أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - أتاتورك والخميني الأخوين غير الشقيقين















المزيد.....

أتاتورك والخميني الأخوين غير الشقيقين


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعلم جيدا ان العنوان سيستفز نسبة كبيرة من العلمانيين و نسبة كبيرة من الشيعة . العلماني سيقول من الظلم مقارنة أتاتورك الذي ثار على واقع التخلف والظلم وحول تركيا الى دولة مدنية حديثة تنافس الدول الأوربية بالخميني الذي اعاد أيران الى عصور التخلف . وسيقول الشيعي من الظلم مقارنة الامام الخميني الذي وقف ضد الغرب و حول ايران الى دولة اسلامية مؤمنة مطيعة لله ورسوله وترفع راية الايمان بأتاتورك الذي حارب الدين ونشر الفساد والرذيلة في تركيا .

نتحدث عن رجلين لهما دور كبير في رسم تاريخ المنطقة وقام كل منهما بثورة أسقطت نظام وراثي عمره مئات السنين . تقاسما القرن العشرين فيما بينهما احدهما اخذ ربعه الأول والاخر اخذ ربعه الأخير . قام اتاتورك باسقاط امير المؤمنين في الربع الاول . واعاد جاره الخميني اعادة أحياء أمير المؤمنين في الربع الاخير . أتاتورك أسقط الخليفة والخميني نصب نفسه خليفة . جارين لدودين لا يربطهما زمن مشترك لكن يربطهما قرن مشترك كان لكلاهما اثر كبير في رسم صورته . كلا منهما يمتلك طرف من أطرافه ويحاول شده أليه .

كلاهما تصور أنه يملك افكار جميلة ومثالية تجعل المجتمع أكثر سعادة وأكثر تطور. كلاهما أعتقدا ان اكراه المجتمع على شيء يشبه أعطاء الطفل دواء السعال فالطفل لا يحب شرب الدواء ويشعره بالانزعاج لكن الابوين يجبروه على تناوله لمصلحته . هكذا كانا يفكران . كلاهما أهتما بالشكليات واعطوها اولوية كبيرة . منع الحجاب نسبيا في تركيا يقابله فرض الحجاب كليا في أيران . منع لبس الطربوش في تركيا يقابله منع لبس ربطة العنق في أيران . قتل بائعات الجسد في أيران باسم تطبيق الشريعة و قمع من تظاهروا ضد منع الطربوش وقتل عدد منهم باسم العلمانية .

كلا منهما حصل على تعاطف شعبي وتأييد من شريحة كبيرة من الشعب وكلا منهما أستغل هذا التعاطف ورسخ من خلاله نظام حكمه . الخميني أبن المؤسسة الدينية يقابله أتاتورك أبن المؤسسة العسكرية . كلا منهما كان متحمسا جدا ومستعجلا في تطبيق أفكاره على ارض الواقع وحاول جهد الامكان أختصار الزمن في تحويل شكل المجتمع الى ما يحلم به في مخيلته دون أنتظار حدوث تحول أجتماعي طبيعي .

تحولت أيران الى نظام اسلامي من خلال أستفتاء شعبي لكن هل من حق جيل أن يحدد نظام الحكم لاجيال أخرى ؟ وهل بقي من وافق على نظام الحكم الأسلامي على رايه لحد الان ؟ في الجانب الاخر لم يقم أتاتورك باي خطوات ديمقراطية وكان يتخذ قراراته بشكل فردي دون الرجوع الى الشعب .

أراد أتاتورك رؤية الاتراك يلبسون القبعة الاوربية بدلا من الطربوش وقام بخطوات تمهيدية لذلك حيث قام هو اولا بارتداء القبعة ثم حرسه الشخصي ثم الجيش التركي ثم تم منع الطربوش بشكل رسمي في عموم تركيا . وأراد الخميني رؤية النساء الايرانيات يلبسن الحجاب وهذا ما حصل بعد أن أصبح نظام الحكم أسلامي حسب نتيجة الاستفتاء الشعبي . كلاهما يعتقدان أنهما يملكان نظام حكم سحري ومثالي من الممكن أن يستمر مدى الحياة . أتاتورك أبن المؤسسة العسكرية والخميني أبن المؤسسة الدينية . أتاتورك علماني شمولي والخميني أسلامي شمولي . أخوين غير شقيقين من أب واحد وهو الشمولية لكن كل منهما خرج من رحم مختف عن الاخر فهذا من رحم العلمانية وذاك من رحم الاسلام . كلاهما لم يقتربا من الديمقراطية وتجنباها قدر الامكان وكلاهما قاما بالغاء الاخر وقمعه باسم حماية النظام المثالي .

كلاهما أهتما جدا بشكل المجتمع وأهتما جدا بعرض (new look ) المجتمع أمام العالم ولغايات مختلفة . فاتاتورك كان يحاول جاهدا تغيير الهوية الشرقية الاسلامية للمجتمع الى هوية اوربية علمانية والخميني كان يعاني من عقدة أسمها الغرب ويحاول جاهدا أثبات أن ايران الاسلامية متمسكة بالأسلام بحذافيره ولا تتأثر بالغرب . قاما برسم صورة المجتمع كما يحلمون بها . لكن لا خلع الطربوش يجعل الانسان علماني ولا خلع ربطة العنق يجعل الانسان أسلامي كل هذه الامور تندرج ضمن الحريات الشخصية وليس لها علاقة لا بالعلمانية ولا بالأسلام . حين يحشر قائد الثورة أنفه في ادق تفاصيل الحياة فهو خلع ثوب الثائر وأرتدى ثوب الدكتاتور .

من حق الطالبة الجامعية في تركيا لبس الحجاب أثناء الدوام وهذا حق شخصي يندرج ضمن الحرية الشخصية ومن حق طالبة الكلية في ايران أن تخلع الحجاب وهذا أيضا حق شخصي ويندرج ضمن الحرية الشخصية . النظام الديمقراطي الحقيقي يضمن للانسان حقه الشخصي في تحديد خياراته الشخصية . من الديمقراطية أستفتاء الشعب التركي والشعب الأيراني بخصوص الحجاب وفي حال كانت النتيجة 100% تؤيد فرض الحجاب في أيران فلا أعتقد أن هناك داعي لفرضه قانونا كونه رغبة أجتماعية . وأذا كانت النتيجة في تركيا حول منع الحجاب في المؤسسات الحكومية 100% فهذا يعني أنه حالة يريدها المجتمع ويطبقها ذاتيا ولا تحتاج قانون . لكن من المستحيل تحقق نسبة 100 % في أي أستفتاء من هذا النوع لذلك تبقى الحرية الشخصية هي أجمل مفاصل الأنظمة العلمانية الديمقراطية . اما علمانية أتاتورك فهي علمانية أستخدم في تطبيقها سيف الخليفة الذي اسقطه .

تركيا الان دولة علمانية ديمقراطية متمدنة لها ثقل كبير في اوربا والشرق الاوسط لكن ديمقراطيتها منقوصة طالما ان هناك من تسلب ارادته في أرتداء ما يرغب باسم العلمانية وهذا أستغلال للعلمانية يشبه أستغلال الأسلاميين للدين وفيه سلب لأرادة الانسان .

ايران الان دولة منبوذة من الجميع تقريبا . يعاني شعبها من تقييد الحريات . ماذا لو أعيد الان استفتاء الشعب الايراني حول طبيعة نظام الحكم الذي يريده ؟؟؟ ماذا ستكون النتيجة وأي نظام حكم سيختار ؟؟؟ هل سيتمسكون بالنظام الاسلامي الذي لا يراعي الحريات الشخصية لشريحة لا يستهان بها من المجتمع بأسم الدين ؟ أم سيختار نظام حكم ديمقراطي علماني يضمن حق المتدين وغير المتدين في التعبير عن نفسه وتحديد خياراته الشخصية ؟

المصادر:

1-أنظر-ي: كتاب الذئب الاغبر - ارمسترونج
2-أنظر-ي: موسوعة المعرفة - الثورة الاسلامية في ايران



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيم جونز وجند السماء
- عبادة الوطن وتحقير المواطن
- جندي ياباني:اذكيائكم يقودهم غبي
- أوباما وهتلر وعبور الزمن
- ناشطين في حقوق السماء يطالبون بذبح الكشغري
- مطعم الظلام في الصين للتعاطف مع المكفوفين
- دجاج الكفيل نموذجا
- 70 عام بين القصيمي والكشغري ولا زالوا حمقى
- القبض على ثلاث أنتحاريين قرب عرش الأله
- الأرض التي تمجدونها أدوسها بحذائي
- كم أكره صوت الكناري
- لماذا لا نخدر الحيوانات قبل ذبحها ؟
- الناطق الرسمي بأسم الله
- حين تضاجع الزوجة رجلا اخر
- أقسم بالله أني ملحد
- جثة لعراقي في الدنمارك وجثة لأسرائيلي في لبنان
- لماذا هذه الأخلاق يا سمو الأميرة ؟
- أنه حشرة ... ويبقى حشرة
- هل يملكون شجاعة هذا الجندي الامريكي؟
- رعاع أم ثوار؟ ... انه الحول الأدراكي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - أتاتورك والخميني الأخوين غير الشقيقين