مشروع النهضة الإخوانجية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

• المثقف العضوي يعيش معاناة شعبه ويتبنى قضاياه، ومنه نوع يمكن تسميته "مثقف التنوير"، وهو الذي لا ينطلق في سعيه من أرضية الثقافة السائدة والشعارات الرائجة، لكنه يحمل رؤى جديدة مفارقة لما هو سائد، فيشير لآفاق جديدة وطرق لم يسبق للشعب أن سلكها، تخرج شعبه من أزمات مزمنة فشلت كل الحلول المستندة للسائد في معالجتها.
• بالديموقراطية تحفر بئراً في تربة المجتمع والوطن، وقد تخرج لك بترولاً أو مياه عذبة أو مالحة، وقد تخرج لك مياه من رشح الصرف الصحي.
• ماهي جريمة الخيانة العظمى إن لم تكن على غرار إطلاق سراح إرهابيين من السجون ليتوجهوا فوراً لقتل الجنود المصريين بسيناء، وهل لهذا علاقة بمبدأ "طظ في مصر"؟!!
• ما يسمى بالمجلس الرئاسي هو بكل تأكيد "ضحك على الدقون"، وحتى بافتراض حسن النية يكون تهريجاً وسذاجة لا تليق بدولة عريقة بمؤسساتها كالدولة المصرية. . إذا كنت مجرد شاسيه فمن الطبيعي أن تطير فرحاً بالانضمام لفريق رئاسي بلا صلاحيات ولا مسئوليات. . ألف مبروك للجميع!!
• أعتبر الموقف من إسرائيل بمثابة ترموتر يقيس درجة حرارة الإنسانية في الثقافة والوجدان، كما هو مجس اختبار للتربة، إن كانت قاعدة للتعصب الديني أو القومي، أم هي قاعدة للإنسانية وفق المعايير العالمية لحقوق الإنسان، ثم أنه مؤشر عام للانفتاح على الآخر في كل أنحاء العالم والتطهر من عقد العداء والكراهية الأيديولوجية والدينية.
• "الشاطر: ليس لدينا برنامج واضح ومحدد لمشروع النهضة". . مشروع النهضة اللي كان جاهز على التنفيذ طلع فشنك. . هاااااااااااا وضحكنا عليكو وكان كلامنا "إيهام في القول"، وده حلال مية في المية!!. . مش اتضح إن مشروع النهضة في الحقيقة مشروع "نهقة"؟!!. . أخيراً اتضح أن طائر النهضة ليس كما وصفه لنا مرسي، وإنما هو عبارة عن منقار فقط، والباقي علينا إحنا!!. . لا نريد منهم مشروع "نهضة"، بس ياريت يصرفوا نظر عن مشروع "تخريب" مصر!!
• عندما تولت حماس السلطة في فلسطين كنت ممن يرون أن المسئولية عن مقدرات حياة شعب ستجعل قادتها يخلفون وراء ظهرهم رؤاهم المهووسة المفارقة للواقع، ويستقيمون في طريق تحقيق مصالح شعبهم، لكن هذا لم يحدث، وظلوا تقريباً على ما هم عليه، غير عابئين بمعاناة الشعب المسكين الذي انتخبهم، بل وزادوا من معاناته بمواقفهم الخرقاء. . الآن الإخوان في مصر أي طريق يا ترى سيسلكون؟!!
• قال: أنت لسه متشائم و لا بقيت حاسس اننا هنعرف نواجه؟
قلت: يا صديقي لا مجال للتشاؤم، فمستقبل وطن يستحق أن نبذل في سبيله كل ما نطيق أو حتى ما لا نطيق. . إنه الوطن يا عزيزي
ترى متى تتساقط الطيور السوداء المحلقة في سماء مصر؟!!
• الفارق بين نجيب محفوظ وعلاء الأسواني يوضح إلى أي درك انحدر الشعب المصري وثقافته ومبدعونه. . متى يقتنع أمثال أيمن نور وحمدين الصباحي أنهم كروت محروقة، وأن تلاعبهم وتسلقهم وتدنيهم تحت أقدام الإخوان يشكل ضلعاً أساسياً مما نحن فيه من خيبة وبيلة؟!!. . أظن أن الإسلاميين قد يكونوا قابلين للتطور ولو بدرجة طفيفة قد لا نلحظها بوضوح، أما اليساريون فأبطال مصممون على سجن أنفسهم في زنقور ريحته معفنة.
• ها هي مقولات الإخوان ومفاهيمهم لم تصمد أمام أول بادرة فيما يخص فوائد البنوك. . والبقية تأتي.
• برنامج حزب الدستور رائع ومكتوب بمهارة واستنارة بالغة، ولا توجد به غير سقطة واحدة قرب نهايته تقول: "من غير المعقول أن يتم تدريس العلوم الطبيعية والاجتماعية بلغة غير لغة المجتمع، بل يجب أن تكون اللغة العربية هي لغة التعليم"، فهذه العبارة تتناقض في مفهومها وتداعياتها مع كل ما جاء بالبرنامج، بل مع الجملة المكملة للفقرة والتي تقول: "مع الانفتاح على الإسهامات المكتوبة باللغات الأخرى". . المهم ألا يكون البرنامج الحزبي تلك الوثيقة الدستورية بالنسبة للحزب سجينة الأرشيف، ولا علاقة للكوادر الحزبية بها، وهو ما رأيناه في جميع الأحزاب المصرية، بل يجب تدريسها بعناية ودأب للكوادر الحزبية، وتبسيطها حسب مستوياتهم الثقافية المختلفة، وذلك لخلق ثقافة جديدة مختلفة كل الاختلاف عما هو شائع الآن، فالإيمان الحقيقي بما جاء بهذا البرنامج هو الذي يخلق كوادر مستعدة للتضحية بالغالي والرخيص من أجل حياة جديدة حرة وحديثة، وإن لم يحدث هذا سيكون مصير الحزب مماثلاً لمصير سائر الأحزاب النخبوية الكرتونية عديمة الفاعلية. . أريد أن يكون نشر الوعي بهذا البرنامج هي المهمة الأولى للحزب، والتي هي أهم بمراحل من محاولات الوصول للسلطة، فلن ينتزع السلطة ممن يمسكون بها الآن غير من لديه قاعدة مختلفة مؤمنة برسالة مختلفة إيماناً حقيقياً وعميقاً.

#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل