أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود فنون - الحرب الكونية واللحظة الثورية في سوريا















المزيد.....

الحرب الكونية واللحظة الثورية في سوريا


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 18:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نشرت العربية الفضائية خبرا مصورا مفاده "ان سفن تجسس المانية تقف قبالة الشاطيء السوري وترصد تحركات الجيس السوري على مسافة 600 كيلو متر داخل الاراضي السورية ,وتنقل نتائج استخباراتها الى المخابرات البريطانية والامريكية التي بدورها تقدمها للجيش الحر العامل في الاراضي السورية .."
وتابع معلق على الخبر من لندن يقول :بأن هذا الاستخبار يرصد جميع الاتصالات الداخلية للجيش السوري ويتابع كل التحركات والاوامر ,ويرصد اهداف التحركات والأسلحة المستخدمة وعدد القوات ووجهتها, مما يساعد الجيش الحر للتصدي لهذه التحركات ..
اولا:ان هذا الخبر يشكل دليلا على اشتراك المانيا في الحرب ضد سوريا ومن اجل تدمير سوريا كما هي أهداف الحرب .
ثانيا :ان امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وهي كلها دول غربية وأجنبية وكلها تشارك في الحرب بأشكال متعددة كما يلاحظ المراقب والمتتبع لمجريات الاحداث في سوريا وحول سوريا .
ثالثا:ان الصراع في سوريا وصل الى مرحلة دموية وتدميرية عالية ,وهي مرحلة الحرب الأهلية الطاحنة فيما يخص الأطراف السورية المشاركة في الصراع وفي هذه الحدود فقط.
خامسا :ولأن دولا أجنبية عديدة تشارك في تسليح وتمويل ودعم الجيش الحر وتأمين تعويضه بالأفراد وتأمين المعلومات والخطط ..فان ما يجري في سوريا يفوق الحرب الأهلية .ان مشاركة دول الخليج وبالاخص السعودية وقطر وكثير من الدول العربية الاخرى مع تركيا و امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا في طرف .والنظام ومن يسانده في طرف آخر ,انما يجعل من هذه الحرب شيء آخر غير الحرب الاهلية ,انها حرب كونية بصورة من الصور .

الشعب السوري هو الضحية :

بمعزل عن اصطفافات القوى الداخلية في سوريا ,ونظرا للاجندة الاجنبية التي تقاتل من اجلها ما يعرف بالمعارضة ,فان اهداف هذه الحرب الطاحنة لم تعد هي ذات الاهداف التي انطلق من اجلها الحراك الشعبي ,وانما هي اهداف تخص القوى الاكثر تأثيرا في دورانها وهي الدول الغربية وبزعامة امريكا .
ان السوريين يحاربون كما قال عنان من أجل أجندة اجنبية وليس أجندة سورية ,وعنان هذا شاهد عيان على ما يجري على الارض .
وفي سبيل هذه الاجندة تقع الضحايا بالآلاف من المشاركين وغير المشاركين ويتشرد عشرات الآلاف من السكان هربا من ويلات الحرب الطاحنة والتي لم يعودوا يعرفون لها نهاية .
المخابرات الاجنبية تدير الحرب :
تتركز مكاتب المخابرات وعملاء المخابرات المشتركة في الصراع في تركيا ,وقد زجت بالعديد من عملائها الى الداخل السوري محملين بالمال والحقد ومسلحين بخدمات العملاء السوريين من المعارضة المتواطئة مع الاجنبي والضباط المنشقين ,واقارب السياسين والعسكرين من أجل اغوائهم بالانشقاق .
انهم جميعا يعملون على :
1- كشف اسرار السلاح السوري وخاصة الصواريخ والاسلحة الكيماوية وبقية الاسلحة الفعالة ,وذلك استعدادا لتدميرها او السيطرة عليها في الوقت المناسب.
2- كشف تحركات الجيش السوري وتموضعه وتقديم المعلومات للجيش الحر ,كي يتمكن من ايقاع أكبر قدر من الاضرار في الجيش السوري .وذلك بغية ارهاقه واضعافه تمهيدا لتفككه.
3- العمل الدؤوب لاحداث مزيد من الانشقاقات المؤثرة في مبنى الجيش السوري والتراكيب الامنية ,في محاولة لتركيم مثل هذه الانشقاقات لتصل الى مستوى شق الجيش وقوى النظام تمهيدا لتدميره وتدمير سوريا بجيشها وسلاحها .
4- ان الصراع مع سوريا في هذا الوقت يكاد يكون كذلك وبالاضافة الى ذلك صراعا مع روسيا والصين العدوتان اللدودتان للغرب الاستعماري .وهنا تكون محاولات كشف اسرار سوريا هي كذلك محاولات لكشف اسرار الاسلحة الروسية والصينية .
وفي ذات الوقت فان عملاء المخابرات العربية والاجنبية تقوم بدور تجنيد العملاء من المعارضة السورية وتجنيد المجندين العرب والسوريين ليعوضوا خسائر الجيش الحر ,كما تدريب الجيش الحر وتنظيم قواعده في تركيا .
كما وتجنيد السوريين في الخارج للنضمام الى المعارضة السورية وترتيب اوضاعها القيادية بما يضمن ولائها للحلف المعادي واعدادها لتسلم السلطة والحكم بعد نظام الاسد في حال سقوط سوريا بأيديهم .

سوريا لن تعود كما كانت :

بعد الاشهر الاولى من الحراك الشعبي ,دخلت سوريا مرحلة جديدة ,ووصلت الى اللحظة الثورية .
واللحظة الثورية هي تلك المرحلة التي يصبح فيها من المستحيل على المحكوم ان يقبل باستمرار الحكم القائم ,ومن المستحيل على الحاكم الاستمرار في الحكم بنفس الطرائق السابقة ,ولا يمكن ان يبقى الحال على حاله ,كل شيء يدخل مرحلة التغيير :
الجماهير وقواها الحية ,والنظام وقواه السائدة
والمواقف والقيم والاخلاق والعادات والافكار والمفاهيم وحتى المشاعر والاحساسات. كل شيء يدخل مرحلة التغيير,التغيير بصورة عامة .
الصراع المخفي والذي تمور به البلاد يظهر على السطح دون خوف ودون الخشية من حساب العواقب كما يقولون .
يصبح الصراع وجها لوجه ,وتظهر الاصطفافات والمحاور والتحالفات الداخلية والخارجية .
وتكون لحظة من توقف الاستمرارية لما كان ,وبداية تطور اجنة جديدة لمستقبل قادم .مستقبل تصنعه القوى المتصارعة وهو نتاج صراعها بمعزل عن المنتصر في اوج الصراع في النهاية .
واللحظة الثورية اما ان تكون حرة :
حيث تتصارع قوى الجديد مع القديم من اجل هدم القديم وبناء الجديد ة(وليس اعادة انتاج القديم بصورة جديدة)
ويكون هذا التحول تقدميا وفق مفهوم التقدم بالمعنى التاريخي والفلسفي ,فليس كل تغيير هو تقدم أو تطور (كل حاكم جديد في امريكا ينسف طاقم الحكم السابق ويأتي بطاقم جديد ,وهذا تغيير وربما تغيير واسع ولكنه ليس تطويرا لبنية الحكم وادواته المؤسسية والادارية فكل شيء على هذا الصعيد يبقى على حاله )
التغيير التقدمي يشتمل على تطهير المجتمع من وسائل النظام الاقتصادي الاجتماعي القديم واحلال تشكيلة اقتصادية اجتماعية جديدة اعلى مثل الانتقال من الاقطاع الى الراسمالية كما في الثورة الفرنسية او الانتقال الى الاشتراكية كما الثورة الروسية والصينية .
او الانتقال الى النظام الوطني الديموقراطي وانجاز مهمة التحول الديموقراطي تمهيدا للمرحلة الاشتراكية .
او على الاقل احداث اصلاحات هامة في بنية النظام بما يحقق مصالح قطاعات اوسع فأوسع من الجماهير وتطهير البلد من الفساد ومن انظمة قانونية بالية ومن طرائق حكم وعلاقات متخلفة وتعميق الحداثة والتطور مصاحبا :
بتحرير الاقتصاد من التبعية ومن الكومبرادور ,وتحرير مصادر الثروة من الاستغلال الاجنبي وتأميمها –كما البترول ,وبناء اقتصاد وطني مستقل نسبيا ,والعمل على احداث نهضة عمرانية وتعليمية ..الخ.
واما غير حرة:
حيث تتمكن قوى مؤثرة من التدخل فيها والتأثير على مسارها ليس كما تتطلب الحالة الثورية بل كما تتطلب مصالح الجهات المؤثرة .
والجهات المؤثرة تتدخل عادة من خلال التظاهر بدعم وتأييد الحراك الثوري ومساندته .
منذ عقود اصبحت الثورات يتيمة ولا تجد لها عنوان لمساندة اهدافها في التحرر والتغيير والتطويير ,وذلك بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية .
هنا جائت امريكا لتملأ الفراغ ولكن ليس بدعم نزيه ومتوافق مع اهداف الثورات في التغيير التقدمي بل من اجل نهب هذه الثورات وتسليمها لقيادات على مقاس الغرب الاستعماري بهدف لجم الحراك الثوري واقامة حكم اشد تخلفا ورجعية وأقل حرصا على البلاد وشعبها وخيراتها كما الحال في العراق وافغانستان كأمثلة حية تنتصب امامنا .
ان الغرب الاستعماري معاد للثورة الديموقراطية العلمانية في البلاد التابعة ومعادي لفكرة تحرير الاقتصاد من التبعية واقامة نظام اقتصادي وطني مستقل ,انه يستهدف تعميق التبعية وتدمير ما انجزته البلد من تطور وتقدم عبر حياتها السياسية السابقة كما حصل في كوسوفو وغيرها .
واستجلاب حكام على طريقة كرزاي باثواب مختلفة ولكن هي نفس الادوات لنفس الغايات . وقد يابس لباس المسوح الدينية ويتظاهر بدعم حكم الاسلام على الكتاب والسنة واثار السلف الصالح.
هنا يتم استلاب اللحظة الثورية بعد ان تكون قد وقعت بالفعل واصبح استمرار الحال من المحال ,
هنا كما في ليبيا تم تجنيد مجلس وطني ليبي ليقود ظاهريا كطربوش يخفي تحته قيادة رجال المخابرات الاجانب ,وكما هو حال المجلس الوطني السوري الذي تهيمن عليه المخابرات الاجنبية وتعيد تشكيله ليكون اكثر طواعية لهم واكثر سوءا لسوريا .
لقد تم الاستيلاء على اللحظة الثورية في سوريا وتم استلاب قواها ,وهم اليوم يقدمون الدعم اللا محدود للعديد من القوى الرجعية والمتواطئةو للتيارات الدينية المتعددة والتي بهدف الوصول الى الجنة يتم تضليل قواعدها ودفعها الى اقصى درجات العنف ليقابلها النظام بأقصى درجات العنف كي تكون المذبحة بمرحلتها الاولى بأيدي السوريين انفسهم .
لقد وقعت اللحظة الثورية في سوريا ولكنها تحولت بفعل فاعلين الى ضدها .فما يجري في سوريا اليوم ليس حراكا ثوريا من اجل التقدم بل حراكا رجعيا من أجل التخلف والتدمير .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا بشرا في نظرهم
- امارة غزة,الى أين؟!
- اياد السراج عرابا بشهادة الدكتوراة
- سوريا الوضع يزداد خطورة
- دعاء لنصرة اوباما علينا
- سوريا برسم التدمير
- الملف الايراني مرة اخرى
- رسالة محمد مرسي لشمعون بيرس
- يوسف بركة مع الحلف المعادي لسوريا
- الملف الايراني بيد امريكا
- اما مع التحالف المعادي لسوريا واما مع سوريا
- اخي الاستاذ مأمون
- الضباط السوريون المنشقون يتحولون الى عملاء
- يجب ان تنتصر سوريا
- اين تقف من الازمة السورية؟
- اسئلة لا بد منها بخصوص الموقف من سوريا
- تفاعل مع هاني شاكر
- آخر صرعة في الشعوذة
- سوريا في خطر:نحن في خطر
- من يبدأ اولا؟


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود فنون - الحرب الكونية واللحظة الثورية في سوريا