أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماعيل موسى حميدي - للمنصب قضية














المزيد.....

للمنصب قضية


اسماعيل موسى حميدي

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 22:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



دائما ما تكون النفس الانسانية عندنا ميالة للجاه والثراء والعز والتسيد الاجتماعي والاعتباري، وتحقيق الذات طبيعة انسانية لاتنكر وتعد من الحاجات الاساسية التي ذكرها العالم "ماسلو" في هرمه في تصنيف الحاجات، وتأخذ هذه الحاجة مستويات وانماطا متباينة تبعا لشخصية الفرد والثقافة الاجتماعية السائدة في محيطه، وحاجة المنصب عندنا غاية لاتدرك في النفوس ،فالكثير يظن ان اكتمال ذاته مرهون بما يحتله من منصب في المجتمع وما سيرفده من قوة ومكانة تعزز وجوده وتقوي روابطه داخل فلكه الاجتماعي وهو تفكير أقرب ما يسمى بالتفكير المتعصب ضمن مفهوم قبلي، لذا عندنا من يتبوأ منصبا ما فانه يجعل لنفسه من الاعتبارات الخيالية ما لا يجعله له حتى الاخرين المقربين منه او الذين معه في مكان العمل ،فما من احد يتسنم منصبا اداريا او فخريا حتى تتأطر شخصيته بصفات الكارزما ويغادر شخصيته النمطية نتيجة حساسيته بالتغيير الحاصل في اطاره النفسي العام ،لذا نجد في الغالب كل فرد قد احتل منصبا معينا كأن يكون رئيس قسم او وحدة ادارية او مديرا عاما فاكثر فانه طالما بقي في هذا المنصب فان قلق التخلي عن منصبه يراوده طيلة بقائه فيه ويعمل على تفتيت كل القوى التي تحيق به وتهاجمه على سحب البساط من تحت عرشه ،وغالبا ما نسمع من مدير مدرسة او قسم او وحدة ادارية بتشدقه الدائم بكلام كرهه للمنصب وانه قدم استقالته ولايروم الاستمرار بمنصبه ،والحقيقة ان الواقع على العكس وهذا الكلام نابع من شبح الاعفاء او التخلي عن منصبه لانه يعد تنازله تنازل عن مكانته الاجتماعية وتنازل عن قيمه واعتباراته واضعافا لشخصيته في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، وان هذا المجتمع سينظر اليه بالمتراجع غير القوي وربما المستهجن او الفاشل ، لذا ان الركون ،في مرحلة ما بعد المنصب، الى حلقة الموظف الاعتيادي يشكل له فشلا كبيرا ،وكم من اداري اعفي من منصبه لسبب ما حتى تقدم بطلب نقله الى غير مكان عمله او بقي معزولا في دائرته بنفسه لا يتحدث ولا يختلط باحد في مكان عمله على اعتبار انه حاز بشخصيته مكانه تخطى من خلالها اعتبارات الموظف العادي وطبيعة شخصيته لاتتناسب الا مع مضامين القادة الاداريين الكبار، وعندهم لا يمكن للكل ان يصبح جزءا ولا الكبير يصبح صغيرا ولا صاحب الجاه يصبح وضيعا ،والغريب الاكثر استدعاء للاستهجان ان أي شخص في مجتمعنا لايمكنه القبول بمنصب معين اقل من الذي كان يتسنمه ،فلا يمكن لرئيس جمهورية ان يصبح وزيرا ولا لوزير ان يصبح وكيل وزير ولا لوكيل وزير ان يصبح مديرا عاما ولا لمدير مدرسة ان يصبح معاونا في نفس المدرسة وهكذا ،وهذه الحالة تقودنا الى امر مفاده ان صنف هؤلاء الناس ليست غايتهم العمل والعطاء والحرص كما يدعون ، انما تسلقوا المنصب لمآرب ايدلوجية او شخصية بحته ، ،وحقا انها آفة اجتماعية تستند لثقافة تعصبية وهي بعيدة كل البعد عن ادب التواضع الذي دعانا اليه "نحن المسلمون" الله "سبحانه وتعالى" عندما قال "ان الله لايحب كل مختال فخور" والمختال معناه الذي يتخيل الفضيلة ،واخيرا ان هذا الانطباع الاجتماعي الذي يكاد يكون سلوكا جمعيا في مجتمعنا يذكرني بذلك البروفسور الذي كان يحتل مكانة عظيمة في احدى الجامعات الغربية، وبعد ان احيل على التقاعد راح يعمل سائقا في نفس الجامعة ينقل الموظفين من والى الجامعة فياعجبي للتواضع .



#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت على طريقة -البو عزيزي-
- رسالة بلون الدم
- الزوج يريد تغيير المدام
- شهداء حلبجه يتظاهرون
- المعنى في لغة الطفل، تكونه، وقياسه
- دراسة في المذكر والمؤنث
- أزمة ذوق
- العلم والعلماء والوجه الحسن
- المشرفون التربويون..تفسحوا في المجالس!
- للفساد شياطين من نار
- ادب الاطفال وضرورات تدريسه في العراق
- جريمة صلاح الدين استنساخ لكنيسة النجاة
- العفو عن الشيطان
- ناطحات سحاب في بغداد
- انفاس االرحيق
- الاستماع وأهميته في اللغة
- تعيين الاوائل
- حالات الامتعاض
- القيادة التربوية
- انتباه قف للتفتيش.. مصحح لغوي


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماعيل موسى حميدي - للمنصب قضية