أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - دجاج الكفيل نموذجا














المزيد.....

دجاج الكفيل نموذجا


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 18:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك الكثير من الشخصيات التاريخية التي نتعرف عليها ونطلع على حياتها . لكن القليل منها من تؤثر فينا وتتربع في عقلونا وقلوبنا . من الشخصيات التي أثرت في نفسي هي شخصية العباس أبن علي أبن أبي طالب . فهذا الرجل كان له فرصة ان ينجو بنفسه حين طلب منه شمر أبن ذي الجوشن الانظمام له وأعطاه الامان . وشمر كان يمثل قوة السلطة والأغلبية العسكرية مقابل الحسين أبن علي الذي يمثل الوقوف ضد السلطة وأنتهاكها لحقوق الانسان وكان يمثل أقلية عسكرية خاسرة منطقيا . فليس من المنطق أن يغلب عشرات يقابلهم ألاف . الملهم والمؤثر أن العباس أبن علي كان لديه فرصة أن ينجو بنفسه لكنه أختار الموت على المبدا .
هناك الكثير من الألقاب التي يتلقب بها العباس أبن علي منها ( كفيل السيدة زينب ) كم هو شعور مؤلم ان أجد أن هذا اللقب يستخدم كماركة تجارية لدجاج تنتجه العتبة العباسية (دجاج الكفيل) . ولأني من محبي هذا الثائر شعرت باهانة شديدة حين وجدت ان هناك من يتاجر باسمه كعلامة لمنتجات حيوانية . صدقوني لو كان من ينتج هذا الدجاج ويستخدم هذا الأسم تاجر علماني أو سلفي لقامت الدنيا ولم تقعد ولوجدنا فتاوى تحرم اكل هذا الدجاج حتى لو كان مذبوح على الطريقة الاسلامية لان فيه اهانة لشخص العباس أبن علي ومن أختاروا هذا الأسم نواصب اعداء أهل البيت . لكن بما ان الجهة المنتجة هي العتبة العباسية المقدسة ( فأشبع ولا تبالي ) . أتألم وبشدة في كل مرة أرى فيها لقب العباس أبن علي موضوع على دجاجة ولغاية تجارية بحتة . طبعا هناك العشرات من المنتجات التي تستخدم ألقاب شخصيات تاريخية لها قدسية في نفوس الناس وذكرت دجاج الكفيل كنموذج بسيط . ومن أختاروا هذا الاسم يعلمون جيدا أن الناس تبحث دائما عن البضائع محل الثقة وخصوصا في موضوع الذبح . قبل فترة كنت أتحدث في هذا الموضوع مع أحد الاشخاص فمر شخص فضولي قربنا فتدخل في الموضوع وقال : ( هم لا يقصدون بتمسية الكفيل لقب العباس أبن علي بل يقصدون معنى الكلمة ) بعد أن ذهب هذا الشخص قرر صديقي أن يسأل أحد كبار السن من المتدينين في هذا الموضوع فاستوقفه وقال له ( هل يجوز ان يوضع لقب العباس أبن علي قمر العشيرة على دجاجة أليس في هذا الأمر أهانة لمكانته التاريخية والمعنوية ) فقال له وبكل ثقة (اكيد من طرح هذا الكلام وهابي ؟؟؟... لو كان غير جائز لحرمته المرجعية وأنصحك أن تترك هذه المواضيع فليس فيها فائدة )
يعتقد البعض أن كل شيء حلال شرعا يجب أن نبتسم له . لا أدري ما هي علاقة الحلال والحرام بان تستنكر النفس أن يتم التجارة بلقب شخصية لها مكانة تاريخية ؟ هنيئا لكم هذه النوعية من الناس التي تبرر لكم كل شيء . فافعلوا ما شاتم وكيفما شاتم وتاجروا بمن شاتم فهنيئا لكم فقد ربحت تجارتكم . وابشع أنواع التجارة هي التجارة بالمقدس فهي رابحة ورائجة .
كم كنت أتمنى لو كان الحسين ابن علي ينتمي لامة أخرى لتنصفه وتعطيه حقه ولا ينتمي لهذه الامة التي تتاجر بلقب اخيه الذي كان لديه فرصة ان ينجو بنفسه لكنه اختار ان يموت مع المبدأ على ان يعيش مع قوة السلطة وظلمها .
لو كان تاجر علماني هو من أستخدم لقب العباس أبن علي كعلامة تجارية لمنتجات حيوانية لوجدنا الفتاوى على قدم وساق تتحدث وبحزن شديد عن التجاوز على الدين والقدسية وعن نصب هذا التاجر وعدائه لاهل البيت . لكن من يتاجر على ارض الواقعيلوذ بالمقدس وله مساحة واسعة وشاسعة من الحرية حددها المجتمع الذي يبرر لهم كل شيء وأي شيء ويتكل عليه في تحديد منطقية وصحة أي شيء . وتجذب هذا المجتمع دائما الرموز المقدسة حتى حين يشتري قطعة دجاج . لذلك تربح هذه التجارة .



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 70 عام بين القصيمي والكشغري ولا زالوا حمقى
- القبض على ثلاث أنتحاريين قرب عرش الأله
- الأرض التي تمجدونها أدوسها بحذائي
- كم أكره صوت الكناري
- لماذا لا نخدر الحيوانات قبل ذبحها ؟
- الناطق الرسمي بأسم الله
- حين تضاجع الزوجة رجلا اخر
- أقسم بالله أني ملحد
- جثة لعراقي في الدنمارك وجثة لأسرائيلي في لبنان
- لماذا هذه الأخلاق يا سمو الأميرة ؟
- أنه حشرة ... ويبقى حشرة
- هل يملكون شجاعة هذا الجندي الامريكي؟
- رعاع أم ثوار؟ ... انه الحول الأدراكي
- من تاريخ التعذيب بأسم المقدس 3
- من تاريخ التعذيب بأسم المقدس 2
- الموت لأمريكا ... اللعنة على الغرب الكافر
- سأبني تمثال للرئيس مبارك في قلب بغداد
- بتوقيت بغداد أم بتوقيت برلين ؟
- نظرية الخداع بدافع التقوى ... وأخواتها
- منح مظفر النواب درع( شاعر المجد والخلود)بأسم الحوار المتمدن


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - دجاج الكفيل نموذجا