الخلود للشهداء ... ويبقي لبنان شامخا

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 10:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

زحفت جماهير لبنان كلها صباح اليوم لتشييع جثمان الشهيد رفيق الحريري رئيس الحكومة اللبنانية السابق ورفاقه السبعة .. بالدموع والحزن والتصميم على إعادة الإستقلال الوطني المغتصب والوحدة الوطنية الديمقراطية التي تقودها المعارضة الوطنية اللبنانية .
كان هذا اليوم السادس عشر من شباط .. إستفتاء شعبيا حقيقيا لتحرير لبنان من الإحتلال الأسدي المزدوج العسكري والمخابراتي الوقح وقاحة رؤوس النظام الأسدي في اّن واحد . كان هذا اليوم عرسا لدماء الشهداء ... الكثر في لبنان ينتظر ( لوركا ) جديد .. ليسطّر عرس دم جديد للحريّة وحقوق الإنسان في لبنان وسورية .
ومواكب الحرية والإستقلال التي شيّعت الرفيق الحريري اليوم .. تستدعي ( جبرانا ) جديدا ليكتب ,, مواكب عصرية تحكي قصّة الإنسان المضطهد في لبنان الجريح في لبنان الجريح وسوريا الذبيحة بخناجر الغدر الهمجية الجاثمة على صدر الشعبين بالدبابة والمدفع وسياط القمع والإرهاب .
وسواء كان هذا النظام وراء هذه الجريمة أم لا فهذا لايعفيه من المسؤولية كقوّة إحتلال وهيمنة على كل لبنان إضافة لتاريخه الأسود الملطّخ بدماء الضحايا من الوطنيين السوريين واللبنانيين والفلسطينيين . رغم أن الكثير من الأدلّة تشير بأصابع الإتهام عليه دون غيره , بعد تهديداته وشتائمه المتكرّرة لأقطاب المعارضة اللبنانية ولكل من يخالفه في الرأي دون أن يدرك أن العالم كله قد تغيّر وخصوصا أنه يرفض التحقيق الدولي النزيه والمحايد لكشف الجناة ..
ولو كانت الجامعة العربية تحترم دورها القومي لخدمة شعوبها للعبت دورا رئيسيا في التحقيق الجنائي لكشف الجريمة , ولإنهاء الإحتلال الأسدي للبنان الذي تمّ تحت رايتها ... ألا يحقّ لكل عربي التساؤل لماذا تصمت الجامعة منذ عشرات السنين عن الإحتلال السوري الذي رفض تنفيذ إتفاقية الطائف وأصرّ على بقاء إحتلاله للبنان ...؟ ألأن لبنان ليس بلدا نفطيا كالكويت يوم انضمّت الجامعة إلى حلف الناتو لتحريرها من إحتلال صدام ..؟
لقد أسقطت المعارضة الوطنية الديمقراطيّة اللبنانية بعد هذه الجريمة جميع أوهام وتصورات عقول جنرالات العسكر والمخابرات القاصرة وخرجت من محنة الإغتيال أشدّ تلاحما ووحدة محطّمة جدار الخوف والترهيب والترغيب الذي نسخ حافظ الأسد نسخته الثانية للبنان . وأضحى تحرير لبنان وأستعادة إستقلاله الوطني وانسحاب احتلال النظام السوري من ربوعه أمرا واقعا رغم كل محاولات المكابرة ودفن الرؤوس في الرمال واللعب على الحبال المهترئة في الوقت الضائع .
لن تذهب دماء الشهداء هدرا الذين سقطوا برصاص غدر النظام أو تحت محترفي القتل في مخابراته في سوريا ولبنان والخارج .. وستعاد قراءة أسماء الغزاة المحفورة على صخرة نهر الكلب شمال بيروت .. من تغلات بلاشر الاّشوري إلى أسر حدوّن الحثي] , إلى نبوخذ نصّر البابلي , إلى رمسيس الثاني الفرعوني , إلى غورو الفرنسي . ليضاف لها بجدارة إسمي شارون , وحافظ الأسد ...... ويبقى لبنان شامخا مستقلا موحّدا هازئا بكل الغزاة , والويل لأصحاب العقول المسطّحة الذين لا يقرأون التاريخ .
إن إغتيال الرئيس رفيق الحريري جزء لا يتجزّأ من مسلسل طويل عاشه لبنان , وهي جريمة دوليّة ضد الإنسانية بكل المقاييس ومن حقّ المجتمع الدولي الكشف عنها , خصوصا عندما لا تتوفّر أبسط مبادئ العدالة والقضاء المستقل النزيه والموثوق تحت ظل الإحتلال .
لتبقى ذكرى الشهيد رفيق الحريري حية .....
وبكل الحبّ والحزن نقدّم تعازينا الأخوية الحارة لعائلة الشهيد .. وإخوانه في المعارضة الوطنية .. وللشعب اللبناني الشقيق .

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل