أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسنين السراج - أبن عم الريس من يحن أليه؟؟؟















المزيد.....

أبن عم الريس من يحن أليه؟؟؟


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 00:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


- نماذج من المجتمع
- نموذج يذم صدام حسين
- نموذج يمتدح صدام حسين
- هل هناك من يتمنى أمتلاك ادوات صدام حسين وحزب البعث؟
- أين نحن الان؟
- الوضع المعاشي
- الوضع الامني
- أنتهاك حقوق الأنسان
- مجتمع يحترم ذوي النفوذ ويحتقر ذوي العلم
- ننتخبهم اليوم ونلعنهم غدا

نماذج من المجتمع

منذ 9/4/2003 الى الان هناك من يمتدح صدام حسين وهناك من يذمه وهذا أمر طبيعي وما أتحدث عنه هنا ليس من يمتدحه لأنه مؤمن به ويعتقد انه قائد عظيم ولا يتخذ قرار الا عن حكمة ومعرفة كاملة ولا يقتل انسان ألا أذا كان يستحق القتل فعلا وووو الى اخره . ولا أتحدث عن من يحبه بسبب تاثره بكاريزما صدام حسين وشخصيته مع أنه يذم سياسته وطريقة ادارته للسلطة . ولا اتحدث عن من تعرض لظروف قاسية بعد 2003 اشعرته ان نار صدام كالثلج . ولا اتحدث عن من يمتدح صدام لأنه كان في منصب رفيع ويعيش عيشة رغدة ويجد أن صدام ولي نعمته وعليه الدفاع عنه . ولا اتحدث هنا عن من يحن لايام صدام حسين لأنها جزء من تاريخه الشخصي ويحن لهذا الجزء كما يحن لأي جزء اخر من ماضيه كحالة طبيعية متأصلة في الانسان وهي الحنين للماضي مهما كان هذا الماضي .

ولا أتحدث هنا عن من يذمه لأنه دكتاتور متسلط أدخل الشعب في حروب هو في غنى عنها وافرط في أستخدام القوة ضد شعبه . ولا أتحدث عن من يذمه لأنه أعدم والده ويتمه دون وجه حق . ولا أتحدث عن من يذم صدام لانه جعله يقضي أكثر من عقد من الزمن التي هي ذروة شبابه في الجيش في الوقت الذي كان فيه عدي وقصي يصولون ويجولون في شوارع بغداد في سياراتهم الفارهة . أتحدث عن نموذجين محددين مختلفين عن كل الذي سبق أحدهما يمتدح صدام حسين والاخر يذمه وكلاهما جديران بالاهتمام

نموذج يذم صدام حسين

(يا أخي لتجيب طاري صدام أذا متكول وراهة لعنة الله عليه ترة الله يحشرك ويا ... يا أخي هذا ملعون لعنة الله عليه )

قد يقول قائل الكثير من الناس يقولون هذه الكلمات لأنهم تعرضوا لظلم الجواب انا لاأتحدث عن هؤلاء الذين تعرضوا لظلم بل أتحدث عن نموذج محدد .
من قال الكلمات السابقة شخص كان قبل 2003 يفتخر أنه شارك في القاء القبض على هاربين من الخدمة العسكرية والذين تم أعدامهم لاحقا ويفتخر أنه كان يعذب المعتقلين بيده وحين قال له احدهم حينها ( شلون ينطيك قلبك تعذب أنسان بيدك ) اجاب ( هؤلاء حشرات لا يرف قلبي عليهم) فجأة وبعد 2003 بأيام تغير خطابه واصبح يقول ( الحمد لله خلصنة من الطاغية لعنة الله عليه ) لا ادري كيف تمكن بعد فترة وجيزة من الالتحاق باحد الاحزاب ولا ادري كيف تمكن من الحصول على صفة مفصول سياسي ولا أدري كيف تمكن من الدخول في دورات دمج الميليشيات والحصول على رتبة عسكرية رفيعة . كل هذا لا اعلم كيف حدث . قبل 2003هذا الشخص كان يقول وبوجه مكفهر لمن يذكر أسم صدام حسين أمامه دون أن يقول حفظه الله ورعاه ( كول السيد الريس حفظه الله ورعاه لك) لا أدري كيف أصبح يقول لمن يذكر صدام حسين أمامه بعد 2003 دون أن يقول لعنة الله عليه ( كول الطاغية الملعون لعنة الله عليه ترة الله يحشرك ويا) هذا النموذج المتلون له قابلية غريبة على تغيير جلده . هذا النموذج لا يؤمن بشيء غير الامر الواقع . الشخص الذي اتحدث عنه كان حين يذكر الخميني حين يتحدث يقول ( الخميني الدجال ) اما الان فهو يقول ( الامام الخميني رضوان الله عليه) . صدقا لا يمكنني ان أهضم كيف يحدث هذا ؟ أن هؤلاء لا يؤمنون بشيء لا صدام ولا الخميني الشيء الوحيد الذي يؤمنون به هو الامر الواقع وأنا على يقين لو عاد حزب البعث الان للسلطة فسيعود هذا الشخص لأرتداء الزيتوني وسينزع المحابس ويحلق اللحية ويصبغ الشارب وسيترحم على صدام حسين ويبكي عليه ويقول أنه كان يقول ما يقول خوفا او قد يقول انه كان يعمل كمناظل متخفي في صفوف البعث . هذا النموذج هو من أخطر النماذج على المجتمع فهو قادر على التلون والصعود كالنجم في اي زمان وأي مكان . والمشكلة العويصة هي أنه حتى بعد ان يذهب أحدهم ليشتكي عليه ويقول أنه كان جلاد في الزمن السابق سيتمكن من النفاذ بجلده لانه يملك خزين كافي من العلاقات التي تجعله يخرج من أي مأزق بكل أريحية .

نموذج يمتدح صدام حسين

( يا أخي الحياة قبل كانت أفضل بكثير ... كنا سابقا نخرج للشارع في الثانية ليلا ولم يكن هناك من يقول لنا على عينكم حاجب ... كنا نشعر بعز وفخر لأننا عراقيين ... في السابق كان للعراقي قيمة .... ووووالخ من الخريط)

من تحدث الكلمات السابقة هو رئيس قسم في احدى الدوائر كان سابقا يستلم راتب لا يتجاوز العشر دولارات في الشهر ولم يكن يمتلك سيارة وكانت ملابسه بسيطة جدا ولا يدخل اللحم الى بيته الا ما ندر وكان أذا طلبه ضابط الأمن في الدائرة ( ابن عم الريس) يبقى يرتجف ويضرب أخماس في اسداس متسائلا عن السبب وحين يصل اليه يتحدث معه وهو مطأطأ الرأس وذليل وخاضع وفي حال كان أبن عم الريس ليس في يومه ولم يعجبه الاستاذ الفاضل فكلمة (قشمر) هي أقل ما سيوجه له .

أما الان فهو يحصل على راتب قدره ثلاث ملايين دينار ولديه سيارة اخر موديل وقام بشراء منزل ملك صرف بعد ان كان يعيش في منزل أيجار . أما عن الطعام (خير من الله كل ما لذ وطاب) أما عن الملابس (بين قاط وقاط يشتري قاط) . وكل عام يتم أيفاده الى الخارج للدخول في دورة تطويرية أو غيرها .

لكنه لا زال يحن لأبن عم الريس . كل ما تتحدث عن الوضع الان وتقول من باب الانصاف أن هناك تحسن عن الوضع قبل عدة اعوام يقول لك ( الله يرحمك صدام والله كان زمانه زمن خير كنا سابقا نطلع بالثنتين بالليل ) مهما حاولت أن تنتقد امامه الوضع قبل 2003 لن يناقشك في ما تنتقده وسيتجنب الحديث عنه وسيحاول جاهدا أبراز عيوب النظام الحالي فحين تقول له مثلا أن فلان وفلان اعرفهم وتم أعدامهم لأسباب تافهة فاحدهم (سب الريس وهو في حالة سكر في ثمانينيات القرن العشرين) والاخر قال ( عدي لا يشبه قصي) فتم سجنه وتعذيبه لفترة طويلة جدا ولم يعرف له مصير وضاع أجمل ايام شبابه بسبب قوله لهذه الجملة . بعد أستعراضك لهذه الالدلة على ظلم النظام السابق وبطشه وقسوته الغير مبررة سيقول لك ( لعد هسة شنو مو الكتل بالشوارع ) لن يقول كلمة حق البتة ولديه قدرة على المراوغة لا مثيل لها فلو قلت له ( يا أخي هسة الوضع تعبان وقبل تعبان ) من باب أنصافك له لكنه لن يبرد قلبك ويقول لك (بالفعل نحن متضررين في العهدين) بل سيقول وبانفعال ( يا أخي يا ريت على أيام قبل أيام الخير ) وهما حاولت أن تذم الوضع الحالي امامه لن يتقرب منك خطوة وينتقد النظام السابق ولو في جزئية واحدة .

أن هذا النموذج يحترم من يذله ويهينه فهو يشعر بحنين فضيع ( لأبن عم الريس) ولصيحاته المتكررة ( تعال يويل قشمر) هذا النموذج يحب جدا من يدوس على رأسه (بالبسطال العتيك) فهو كان يعيش في حالة اقتصادية يرثى لها وكان يسكن في دار مؤجر ويقف صاحب الدار فوق رأسه كل شهر كالنسر وهو يقف امامه كالنعجة ويطلب منه بتوسل أن يصبر كم يوم . وكانت اكلته الدسمة المفضلة هي ( روس ورجلين) والكثير من العراقيين يعرفون ما هي هذه الاكلة وهي عبارة عن رؤوس الدجاج وأرجلها تباع في سوق الدجاج بالكيلو وكان بعض الفقراء يعتبرونها بديل عن شراء الدجاج الذي لم يكن يستطيع شرائه الا أبناء الطبقة الغنية حينها . هو يحن لأيام الروس والرجلين ولا تروق له ايام القوزي والكنتاكي والعرايس . هو لا يريد شيء ولن يرضيه شيء سوى الخروج في الثانية ليلا لذلك مهما تحسن وضعه سيبقى يصرخ ( كنا نخرج في أيام الخير بالثنتين بالليل ). هو في الواقع يحن لأيام أذلاله وتحقيره . هو غير مقتنع براتب ثلاث ملايين في حين أنه في زمن صدام حسين كانت الخمسة الاف دينار تأتيه كمكرمة وكان ياخذها وهو الممتن . صدق المثل العراقي الذي قال ( البزون يحب خناكة) أنه الحنين للجلاد والحنين للوقوف بذل وخنوع أمام أبن عم الريس .

أذا كنت تعشق صدام حسين فعلا فعليك أولا ان تحترم رغباته فالرجل كان يمنحك راتب لا يتعدى العشرة الاف دينار فعليك ان تأخذها وتعيد البقية الى خزينة الدولة أحتراما لرغباته وعليك في نفس الوقت عدم مشاهدة الستلايت وأذا كنت تستخدمه فعلا فعليك أن تطبق على نفسك قانون صدام حسين وتحبس نفسك لمدة ستة أشهر فهذا هو قانون من تحبه وتعشقه وفي نفس الوقت عليك أن لا تستخدم الهاتف النقال فهو جهاز غير مسموح باستخدامه في عهد صدام حسين وحتى الانترنت كان ممنوع بشكل عام ومسموح على نطاق ضيق في عدد محدود من المقاهي التي تشرف عليها الدولة ولا يفتح الا بعض المواقع فقط . فأعلم أن استخدامك للنت في الثناء على صدام حسين ومدحه هو مخالفة لرغبات الرجل فهو لا يسمح لك أن تدخل لمواقع تنتقده حتى لو كانت رغبتك الانتصار له . أذا تمكنت من فعل ذلك فانت محب حقيقي لصدام حسين بل أنت صاحب مبدأ وتستحق الاحترام حينها .

هل هناك من يتمنى أمتلاك ادوات صدام حسين وحزب البعث؟

هل هناك من المسؤولين من يتمنى لو كانت لديه أدوات صدام حسين ليستخدمها شر أستخدام وليتخذ من صدام قدوة ؟؟؟ الجواب نعم بكل تأكيد هناك حتى من الناس العاديين من يتمنى لو كان محل صدام حسين ولديه أدواته ليبطش في الناس ... هل هناك أحزاب لو كانت تمتلك أدوات حزب البعث لأستعبدت الناس واعدمت نصف الشعب بحجة أنه بعثي؟؟؟ الجواب نعم ثم نعم ... هل هناك من المسؤولين من يتمنى أن يعبده الناس ويتخدونه ألها؟؟؟ الجواب نعم بكل تأكيد ... هل هناك من اقارب المسؤولين من يتمنى أن يتخذ من (أبن عم الريس) الذي كان يعز من يشاء ويذل من يشاء بغير حساب؟؟؟ الجواب نعم هكذا نماذج موجودين على ارض الواقع وهم يحاولون ذلك ويقومون ببعض التصرفات المعتوهة . لكن ادوات صدام حسين وشخصية (أبن عم الريس) لا يمكن أعادة رسمها بالكامل وبنفس الطريقة فالواقع مختلف الان فمع كل سلبياته ومشاكله لكن من الصعوبة بمكان على أي شخصية تجسيد دور صدام حسين ومن الصعوبة بمكان على اي حزب تجسيد دور حزب البعث مع وجود هكذا رغبات لدى البعض لكن القدرة غير موجودة لكثير من العوامل السياسية والاجتماعية .

أين نحن الان ؟

هل الوضع في العراق الان مثالي ؟؟؟ الجواب قطعا لا ... هل الوضع الامني مستقر وعلى افضل حال؟؟؟ الجواب قطعا لا ... هل المجتمع متمدن ونموذجي ويتقبل الاخر ويحترم خياراته وسلوكياته؟؟؟ الجواب قطعا لا ... هل الحكومة مثالية ؟؟؟ الجواب قطعا لا ... هل المؤسسات العراقية قمة في النزاهة والامانة وتعمل بكل حرفية وتحترم المواطن وتعمل لخدمته؟؟؟ الجواب قطعا لا ... هل حقوق الانسان محفوظة ومصانة؟؟؟ الجواب لا فهناك من يعتقدون انهم ممثلي الله في الأرض ويتصرفون من هذا المنطلق ... هل القانون فوق الجميع وينتصر لعامل النظافة على الوزير لو أثبت عامل النظافة أن الوزير أنتهك حقه؟؟؟ الجواب لا طبعا ... هل هناك طبقة كانت مسحوقة قبل 2003 ولا زالت مسحوقة وتعاني الامرين؟؟؟ نعم ثم نعم ثم نعم .

هل هناك أمل؟؟؟ الجواب نعم هناك فسحة من الأمل وبصيص من الضوء وسط ركام التخلف الاجتماعي الذي ينتج مؤسسات متخلفة وعلى جميع المستويات . لأن هذه طبيعة الأشياء وكل مجتمع يخرج من نظام دكتاتوري الى اللانظام يبقى يتخبط لفترة طويلة نسبيا وما وصلنا أليه الان قياسا بشعوب أخرى سبقتنا يعتبر تطور نسبي ملفت للنظر . فمن باب الانصاف :

الوضع المعاشي

الوضع المعاشي الان لا يمكن قياسه بالوضع المعاشي قبل 2003 فهناك تطور ملحوظ فلم يعد شراء الملابس مشكلة يحسب لها حساب ولم يعد أكل اللحوم يقتصر على الطبقة الغنية فالان بامكان الطبقة الوسطى والفقيرة شراء اللحوم بكل أنواعها خصوصا اللحوم المستوردة وهي تباع بأسعارمنخفضة قد يصل سعر الكيلو الواحد منها الى 4 دولارات .
لم يعد شراء سيارة أمر مستحيل فبامكان أي موظف ان يشتري سيارة بالأقساط ومعظم الناس لديهم سيارات الان . بل أن بعض الاشخاص لم يعد يتقبل أن يبقى على نفس سيارته بعد ان يمضي عليها عام ويستبدلاها بأخرى من أنتاج العام الجديد لأن اسعار السيارات تنخفض بسرعة بعد نزول موديل أحدث وهذا يدل على وجود اقبال شديد على شراء السيارات يشجع التاجر على استيراد موديلات احدث مما يؤدي الى أنخفاض سعر الموديل الاقدم .
أما عن بناء وبيع وشراء العقارات فهو في أفضل حالاته وحركة البيع والشراء في حالة جيدة ان لم نقل انها ممتازة وعمليات الاعمار والبناء تتزايد بسبب أمكانية الحصول على قروض مصرفية .

أما عن الحركة التجارية فلا نبالغ أذا قلنا أنها في مرحلة أزدهار وأفضل مؤشر على ذلك هو أن جميع الشركات وحتى المحلات البسيطة تعتني جدا بديكوراتها الخارجية ووتستبدلها باخرى أكثر تطور وجمالية وهذا مؤشر على وجود وفرة . وكثيرا ما ترى منظر سيارات الحمل المتوقفة لانزال بضاعة جديدة وهذا مؤشر على وجود قوة شرائية . فضلا عن أنتشار جميع أنواع البضائع باسعار مناسبة ومعقولة . نعم النقطة السلبية هي مدى جودة هذه البضائع فنسبة منها بضائع رديئة .
مستوى الرواتب الحكومية لا يمكن قياسه بالسابق فراتب نسبة كبيرة من الموظفين الان يكفي لسد معيشتهم بل احيانا يفيض عن الحاجة لكن المشكلة هي أننا مجتمع أستهلاكي لذلك تزيد احتياجاتنا كلما زاد دخلنا فنشعر أن الراتب لا يكفي .

الوضع الامني

الوضع الامني الان سيء الى حدا ما لكن هذا السوء لا يقارن بسوء الوضع قبل اعوام فهناك تحسن ملحوظ ودليل ذلك هو تزايد مرتادي الاماكن الترفيهية من شباب وعوائل ووجود حركة ملحوظة في الأسواق والاماكن العامة.

أنتهاك حقوق الأنسان

أما بخصوص أنتهاك حقوق الانسان فلا زال حق الأنسان منتهك بشكل وباخر أما على يد من يطبقون القانون أنفسهم أو على يد من يدعون انهم ممثلي الله في الارض وهذا الانتهاك هو نتيجة طبيعية يفرزها مجتمع لا زال يحبو في مجال التمدن فاليد التي تنتهك حق الانسان سواء كانت حكومية أو غير حكومية هي يد أنتجها المجتمع فهم ابناء هذا البلد ولم يأتوا من بلد اخر ولا يمكن أن يشعر هؤلاء بأن ما يفعلوه جريمة ولا يمكن أن يفكروا الف مرة قبل أن تمتد أيديهم على مواطن الا بوجود قانون يحمي الجميع ولا يمكن أن يوجد قانون يحمي الجميع بكل حيادية ألا بتطور المجتمع الذي بتطوره ينتج مؤسسات مجمتع مدني قوية وفعالة لانها تكتسب قوتها منه . ومؤسسات المجتمع المدني هي اليد الضاربة لقانون القوة وهي من تخلق قوة القانون . من ينتهك حقوق الانسان لن يحترم القانون طالما أنه محمي من شريحة من المجتمع والمجتمع الذي يقوي الفرد على القانون لا يمكن أن ينتج دولة تحترم حقوق الأنسان .

العلاقة تكاملية فالمجتمع المتمدن مجتمع قوي بالضرورة لانه ينتج منظمات مجتمع مدني محمية من قبله وقوتها من قوته وهذه المنظمات هي من تصوب قوة القانون وتسقط قانون القوة في حال كان المجتمع يقف خلفها ويتفاعل معها بشكل جاد وفعال يمنحها نفوذ .
أما المجتمع الذي يؤيد نسبة من أبنائه قتل الناس بسبب سلوكهم أو مظهرهم فهو مجتمع متخلف ولا يمكن أن ينتج منظمات مجتمع مدني فعالة ومنظمات المجتمع المدني فيه تمثل أقلية وهذه الاقلية لا يمكن أن تجعل منظمات المجتمع المدني يد ضاربة بوجه أنتهاك حقوق الأنسان . الفرد الذي يؤيد أن يقوم مجموعة من المعتوهين بقتل الناس بحجة مخالفة الشرع والتقاليد عليه أن يعلم ان القتل سيصل الى ابنه أو اخيه يوما ما لنفس السبب فهؤلاء المعتوهين حين يجدون من يطبل لهم سيزدادون حماسا وسيفكرون في اختلاق أسباب اخرى للقتل بأسم مخالفة الشرع ومخالفة التقاليد . حين يتطور المجتمع ستختفي ظاهرة انتهاك حقوق الانسان تلقائيا لانها ستكون عورة من يكشفها يدفع الثمن باهضا لكنها الان ليست كذلك ولا زالت تعتبر مفخرة في نظر الكثيرين .


مجتمع يحترم ذوي النفوذ ويحتقر ذوي العلم

هل الشعب يشتكي من الحكومة ويجدها غير جيدة ويريد تغييرها ؟؟؟ لم لا الأنتخابات قادمة وهناك فرصة في التغيير وكما يقول المثل العراقي ( العقلة براسة يعرف خلاصه) .
في الانتخابات السابقة وأثناء الحملة الانتخابية كان هناك قائمة شكلها مجموعة من الاساتذة الجامعيين وفي اختصاصات مختلفة وكلهم حاصلين على شهادات دكتورا وكلهم شخصيات مرموقة في المجتمع ومعروفين بالسمعة الحسنة . وزعوا في حملتهم الانتخابية بوسترات فيها صورهم وأسمائهم وسيرهم الذاتية . أحد الاشخاص كان يحمل دعايتهم الأنتخابية بيده ويقرا بها فقال لي وهو يضحك بأستهزاء ( شوف ذولي البطرانين عبالهم يحصلون شي همة ذولي منو يعرفهم ).

ننتخبهم اليوم ونلعنهم غدا

كان هذا رأي الكثيرين بقوائم التكنوقراط من غير السياسيين لماذا ؟؟؟ لأن المجتمع يحترم القوي المتنفذ ويلوذ به ولا يحترم الغير متنفذ لأنه يراه ضعيف غير جدير بالأحترام وهو لا يعلم بانه يملك تغيير موازين القوى بيده فلو أعطاه صوته سيقويه وسيضعف الاخر الذي أنتخبه اليوم واشتكى منه غدا. هذا الحال موجود ليس فقط في مجتمعنا بل في مجتمعات متطورة ايضا لكن الفرق هي ان المجتمعات الاخرى تتحمل مسؤولية خياراتها أما مجتمعنا فانه أختار 325 عضو لمجلس النواب ثم بدأ يشتمهم في اليوم التالي . كان لدى مجتمعنا خيارات أخرى لكنه أختار هؤلاء مع أنه كان قد أختارهم أنفسهم تقريبا في الانتخابات التي سبقتها وشتمهم ايضا لكن اعاد الكرة مرة اخرى ولا نعلم أن كنا سنكرر أنفسنا مرة أخرى وننتخب أشخاص ثم نشتكي من عنجهيتهم وفسادهم وعدم مخافتهم من الله ؟؟؟



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجرد والتجديد...فضل الله وحسن المالكي نموذجين
- جيفارا يرتجز في الطف
- روحاني أحاول الفهم ولا أبحث عن الثواب
- من تاريخ التعذيب بأسم المقدس ... القسم الاخير
- سنبقى نجلدكم بثقافة قبول الاخر
- التعذيب بأسم المقدس في العراق
- من تاريخ التعذيب بأسم المقدس 4
- الجنس الثالث أطهر من حراس الفضيلة
- كيف تمكن السلفيين من ابتلاع السنة ؟
- أتاتورك والخميني الأخوين غير الشقيقين
- جيم جونز وجند السماء
- عبادة الوطن وتحقير المواطن
- جندي ياباني:اذكيائكم يقودهم غبي
- أوباما وهتلر وعبور الزمن
- ناشطين في حقوق السماء يطالبون بذبح الكشغري
- مطعم الظلام في الصين للتعاطف مع المكفوفين
- دجاج الكفيل نموذجا
- 70 عام بين القصيمي والكشغري ولا زالوا حمقى
- القبض على ثلاث أنتحاريين قرب عرش الأله
- الأرض التي تمجدونها أدوسها بحذائي


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسنين السراج - أبن عم الريس من يحن أليه؟؟؟