بطولة طبية ناهضة في مستشفى عراقي

عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 22:54
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

من جماليات الوضع العراقي المكفّهر الصفات انه بغيبيات التساؤل لابغباوته ولاببغائيته، لايوجد له رأس خيط يمكن لإي متابع التعكز على مسند رواية معتبرة فيه. لاتوجد إحصائيات بالمطلق عن أي موضوع يختاره الكاتب أو الباحث أو المتقّصي ..فيقولون مثلا لك وانت تتكلم مليار كلمة وتصمت ترليون مرة..أسهل الإمور الأسماء الوهمية في الرواتب! لافرق في وزارة او او أي مؤسسة ذات مورد مالي مستمر السيل ومتواصل وبعيد عن آفات الفساد اللامرصود في مملكة الصومال العراقية. سقت المقدمة لخبر فيه بعض السرور كونه يحوي أرقاما ليست كتسلسلات اللوتو بل هي خلاصات جهود لاأبخسها ومضطر لتصديقها لإنها من جهة مصدرية واحدة..ولإنها تخّص محافظة واحدة أيضا وإن ناشرها لم ينتظر نهاية الموسم السنوي في شهر 12 من كل عام ميلادي بل نشرها بعد مضي ثلثي المدة المتحقق فيها إنجازاته. طبعا الخبر فيه بالنسبة لي نوع من الضبابية والدخان الكثيف عامي البصر لاالبصيرة.. وهو بخص نشاط مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار..فقد نشرت مديرية صحة ذي قار خبرا أنه اجريت في المستشفى خلال الشهر الماضي (6271) عملية جراحية ، فيما وصل عدد مراجعيها الى (30234) مراجعا؟!! الإستغراب والضبابيةيكمن في السؤال البكلوريوي: هل من المعقول إجراء هذا الكمّ الهائل من العمليات الجراحية بشهر واحد؟ بمعدل أكثر من0 20 عملية جراحية في اليوم؟ هل توجد 10 صالات للعمليات مثلا او اكثر؟ هل يوجد كادر جراحي طبي ومساعد من أطباء التخدير يستوعب هذه الكثافة العددية؟ هذا الخبر بارقة امل كبرى للمرضى ونهضة طبية هائلة الحجم والكّم لو صحت الأرقام بهذا السيل الجارف! سانسى نسبة الفشل في بعض هذه العمليات فلم يُشر الخبر اليه..ولكن هل سانسى أن عدد المراجعين ثلاثون ألفا المنشور أي بمعدل ألف مراجع مريض يوميا!وهو رقم فضائي كما اتصور.. فهل يمكن تفسير الأمر على إنه إحصائية للسبعة أشهر الماضية من السنة؟هذا أقرب للتصديق عقلا.. مع إن الدكتور مدير المستشفى بيّن بعض التفاصيل: ان العمليات توزعت بين (91) عملية فوق الكبرى و(236) كبرى و(576) وسطى(المجموع903) فضلا عن اجراء (5368) عملية صغرى (الكلي 6271) عملية، ونسبة الاشغال بلغت 57% حيث وصل مجموع المرضى الراقدين (2729) مريضا حصلوا على العناية السريرية اللازمة . وبيّن المدير بعض إنجازات مستشفاه.. لااعلم هل أيضا مشمولة بالشهر نفسه أم لشهور مضت؟ إجراء شعبة المختبرات (37881) فحصا مختبريا، بالاضافة الى اجراء وحدة الاشعة (10002) فحصا شعاعيا . وقيام الاقسام الساندة بتقديم خدمات العلاج الطبيعي لـ (1554) مراجعا ، واجراء (5365) تخطيطا للقلب و(2107) فحصا بجهاز السونار و فحص (337) شخصا بجهاز الايكو ، في حين وصل عدد المفحوصين في جهازي الرنين و المفراس (761) شخصا! نشكر هذه الجهود وياريت كان يجب نشرها في الصحافة الحكومية والتلفزة ومواقع شهيرة لإنها نهضة طبية حقيقية في محافظة عزيزة ولشهر واحد فكم ياترى الاصحاء الذين لم يراجعوا المستشفى من سكان الناصرية الاعزاء؟ وماذا ستقول إحصائيات مدينة الطب العراقية إن تم نشرها إذا كانت لاتمس ....؟للمقارنة للذين يبحثون مثلي عن إشراقات حتى في الجانب الطبي في وقت أرى واودّع مئات الحالات المرضية للهند وماليزيا وإيران وشمال الوطن الحبيب وربما لمستشفى الصومال أيضا بحيث سئمت ترديد عبارات وصياغات وأناشيد تعود لنا بالسلامة!!!
ثم هناك خبر قد يسّر كل عراقي مريضا كان ام صحته زي البمب! أن مفتش عام وزارة الصحة العراقية بشّرنا إن"هنالك تنسيق عاليا بين الوزارة ونقابة الاطباء العراقية ،وجهودا وصلت الى مراحل متقدمة من اجل وضع تسعيرة موحدة لاجور الاطباء في العيادات الخاصة ؟، ان"تلك التسعيرة اخذت بنظر الاعتبار الاختصاص والكفاءة والخبرة والمهارة للأطباء ، فضلا عن مراعاة الحالة المعاشية للمواطنين"،مبينا أن"تلك القائمة ستضم ايضا اجور اجراء العمليات الجراحية في العيادات".
السكوت احيانا يكون أبلغ تعبير.

#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات