أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - الليلة الكبيرة حلقة وصل بين الفن العالمى والفلكلور المصرى














المزيد.....

الليلة الكبيرة حلقة وصل بين الفن العالمى والفلكلور المصرى


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


لاقى عرض بالية الليلة الكبيرة نجاحا جماهيريا ملحوظا هذا العام وتواصل واسع المدى، فلم تكن تلك المرة الأولى لعرضه على المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية، ولنجاحه المسرحى والتلفيزيونى شجع الكثيرين على حضوره مرة أخرى، والذى يحمل مزج رائع بين فن عالمى كالبالية وفن محلى كالفلكلور المصرى، مما أمتع الجمهور بحالة من التطور الابداعى، وفى ظل التناول الفنى الجديد للعمل جعل المتفرج متشوق لمشاهدته أكثر من مرة، سواء فى عرضه على المسرح أو عبر الشاشات بعد تسجيله.

الليلة الكبيرة فى إطار جديد

أوبريت الليلة الكبيرة هو أشهر اوبريت شعبى مصرى قدم بعرائس من الماريونيت وتم عرضه على مسرح العرائس، ويصف المولد الشعبى فى مصر، وقام بكتابة الكلمات شاعر العامية صلاح جاهين، والحان الموسيقار سيد مكاوى، وعرائس ناجي شاكر والإخراج المسرحى لصلاح السقا، وعبرت الموسيقى والكلمات والمشاهد عن واقع تلك الموالد لما فيها من صخب وحيوية وتداخل فى الأحداث.

و قد اختار الدكتور عبد المنعم كامل "المشرف الفنى ومخرج العمل" أربعة عشر حالة من العمل الاصلى ليصيغها فى رؤية فنية يقدمها راقصى بالية بدلا من الماريونيت ليعرض بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا المصرية، مع صياغة موسيقية غنائية جديدة قام بتنفيذها الفنان جمال سلامة، ويتمثل ذلك فى الموسيقى والغناء بأسلوب اوركسترالى لألحان الموسيقار سيد مكاوى والتى نفذت بتخت شرقى، وقد مزج فيها ما بين آلات الاوركسترا السيمفونى والآلات الشرقية، وقدم بنهاية العرض ملخص بأهم الجمل لكل الشخصيات التى اختار ظهورها من العرض الاصلى.

وكتب افتتاحية العرض الشاعر مصطفى الضمراني، حيث تبدأ أحداثه بشخصية الاراجوز الذي يتساءل عن صلاح جاهين والشيخ سيد مكاوي مؤلف وملحن الاوبريت، وعندما يجدهما يبلغهما بأنه يريد التخلص من قيوده، ثم تبدأ أحداث الباليه التي تستمر 35 دقيقة، وقد تم تقديمه سابقا عدة مرات على المسرح الكبير منذ عام 2002 حتى هذا العام.

وقد جاء تصميم الرقصات بناء على قواعد فن البالية وبعض الخطوات الخارجة عن نطاق تلك القواعد، والتى كان لابد من إضافتها لتعطى الشخصية تجسيد حقيقي لكلماتها وأدائها والموسيقى المصاحبة لها، والتى خدمت أداء بعض الشخصيات فى العرض، مثل تجسيد شخصيتى الراقصتين بالمولد وبعض الشخصيات الأخرى، وكانت الشخصيات خطوطها الرئيسة للحركة تعود لخطوات البالية أما الخطوات الدخيلة فكانت مجرد إضافة.

وكان تصميم السنوغرافيا والموسيقى بالتوزيع الجديد هو تجسيد لروح الشخصية الشعبية بكل صورها كما وردت بالاوبريت الاصلى، مما أعطى هذا الطابع الفلكلورى المصرى الأصيل، وإن كان المشاهد يراه فى صياغة جديدة بفن اوروبى، إلا انه وجد نفسه فى حالة شبيهه بالفانتازيا يتواصل فيها مع مزج لفنين مختلفين يربط بينهما فكرة مبتكرة.

تواصل العرض مع جميع فئات الجمهور

ومن الفوائد الفنية الاجتماعية أن مثل هذا العرض كان بمثابة فرصة للغرب أن يتعرفوا بصورة مختلفة والتى ربما تكون اقرب لهم للتواصل مع الفلكلور المصرى، حيث قدم بطريقة مبتدعة فى قالب البالية الاوروبى مع الحفاظ على هويته المصرية وأساسياته التى لم تمس بتغيير.

وعلى الصعيد الآخر أعطت لفئة من الجمهور المصرى الذى لم يتواصل مع فن البالية والعديد من فنون الأوبرا فرصة لتقبل فن الباليه المقدم بجوهر من الفلكلور المصرى خاصة وان هذا الاوبريت هو من أشهر الأعمال الشعبية المصرية المقدم بقيمة وجودة فنية متقنة من أفضل المتخصصين القائمين على تصميم أركانه، والذى يعكس صورة قريبة للواقع البيئي الذى يعيشه بعضهم، وان كان بعض من هذه الفئة الجماهيرية لم يسبق لها الدخول إلى دار الأوبرا التى تقدم بالنسبة لها فنون مختلفة عن ما تألفها أو تريد الاستمتاع بها، لذلك ربما أثار لديهم رغبة الذهاب إلى الأوبرا للتعرف على الفنون الأخرى التى تقدم على مسارحها.

وأجد انه من الذكاء تكرار تقديمه فى هذا التوقيت، فنحن فى اشد الاحتياج فى هذه المرحلة لاجتذاب جميع فئات الشعب للفنون الراقية وتثبيت الثقافة فى مجتمعنا والتأكيد على هويتنا المصرية فى كل مجالات الحياة وخاصة فى الفن، وقد جاء هذا العرض المبتكر بتحقيق لهذا الغرض فكان الجمهور فى غالب الحضور جديد على جمهور دار الأوبرا المصرية، ومع ذلك وجدنا أن الاستمتاع والتفاعل مع العرض كان قوى، وارى أن الاستمرار فى تقديم مثل هذه العروض من الابتكارات المماثلة سيكون لها تأثير واضح على تغيير وتطوير ثقافة هذه الفئة من المجتمع، وذلك بالطبع مع الاحتفاظ والالتزام بقوانين دار الأوبرا فى الحضور بمسارحها، كما يليق بالحضور فى مسرح يعتبر هو أرقى مسارح الدولة كما هو متعارف عليه عالميا.

وهذا الهدف يتفق مع رسالة دار الأوبرا المصرية التى تقدمها للشعب فنا وثقافة وتوعية عامة، وتساعد على تعطش الجمهور للمزيد من المتابعة للفنون الراقية والتواصل مع الثقافات المختلفة.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوما ما سأطير
- فى صحبة القمر
- قيود من صمت
- إنسانية مرفوضة
- نار السماء وعدتنى
- ارقص الطبيعة
- أى رب تعبدون؟؟؟
- لماذا حزن الماء؟!!!
- لن أرانى من خلالهم
- ارقص فوق بَكَم الكون
- نجيب محفوظ يتوج التاريخ الفرعونى ملكا على كتاباته
- انفتاح الأشواق الأبدى
- الكل يقول الآن -لكى الله يا مصر- .. ؟!
- حبه وبَرَكته
- أين لعنة الفراعنة من هؤلاء؟!!
- إنسانية لا تمثلية
- الجنون دربى إلى الحكمة
- تمَرُد التراب على التراب
- ولادة الحياة
- إلهى .. كم أغير من قطرة الماء


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - الليلة الكبيرة حلقة وصل بين الفن العالمى والفلكلور المصرى