أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - نجيب محفوظ يتوج التاريخ الفرعونى ملكا على كتاباته















المزيد.....

نجيب محفوظ يتوج التاريخ الفرعونى ملكا على كتاباته


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 13:10
المحور: الادب والفن
    


"الحرية ذلك التاج الذي يضعه الإنسان على رأسه ليصبح جديرا بإنسانيته" قال نجيب محفوظ الأديب المصرى الكبير، والذى كان واحدا من أعظم أدباء العالم العربى، هذا الكاتب الذى نفذ تلك المقولة وكان جديرا بإنسانيته وقلمه، مستشرقا فجر موهبته من عمق التاريخ الفرعونى، مستلهما منه حكاياته التاريخية والمعاصرة، متأملا فى الشخصية المصرية منذ فجر التاريخ حتى عصره، مجمعا خطوط الحرية من نقاط الضعف والقوة داخل التاريخ المصرى وأشخاصه، مُلّح على الرغبة الداخلية فى الثورة والتمرد على الاستبداد فى كل أنواع شخصياته وفئاتها، فكانت كتاباته لنا هى انعكاس لتاريخ مصر، وثورة على الواقع كما قال أن "الأدب ثورة على الواقع لا تصويرا له".

مشوار ابداعى منبعه التاريخ الفرعونى

يذكر الكاتب والناقد عصام زهيرى أن الثلاث روايات التاريخية الأولى لنجيب محفوظ، وهم "كفاح طيبة" و"رابوديس" و"عبث الأقدار"، كانوا مشروع لكتابة روائية تستمد موضوعاتها من كنوز التراث الفرعونى، وقد خطط نجيب أن تكون الكتابة التاريخية هى اتجاه حياته الأدبية، وكان متأثر بكتابات جورج زيدان التاريخية، وحاول نجيب الاستفادة من قراءاته فى الأدب العالمى ليصب التاريخ الفرعونى فى قوالب روائية حديثة بمعايير زمنه اى بدايات القرن العشرين، فحاول تطوير مشروع جورج زيدان بتطوير القالب التاريخى الرومانسى الذى كتب من خلال جورج إلى كتابة تاريخية واقعية ملحمية، وبالفعل قد امتاز أسلوبه فى رسم شخصيات الثلاث روايات بالملحمية، وبرسم أشخاص قدرية تدخل فى صراعات كبيرة مع القدر وتكافح ظروفها، سواء كان ظرف استعمارى كما فى رواية كفاح طيبة، أو سياسى كما فى روايتى رابوديس وعبث الأقدار.

وانه كان بحكم انتماءه منذ الطفولة وزيارته التى كانت تصطحبه أمه إلى المتحف المصرى "الانتكخانة وقتها" وأهرامات الجيزة وأبو الهول، فكان لديه انتماء روحى للتاريخ الفرعونى طوره بالدراسة وبالترجمة، حيث قام بترجمة كتاب واحد طوال حياته وهو كتاب جيمس بيكى عن تاريخ مصر الفرعونى، وظل نجيب مغرم فى كل رواياته باكتشاف عناصر الأصالة فى الشخصية المصرية والتى تتضمن الانتماء للحضارة الفرعونية.

هدفه استكشاف الشخصية المصرية منذ عصورها الأولى

ويشير عصام إلى أن نجيب فى البداية أن يقوم بمشروع كبير كان يقصد، وهو كتابة التاريخ الفرعونى كاملا، لكن لفت نظره بعد ذلك الكتابة الواقعية لأوضاع المجتمع المصرى وثورة 19، وتأثر بالانتماء للحاضر مع الحفاظ على تأدية مهمته بشكل مختلف، فاهتمامه ظل قائم فى استكشاف الشخصية المصرية، ونجد فى رواياته الاجتماعية حفاظه واستمراره على هذا المنوال، ففى رواية السكرية إحدى الشخصيات تتكلم عن الشخصية المصرية: "الحق أن الاستبداد هو مرضهم "اى المصريين" كل .. يزعم لنا انه الوصى وان الشعب قاصر على حماية نفسه، إن الزمن أدبنا أكثر مما ينبغى والشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده".

ونجده نوه فى خطاب نوبل الشهير إلى انه بن لامتزاج حضارتين وهما الفرعونية والإسلامية، وكان باستمرار يقدم فى رواياته حكايات عن الشخصية المصرية بأنواعها وطبقاتها الاجتماعية المختلفة، محاولة منه فى اكتشاف جينات الأصالة التراثية المتنقلة عبر التاريخ والزمن من الحضارة الفرعونية إلى عصره.

أما رواية أمام العرش ففيها أقام نجيب محكمة من الآلهة المصرية القديمة مثل ايزيس وازوريس، وهذه المحاكمة تحاكم أهم الحكام المصريين الذين اثروا فى الشعب سلبا وإيجابا منذ العصر الفرعونى إلى أنور السادات، وقد أوضح من بنية الرواية التى تقدم هيئة المحكمة التى تحاكم الشعب المصرى كله على مر التاريخ هى محكمة فرعونية، حيث تنتمى إلى عصر مجد مصر واستقلالها الذهبى، وكون أن نجيب ينصب العصر الفرعونى لمحاكمة العصر المصرى الذى يقتل السادات، فهذا يقطع بمدى حب وانبهار الوجدان المحفوظى بحضارتنا المصرية القديمة، وتزخر الرواية بمواجهات مذهلة ومثيرة بين حكام عبر العصور المختلفة، وتعتبر رواية سياسية تدور أحداثها أمام محكمة أسطورية فرعونية.

أديب يشعل الثورة فى كتاباته متنبأ بها

ويستكمل عصام أن من أعظم ما قدم نجيب فى ضوء الخط الاستكشافى للشخصية المصرية رواية "العائش فى الحقيقة"، والتى كتبها فى مرحلة نضجه الفنية بعد المرحلة المبكرة التى كتب فيها الثلاث روايات التاريخية السابقة، والتى دارت أحداثها حول شخصية اخناتون والثورة الفكرية الدينية التى أتى بها، وإلقاء الضوء على الظروف السياسية والاجتماعية والصراعات الدينية التى خاضت بثورته التوحيدية، وقد أسقطها نجيب على واقع العصر الحديث، وما به من صراعات مذهبية، وصراعات العلم مع الجمود، والتقدم مع التخلف، فاستطاع أن يسقط على هذا العصر ما كان يدور فى العصور الفرعونية خلال ثورة اخناتون، وهذا يقطع دون شك على أن نجيب محفوظ كان بدوره عائشا فى حقيقة الشخصية المصرية بأصالتها التاريخية ذات السبعة آلاف عام.

ويضيف أنه من الجدير بالذكر ما قدمه فى رواية الحرافيش فى الستينات، التى عبر فيها عن صرخة ضد استبداد الفتّوات، ويحكى عن الثورات الشعبية التى يقوم ضدهم وكأن بها ناحية تنبؤية تبشر بانتصار الضعفاء عن ما هى على لسان إحدى شخصيات الرواية ضد إحدى الفتّوات قائلا "اضربوهم بالحجارة"، وبالفعل استطاع الضعفاء الانتصار على الفتّوات وعلى قوتهم الرهيبة وما معهم من أسلحة بالحجارة، وكان استكمال للمشروع المحفوظى فى رواية أولاد حارتنا، والتى هى استعراض للتاريخ البشرى منذ ادم حتى عصره من خلال فكرة تحقق مبدأ العدل فى الأرض، وصراعات الأنبياء ضد الظالمين، وضد النوازع الشريرة نحو استضعاف الفقراء، ويستكمل هى رواية يستطيع أن يصفها بأنها رواية ثورية تبشر بانتصار الإنسان، وانتصار الحرية والعدل من خلال استعراض كفاح المجتمع المصرى، منذ العصور القديمة لانتصار القيمة والمبدأ الانسانى.

حيث تبدأ الرواية بطلب احد الشخصيات من الراوى، أن يسجل حكايات الحارة، إذ قال له "انك من القلة القليلة التى تعرف الكتابة، فلماذا لا تكتب كتاب حارتنا أنها تروى بغير نظام وتخضع لأهواء الرواة وتحذباتهم، ومن المفيد أن تسجل بأمانة فى وحدة متكاملة لتحسين الانتفاع بها"، إذن فالراوى قد شكل سيرة التاريخ البشرى لينتفع بها البشر، حتى يصلوا إلى مجتمع العدل الذى ينتهى فيه كل ظلم وكل استبداد، ويصفها عصام بأنها حلم من أحلام الثورة، والذى بكل تأكيد سوف يتحقق.

وأخيرا فقد قال نجيب فى احد حواراته عن رواية كفاح طيبة
"أردت أن أقول انه مثلما نجح الشعب المصرى فى تحقيق استقلاله فى العصور الغابرة فانه سينجح أيضا فى العصر الحديث".



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفتاح الأشواق الأبدى
- الكل يقول الآن -لكى الله يا مصر- .. ؟!
- حبه وبَرَكته
- أين لعنة الفراعنة من هؤلاء؟!!
- إنسانية لا تمثلية
- الجنون دربى إلى الحكمة
- تمَرُد التراب على التراب
- ولادة الحياة
- إلهى .. كم أغير من قطرة الماء
- نحب وينقصنا أن نحب
- لا تنتقدوا تجار الدين
- أين أنت منك؟!
- أود أن اسكر بالطبيعة
- آآآآآآآآآآآآآه يا مصر
- بجاحة معتدى من هنا
- ستبقى انسانيتى وانتم راحلون
- فى معرض زياد بكير دعوة للتفكير
- فن الفلامنكو وتفاعله مع الجمهور المصرى وعازفى بيت العود
- ليتنى استطيع اليأس
- الرقص الانفعالى لغة للجسد وتفريغ للنفس (نموذج من الرقص الصوف ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - نجيب محفوظ يتوج التاريخ الفرعونى ملكا على كتاباته