أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - خلف البياض














المزيد.....

خلف البياض


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 02:38
المحور: الادب والفن
    



السماء تصهل والألسن ثكلى
وأخاديد الأرض شهب عرجاء
أي مطر يستأنس الدمع
هذا الفانوس فم للدروب
وبر يُسقط الرحى من القلاع
وهذا رماد الأرق بحر تائه
وتلك الألواح مصيدة للطيور
وعشٌاق الطريق

اللٌيل مطويٌ هناك
خلف إغفاءة الحلم
من يقبض على الصلب
في اليوم العاصف
لاجسد في الملح
فقط تسعون فلكاً هي حدود اليتم
لا مخارج للبشر في السقوط الأخير
فالموج أغلق ظلٌه وأضحى يضيق

يجنٌ اللٌيل
ويطفو على زبد البحر
شوك وبارود
يلقي العشب الشمعي بالرصيف
فتتوسل الأضرحة الحجر بالحجر
يطوف اللٌيل بذاكرة المفقودين
يسجد للظمأ
ترى أشلاء الخريف مبعثرة
والمسافة بين الموجة الأولى
وبين الرمل المزمن
ثلاث صلوات في الحي العتيق

الرعب أضيق من جمر الإنكسار
تمر جدائل العجائز على مهجة اللٌيلك
تُولي جوانحها نحو النٌور المسمول
تترك حد الفجيعة
يغلق النهار نوافذه
وينام
تهرول الجبال فوق ظهور المبتورين
ويمتدٌ على أكتافهم النخل العاري
يرتبك الأفق
وتلٌوح الأكف للخواء
هي غيوم عاقرة
من ذاك الحريق

طفل يشقٌ أول الغيث
برئة نازفة
حين كاشفته الغيمة
لوى السماء بمعصميه
أطوف في ساحات الهزائم
وأخرج من جسدي متلبساً
بمصيدة ألياف الدم
أفترش سقوط الأنين من طرف الصدر
يالله ..
كيف الثبات في جوف الثعابين
والجحيم يهرول على الصقيع هناك
والرغيف غريق

كأراجيح الطفولة
حين يختفي الظٌل خلف المرآة
ومثل الوعود التي لاتصل
يتأبطني ذاك الفراغ
علٌي أطل على شرفة المهد
هيكلاً عارياً دون ظل
ياعمر ..
كيف لي أن أدثٌر ذكراهم
وأظلٌل قبورهم بجرحي
وهم لايرون في مساحة صوتي
سوى الشجيرات المطلٌة من وريدي
وكيف هم يتفرغون للموت العميق

خلف البياض
أحلام موصدة الأهداب
عمرها أكفٌ العابرين
ونبضها الزعفران
تسقط على الحقول
أوراق صفراء
تدوسها النسمات الحزينة
وخلف تلك الأجساد
ألواح سفر
نسغ الشظايا المتكسٌرة
تقف ليلى تزاحم الرعش
بشقٌ الشمس
وتهب السٌر للريح
والدم النافر
لكل ضوء من ذاك السواد طليق



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجنحة الظلال
- تخوم الجوع
- سر الريح
- التراب المقدٌد
- زهرة البرتقال
- ماتيسٌر بلا عنوان
- أحداث من صمت
- محراب الهلال
- مصباح خافت
- يد المساء
- سديم سرمدي
- نوافذ موصدة
- زمن الخريف
- عناقيد الملح
- هجرة النوارس
- ما استطعت صهيلاً
- موٌال بارد
- قبور القناديل
- صوت الملح
- الأمير قيسون


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - خلف البياض