أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبه سعد أبوالمجد - صراع أجيال .. أم أن السُلطة لها أحكام؟!














المزيد.....

صراع أجيال .. أم أن السُلطة لها أحكام؟!


هبه سعد أبوالمجد

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 23:32
المحور: المجتمع المدني
    


"ممنوع" هذه الكلمة ما أكثرها في بيوتنا المصرية! بل لن أبالغ إذا قُلت ما أكثرها في بيوتنا العربية!

مقدمتي القصيرة لا تعني أني أرفض أن يمنع الوالدين أبنائهم من أشياء يعتقدون بأنها ضد مصلحة هؤلاء الأبناء، لكن العيب حينما لا يكون عند الآباء سببًا مقنعًا أو حتى منطقيًا لهذا المنع؛ فقد يكون المنع دون سبب سوى حرصًا على تأكيد سلطة الآباء، أو حتى عقاب الأبناء على خطأ ظنوا أنهم قد نسوه ولكن عقولهم الباطنة تتذكره بوضوح وتحاول الانتقام لكرامتهم، وقد يكون المنع لسبب ولكن يستنكر الآباء أن يوضحوا لأبنائهم هذا السبب، وإن سأل الأولاء والديهم عن السبب اعتبر الوالدان هذا السؤال ما هو إلا تبجح من الأبناء...

قد يكون ما هو مباح للأولاد غير مسموح به للفتيات في نفس المنزل، من حق الفتى أن يخرج ويتأخر دون رقابة، أما البنت فلا خروج إلا برقيب لا بل "شاويش" يرصد كل تحركاتها وأفعالها ونظراتها بل حتى يحصي عليها أنفاسه...

قد يكون مباح للولد أن يأخذ مصروفًا أكثر من أخته، بل قد يكون هذا الولد يحصل على أموال غير معلومة المصدر ولا يسأله أحد عن مصدر هذه الأموال بحجة أنه مسؤول عن نفسه، بالإضافة إلى أنهم قد يعتبرون هذا رجولة مبكرة حتى وإن كان مصدر هذه الأموال من السرقة أو النصب أو حتى المخدرات، أما البنت إذا عملت يقال أنها تعيش في بيت بلا رجال، بل يقال عنها منحلة حتى لو كانت هذه الفتاة في منتهى الاحترام الذي قد يفتقر إليه شقيقها الذي يأتي بأموال غير معلومة المصدر....
وقد يكون ما هو مباح للفتيات غير مسموح به للفتيان في نفس البيت، بحجة أن البنت "مكسورة الجناح" ولابد أن تُعامل معاملة خاصة عن شقيقها، أما الولد فلابد أن يُعامل معاملة جافة لأن هذا عنوان الرجولة....

وفي عصر المعلومات والانترنت والقنوات الفضائية قد يجلس الشاب يتصفح مواقع الانترنت دون أن يسأله أحد ماذا تفعل، أما البنت فمحظور عليها التعامل مع لغة العصر، وإن وافق أهلها على تصفحها للانترنت فكل دقيقتين تجد من يجلس بجانبها يراقب ما تكتبه وما تفعله....

الغريب في مجتمعنا الشرقي أن الأمثال الشعبية هي المسيطرة على عقولنا من مثل "شرف البنت زي عود الكبريت" و"الولد مهما عمل مش هيجيب العار لأهله" وأشياء كثيرة من هذا القبيل، وكأن البنت موسوم عليها الخطأ والدخول على المواقع الإباحية والولد معصوم من الغواية، بل وإذا أخطأ الشاب ولو أزنى يستهينوا بالأمر وكأنه لم يكن، وكأن ما يخافونه على ابنتهم لا يخافونه على بنات غيرهم اللاتي قد يغوينهم أولادهم من الشباب.....

نعم.. لقد طالت مقدمتي ولكن كان لابد من إيضاح الأمر _من وجهة نظري_، وحقًا يوجد سؤال يحيرني بشدة ألا وهو: "لماذا كل هذا؟ هل هذا صراع أجيال؟ أم أن التربية تتعدد مفاهيمها باختلاف الأسر؟ أم أنه حب السُلطة وفرض الرأي بحجة أنهم الكبار وأن الأولاد لا يعرفون مصلحتهم؟"

لا أظن بأنه يوجد إجابة محددة فكل ما سبق جائز ومحتمل، فللأسف لا يفرق الآباء بين الظروف التي رُبوا فيها وبين الظروف التي يتربى فيها أولادهم، فهيهات هيهات بين هذه البيئة وتلك، الآن في عصرنا الحديث عصر المعلومات تزداد المغريات وتتضاعف الإلهاءات، وهذا بالطبع يحتاج إلى توعية أكثر ورعاية وترشيد لا منع لمجرد المنع....

لا نحرم الآباء والأمهات من حقهم في الخوف على أبنائهم ورقابتهم، ولكن لنقنن كلمة "ممنوع" فلنجعلها نابعة من نفوس أبنائنا لا أن يسيروا برؤوسنا، فلنوعِ أبنائنا بالأمور الصحيحة وفي المقابل بالأمور الخاطئة، فلا يمكن أن نربي أبنائنا من جانب واحد بل لابد أن نطلعهم على الجانبين....

لنضع أولادنا في مواقف مباشرة وغير مباشرة بها الصواب وبها الخطأ، فمثلاً إن كان هناك فيلم سينمائي يعالج قضية اجتماعية ما فنشاهده كأسرة ونحن بجانبهم، وفي الفواصل الإعلانية نناقش معهم الأحداث، ما يرونه صوابًا فيقبلونه وما يرونه خاطئًا فيرفضونه، لنفهم إلى أين تسير رؤوسهم، وفي هذه الحالة إذا وجدنا خطأ ما في طريقة تفكيرهم ومعالجتهم للأمور فلنوجههم إلى الطريق الصحيح عن طريق توضيح عواقب هذا التفكير إيجابيًا وسلبيًا......

لا تجعل أولادك كالخارجين من غرفة مظلمة وحينما خرجوا ظلوا يتخبطون لحين اتضاح الرؤية؛ فقد يكلفك هذا ويكلفهم ما لا تُحمد عواقبه، ولا تكن كما قال الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له إياك إياك ان تبتل بالماء

علّم أولادك السباحة أولاً بالصبر والمثابرة ثم اتركهم في البحر أو حتى في المحيط ولن يخذلوك، ثق في نفسك قبل أن تثق فيهم، ثق في تربيتك لهم.......
ربّهم تربية سليمة ثم راقبهم لكن اترك لهم مساحة من الخصوصية، اسألهم واسمح أو امنع لكن اترك لهم مساحة من الثقة، ودائمًا ضع في اعتبارك ضغوط المجتمع الذي يعيشون فيه، وعصر الانفتاح والتكنولوجيا الحديثة فنحن في عصر المعلومات الذي هو سلاح ذو حدين، فقط وججهم للطريق الصحيح، املأ أوقات فراغهم، والأهم من كل ذلك:
"كن قدوة حسنة يقتدوا بها...."



#هبه_سعد_أبوالمجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تياترو النجوم
- الإرهاب (صُنع في أمريكا)
- النظام يتحكم في الشعب بالريموت كنترول
- وداعًا دنيا الغرام
- فلتبكِ بصوتٍ مسموع
- أعطِ لإمرأتك ما تستحق
- كن مَن أردتَ مع مَن تشاء
- اسمع مني الوعد وانسى الوعيد
- فتاةٌ تسبح ضد التيار
- ولا يغرنك براءة نظراتها
- لن أجثو أمام غرورك
- بقايا إنسان
- لأ يادنيا أنا مش زعلان
- الحب البرئ
- صفوت حجازي والمتأسلمون
- اسألهم فَهُم أدرى مني
- ثورة الشك
- الدب الذي قتل صاحبه
- شعبٌ في غيبوبة
- فلتسمعوا جميعًا من أنا


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبه سعد أبوالمجد - صراع أجيال .. أم أن السُلطة لها أحكام؟!