الخيانة الأسدية بالوراثة - على جدار الثورة السورية الظافرة رقم - 43

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 18:39
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

الخيانة بالوراثة – على جدار الثورة السورية الظافرة رقم – 43
في جلسة مجلس الأمن البارحة 30 اّب , المتعلقة ببحث المذبحة السورية . بعد كلمة المندوب الفرنسي الذي دعا لاتخاذ قرار ملزم للتدخّل الفوري لوقف العنف والقتل الذي يتعرّض له الشعب السوري على يد حاكمه المستبد . ودعا الجميع للتضامن لإنقاذ الشعب السوري الذي يتعرّض للإبادة إستناداً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
انبرى للرد عليه بوق نظام القتلة "" الجعفري "" ليكيل الشتائم السوقية لفرنسا المدافعة عن الشعب السوري والداعية لإنقاذه من الإبادة الجماعية ..
بعد كلمات المندوب السوري ( الجعفري ) البذيئة في مجلس الأمن ضد الموقف الفرنسي المؤيد للشعب السوري -- ولو كان لفظياً.--.. خاطب مندوب فرنسا الدائم لدى مجلس الأمن السيد الجعفري المدافع عن نظام الأسد الإستبدادي في الأمم المتحدة , قائلاً : بما أنكم تحدثتم عن فترة احتلال فرنسا لسوريا فمن واجبي أن أذكركم أن جدّكم جد رئيسكم الأسد , قد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا . وعدم منحها الإستقلال بموجب وثيقة رسمية وقّع عليها , ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية إن أحببت أعطيكم نسخة عنها .....
وهذه الوثيقة الهامة موجودة في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية وفي أرشيف الحزب الإشتراكي الفرنسي لأنها قدمت لرئيس وزراء فرانسا الإستراكي عام 1936 ( ليون بلوم) أثناء المفاوضات مع حكومة الكتلة الوطنية في سورية برئاسة السيد جميل مردم لتوقيع المعاهدة مع الاحتلال الفرنسي التي رفضها شعبنا وبقيت حبراً على ورق ..
وللأصدقاء والصديقات النص الحرفي للعريضة المخزية التي تقدم بها زعماء الطائفة العلوية إلى حكومة ليون بلوم الفرنسية أثناء المفاوضات مع الكتلة الوطنية عام 1936 التي رفض الشيخ صالح العلي توقيعها :
...... دولة ليون بلوم – رئيس الحكومة الفرنسية :
بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا نتشرّف نحن زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سوريا أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط التالية :
1 – إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس , هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل .
2 – إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة , لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي , والشعب العلوي , بالنسبة إلى الدين الإسلامي يعتبر كافراً . لذا يلفت نظركم إلى الإلتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الإنتداب ويصبح بإمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها .
3 – إن منح سوريا إستقلالها وإلغاء الإنتداب يؤلفان مثلاً طيباً للمبادئ الإشتراكية في سوريا . إلا أن الإستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا وأسكندرون وجبال النصيرية .
أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية , إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهرة كاذبة ليس لها أية قيمة , بل يخفي في الحقيقة نظاماً يسوده التعصب الديني على الأقليات فهل يريد القادة الفرنسيون أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس .
4 – إن روح الحقد والتعصّب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام , فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية . لذلك فإن الأقليات في سوريا تصبح في حالة إلغاء الإنتداب معرضة لخطر الموت والفناء بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد .
وهنا أننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين . وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على عاتق القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام . فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ونشروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة , ومع ذلك أعلن المسلمين ضدهم الحرب المقدسة . ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونسائهم بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا . لذلك فإن مصيراً أسوداً ينتظر اليهود والأقليات الأخرى في حالة إلغاء الإنتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة . هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم .
5 – إننا نقدّر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الإستقلال . ولكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون إليه لأنها لا تزال خاضعة لروح الإقطاعية الدينية . ولا أظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الإشتراكي الفرنسي يقبلون أن يمنح السوريون إستقلالاً يكون معناه عند تطبيقه إستعباد الشعب العلوي وتعريض الاقليات لخطر الموت والفناء .
أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي ‘لى سوريا فمن المستحيل أن تقبلوا به . أو توافقوا عليه , لأن مبادئكم النبيلة إذا كانت تؤيد فكرة الحرية , فلا يمكنها أن تقبل أن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب اّخر لإرغامه على الإنضمام عليه .
6 – قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة , أما نحن فنؤكد لكم أن ليس المعاهدات أية قيمة أزاء العقلية الإسلامية في سورية . وهكذا استطعنا أن نلمس نبلاً في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق التي تمنع العراقيين من ذبح الاّشوريين واليزيديين , فالشعب العلوي الذي نمثله , نحن المجتمعين والموقعين على هذه المذكرة يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الإشتراكي الفرنسي , ويسألهما ضمانا ً لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير . ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الإشتراكيين , وهو واثق من أنه واجد لديهم سنداً قوياً أميناً لشعب مخلص صديق , قدّم لفرنسا خدمات عظيمة مهدّد بالموت والفناء .
الموقعون : عزيز اّغا الهواش --- محمد بك جديد --- سليمان المرشد ---
سليمان أسد --- محمد سليمان الأحمد –
وقد استنكر الشيخ صالح العلي وأنصاره هذه العريضة كما استنكرها الشاعر الكبير بدوي الجبل فيما بعد ,, واستنكرها في لواء اسكندرون بشدة القائد الوطني زكي الأرسوزي وغيرهم ..لكن الخائن حافظ الأسد بائع الجولان بقي وفياً لجده وفعل مافعله بشبابنا ووطننا وحوّل سورية الجمهورية البرلمانية إلى ملكية طائفية وراثية ومزرعة خاصة لاّل الأسد وعصابتهم ..
هذه الوثيقة سبق أن نشرناها منذأكثر من ربع قرن في مجلة ( المنبر ) التي كنا نصدرها باسم "" لجنة الدفاع عن الحريات والمعتقلين في سورية "". بصحبة المحامين الأصدقاء : عبدالله قوجة – وليون فرح – وباسيل بجك و اللواء غسان حداد و محمود عرب سعيد و غيرهم ..في بغداد ,, وكنا حريصين على عدم انتشارها لما تحمله من حقد وطائفية وعنصرية ...لكن الاّن بعد فضحها من قبل وزارة الخارجية الفرنسية علناً أمام الإعلام العالمي ..وبناء على طلب الأصدقاء ننشرها كماهي وفاء للوعد ....

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل