انا عراقي ...

واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 08:51
المحور: الادب والفن
    

أنا رجل عراقي ...
أنا منذ الأمس
منذ الغد ....
منذ العام القادم ..
أفكر بك ...
ارقب خصرك ...
اعشق نموك ...
الذي ينمو بأمر من السماء ..
مع الشفق ...
مع شلالات تدفقي نحوك ...
مع عقارب عمري ....
إلى دنياك فديت نحري ....
................................
أنا مشتاق إليك ..
منذ العصور الوسطى ....
فضميني إليك ....
كما يضم رمضان بشرى ....
.....
أنا احتاجك كالماء والهواء ...
كما يحتاج الإله البشر ....
كما يحتاج الراهب صومعته ....
ليتعبد ....
........................
أنا رجل شرقي من بلاد العرب ..
التي تعشق بالإذن ..عشقا جما .
وليس كما يفعل الغرب ..
ممن يبيعونك بسوق النخاسين ..
وبأرخص ثمن ..
.................
أنا رجل عربي ..
متحضر ..
احترم شعورك واقدر ..
لكني بسجون العرف اكبّر..
في زنزانة انفرادية ..
أفضل عندي .
من أن أعيش معك ..
تحت عشق مباح للجميع ..
...........................
أنا رجل لا يستطيع تقبيل النساء ..
يستحرم ..
إلا عند الضرورة..
التي تقتضيها المروءة ..
.............أنا رجل مرض ..
أعاني من خيانة نفسي ..
لكني لا أخون معتقدي وبلدي ..
أنا رجل مرهف المشاعر ..
يعاني من فقد الذاكرة .
التي غيبت الصدق زمن ..
.................
أنا رجل من بلاد الحب الشرقية ..
أهوى النساء بشغف وعفوية ..
من البلاد
التي تنام إلا على الدلي لول يا لولد يبني ...
دليلول .
.....................
أنا رجل من العام القادم ..
يسعى وراء حتفه ..
ويعصي الإله ..
إذا طاوع قلبه ..
.....................
أنا لا أريد شرطيا يحاسبني ..
في نقطة تفتيش يستوقفني ..
أو رجل مرور ..
يطلب إجازة سوق ..
حين اضرب الإشارة المرورية ..
من اجل العبور إلى ضفة الأمان الأخرى ..
لا أريد جلادا أو عنجهي يتحكم ويتفلسف بالقانون
أنا أريد ضميرا يحاسبني ..
......................
أنا لست رجلا نازي ..
من بلاد الغرب ..
يتطفل على بنات الجيران
لست ستا لينيا .. أنا ..
يقتل أطفال الأحلام ..
لست بربريا أنا كما العالم يدعي ..
عراقي أنا ..
فلا تعذبوني أكثر بجريرة حب الوطن .. .
فلم اعترف ..
ولن اعترف بجريمة فلسطين الكبرى ..
.................
أنا رجل محوري ..
يدور حول الأفق ..
حول نفسه ..
بأمان ..
إن
لم
يجد
ما يدور حوله ..
......................
أنا رجل ازدواجي ..
يتمنى قتل نفسه ..
على أن لا يبيع الوطن ..
....................
فلا تتعبوا أنفسكم معي ..
حانت ساعة الصفر ..
وستدق أجراس السفر ..
السفر إلى الخارج ..
اخرجوا أيها الأقزام من بلدي ..
فليس فيها مكان يتسع لجرابيع من أمثالكم .
اخرجوا أولاد الزنا .
مرتزقة ..
فلاخير فيكم ولا عفا ..
سنلعنكم إلى قيام الساعة
ستقفز عقارب الزمن ..
من عيون المدينة الملوثة ..بإقدامك القذرة
بدخان دباباتكم الابرهية...
..........................
سنمضي إلى نهاية الطريق نقاتل ..
هؤلاء الجرابيع العتات ..
الذي جاءوا من كل حدب وصوب ..
أبناء فاعلة وسافلة وباغية ...
لسنا مجبرين على الزواج بالإكراه ..
سنمضي وتمضي سفينة النجاة ..
العروة الوثقى ..
...........................

أنا رجل يهوى النساء ..
يعشق حريته ..كالهواء ..
يهوى التغرب والسفر ..
بين أحضان امرأة عربية ..
يهوى أن يكون قبلات .
على صدرها تعلق ..
أنا رجل ..
عشائري ..طائفي في الحب ..
لا اعرف النهوة ...
......................
أنا رجل يهوى التفلسف في الحب..
يهوى المجازفة ..
والإبحار في حضن دافئ..
تتلاطم فيه الحسرات ..
..........................
أنا رجل ..من بلاد الموت ..
عراقي ..
شبقي ..
جنسي ..حد النخاع ..
أنا رجل من بلاد الموت الفجائي..
من بلاد الجحيم ..
التي يسكن فيها الجن ...
................

أنا رجل كردي ...
عربي ..تركماني ..
أشوري كلداني ..
ايزيدي شبكي
أنا رجل مسيحي ...
سني شيعي ..
صابئ مندائي ..
إذا أنا رجل عراقي
............................
أنا رجل في مخاض عسير أعيش .
مع روحي ..
أتصارع ..
أتبادل همي ..
وطن ..
.......................
أنا رجل في حالة غيبوبة
مستمرة ..
كنت في صالة الإنعاش
منذ زمن ..
في ولادة عسيرة ..
مع الذات احتضر ..
على أية وسادة يرتضيها المرض ..
ستكون نهايتي الأخيرة ..
أنا رجل في حالة رعب ..
أعاني من حالة سكر ..
وغثيان جراء الوطن ..
....................

#واثق_الواثق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل