وتم تدميره للمرة الثانية . وفي عام 132 ميلادي عاد التمرد اليهودي مرة اخرى وبعد عامين تمكن الرومان من قتل أكثر من 500000 يهودي . وفي عام 614 ميلادي تمكن الفرس من السيطرة على أورشليم وقاموا بتولية اليهود عليها لكن لم يدم هذا الحال طويلا وعادت مرة أخرى للبيزنطيين .
يتبع ...

المصادر :

1- موقع المجلس اليهودي الامريكي – موقع ألكتروني
2- موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية باللغة العربية – موقع الكتروني
3- مقارنة الاديان – اليهودية – تاليف د.أحمد شلبي – كتاب مطبوع
4- صلب المسيح – الموسوة الحرة
5- الفريسيين – الموسوعة الحرة
6- الفريسيون – الصدوقيون – الكتبة – موقع أرسالية مار نرساي الكلدانية الكاثوليكية
7- التجارب الفلسفية الأبستمولوجية في عالم يوناني – هيلينستي متنوع – موقع الدكتور محمد جلوب الفرحان

#حسنين_السراج (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل