أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل جديد - الاختيار - قصة














المزيد.....

الاختيار - قصة


نبيل جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 01:08
المحور: الادب والفن
    


1_ مقدمة :
كان أمرا عاديا أن تنتخب بريطانيا رئيسا لوزرائها ، أما أن يكون " طوني بلير " فهو ما فاجأني تماما : لتطابق تاريخ ميلادنا ؛ مما جعلني بشكل لا شعوري أتحسس ندبة إليتي، و أطيل النظر في المرآة لأراقب آثار جرح آخر يدفع وجنتي ، كنت أراه في عيني كل من ألتقيه ،خاصة الإناث .
2ـ أولا :
يدفعني خوف فطري متراكم عبر أجيال سابقة لمقاومة الولادة ... ثلاثة أيام من ( النضال الدؤوب ) و ( الكفاح المرير ) ظللت ( صامدا ) ( أتصدى ) لمحاولات جسد أمي لفظي خارجا ، تساعده الجدات ، ودعوات الجارات ، وخبرات الدايات ... و عندما انتهت المعركة لم أقوى على الصراخ ، فقط استسلمت لأنين خافت متقطع .
3ـ ندبة الإلية :
قادني والدي في اليوم الأول : إلى المدرسة .
بعد أيام انتابني هاجس لم أستطع فهمه حتى هذا الوقت : اختصار الطريق .
فأكتشف حلقة كلاب تحيطني ، تكشر عن أنياب بيضاء طويلة حادة ، تتحفز بأجسادها ، تطأطيء رؤوسها ، تركز أنظارها على حركاتي ، مع زمجرة تحضيرية لنباح غاضب ... و لم تكتمل أبدا محاولتي للهرب ، فاستيقظت في المشفى أحمل جراحا و ضمادات ...
فهمت أن إغمائي سبب نجاتي من الموت ، وعدت إلى المدرسة أحمل ندبة كبيرة على إليتي ، و جرحا لا يزول يطبع وجنتي ؛ ليذكرني يوميا صباحا بأن واجبي شمّ خطوات والدي باسمرار ....
4ـ كيوبيد :
كان كيوبيد يغمس سهامه بعطر الحب ، فيترك آثار الموله ، و الانجذاب ، و العشق ، فيتسلى و يلهو بالقلوب طائرا من مكان لآخر ؛ لكنه اكتشف أن فعلته ليست إلا وظيفة كبلته بها الآلهة، لذا فقد الحماس ، ورغب عن الاعتناء بسهامه ، ثم انزوى ركنا ؛ مما جعل انتظاري له بلا طائل ، فقامت عائلتي بدوره ، ووضعت شروط الجمال و النسب و الوظيفة ( تعويضا عن الحسب ) ، لكن هذه الصفة وان بدت " ظاهريا " لمصلحتي ، فقد جاءت لتعطي هامشا من الحرية لزوجتي أكبر مما أحلم ، فإذا أضفنا هذا الهامش إلى ما كانت تتمتع به من موهبة للحصول على ما تريد مهما بلغ ، و استطاعتها إقناعي بوجهة نظرها ، و قدرتها على مساومتي حتى في أكثر لحظات غضبي وشرقيتي ، و إجادتها الباهرة لاستخدام سلاح الإلحاح و التكرار ، و البراعة المفرطة في المقاطعة الاقتصادية وأحيانا الجنسية ... فسيتضح كيف يتسع الهامش ليشمل الصفحة ( كاملة ) ؟!! .
5ـ كفاحي : ( بعيدا عن هتلر )
اختارتني العلامات في الثانوية وحددت طريقي ...
اختارتني الوظيفة ...
اختارني رئيسي ( مفتاحا ) له ...
6ـ باتجاه رامبو : ( قريبا من البطل الأمريكي )
شاركت زوجتي (باختيار) أفضل لفظة عربية قحة نطلقها اسما لبكرنا ، و عند بلوغه الرشد ، فاجأني القاضي بقبوله ادعاء ابني لتغيير اسمه .
7ـ خاتمة :
..... أنتظر الموت بصدر مفتوح ، فهل أبدو شجاعا ؟ ، أم أن مداورتي للموت لينساني مناكدة مفضوحة؟!.. ربما ؟!.. فقد أفعل شيئا بشأن اللجام الذي يساوي الفراغ = الموت = المجهول = النوم المديد = الضجر الأكبر من الخواء > العدم الأصغر من الأرق < السأم < القرف <السجن < العبودية < الحلم < الإرادة < الألم ... وربما أمحو هذه المفردات بانشغالي بالإعداد للانخراط في الانتخابات القادمة ...



#نبيل_جديد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة مواطن- ق ق ج
- الاحفاد- قصة
- اللائحة السوداء- قصة
- البريق - قصة
- استمرار الهروب_قصة
- الكنز


المزيد.....




- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...


المزيد.....

- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل جديد - الاختيار - قصة