أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - هل بمقدور - إيران - إغلاق مضيق هرمز ؟















المزيد.....

هل بمقدور - إيران - إغلاق مضيق هرمز ؟


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ورد خبر مفاده إن أكثر من نصف أعضاء الشورى المُلائي في طهران قد أقروا أو أيدوا مشروع قانون يُهدد بإغلاق مضيق هرمز, غيىر أن المصادقة النهائية يتوجب أن تُقر من المرشد الأعلى خامنئي .

الأنسب في موضوع يتناول ضجيج القيادات الإيرانية المستديم , الأنسب أن يتخذ هذا الموضوع مسارا ساخرا على طريقة موضوع " سندويج الدجاج " أو موضوع : خامنئي , نجاد دائما يضعان اللوم على " عبود " موضوعان لصاحب هذا السرد على الرابطين :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=194347


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=176849

غير ان السخرية احيانا لا تفي في الإستبيان المعرفي , لا تفي عن إستحضار تاريخي أو وثائقي , ولا مفهوم على الأقل توضيحي لماهية المادة المستقاة في الطرح .. لذا إنساق الزكام في ريح أخرى , وتلك الريح تبتدئ على هيئة تتماهى مع سذاجة اللب الوضوعي , سذاجة تتواءم جذريا مع إعلان النائب " جواد كريمي قدوسي " عن ان ايران تمتلك مئة في المئة من القوة العسكرية لإغلاق هرمز !! بمعنى : إهبط لمستوى السذاجة ثم إدخل في جدال مع تلك النسبة القطعية لهذا القدوسي التحفة .

ثمة حيثيتان تنبثقان من فواح هذا المسؤول الإيراني , الحيثية الأولى : إما إنه ينضح بواقع موضوعي بحيث ان إيران بالفعل تمتلك قوة عسكرية وبحرية على وجه التحديد قادرة على إغلاق هذا الممر المائي ؟والحيثية الأخرى : ان الحديث ليس إلا تبجح غبي وضخ إعلامي طالما دأبت عليه القيادة الإيرانية .. فإذا تعاملت مع الإفتراض الأول , فالأكيد :
ان القول المأثور : ان النفس إذا تسامت تواضعت " لا يخط حروفه على عينات من فصيلة " قدوسي أو خامنئي ولا نجاد وغيرهم من لفيف الملالي , كذلك ليس على أشباههم في اصقاع أخرى : القذافي , صدام , بشار.. الخ.. والتواضع ينبثق عن المنطق في رؤية الأشياء وتفكيكها , ومن ثم يتعامل معها وفق ماهيتها ومديات حجمها .. فترى مثلا ان ثمة كيانات دولية تمتلك قدرات عسكرية هائلة لا تتعامل مع وضع عسكري معين وفق عفرتات تصريحية , إنما وفق تخطيط مبرمج حتى وإن كانت تلك العملية ضئيلة الحجم .. دون ريب ان المعايير تختلف بين دولة مثل فرنسا ومن على شاكلتها تسلك سلوكا عسكريا على هذا النحو وتحسب حسابا لأي جندي أو مجندة سوف تُصرع في تلك العملية وبين جيوش يحكمها طغاة يُقدمون عشرات الآلاف في هجوم عسكري يعرف قادته انه فاشل 99 بالمئة وان تلك العشرات من اللآلاف سوف تلقي مصرعها وتُعوق ! هجمات الأمواج البشرية الإيرانية في الحرب الثمانينية مثالا .
ثمة هُوة سحيقة :
كيانات تحكمها منظومات فولاذية من القوانين المدنية بمقدورها فضح وإسقاط كل شبر فاسد في مؤسسات الدولة لتخلص إلى نتيجة أثمن مدلولاتها الكائن البشري , في المقابل تكوينات ينخرها الفساد والتخلف والتسلط من الهامة إلى الظلف لتكون الخلاصة سلخ اسطوري لكل ما يمت لقيمة الإنسان المُثلى !!

حيثية قدوسي الأخرى هي الأجدر بوضع البصمة عليها , هي الأجدر واقعيا , هي الأجدر وضوحا حتى للمغمورين في عُتمة الكهوف .. حيثية قدوسي المقترنة بالتشدق الإيراني الأزلي الأبدي الذي لم يسبقه له أحد بحاجة لتقبيل مُلتهب , لِعَضٍ من الشفاه والحُلَم وصرخة مع مصة وعضة لِسان دامية وقول فاقع , تساؤل مُنشطر ذرياً : فقط أعرف , فقط أفهم : أي رحم حمل هذا التكوين الصهريجي , أي جُرم سماوي بث فيه ذلك الفيروز المعرفي , وأية قدسية تعدت جاذبية فحول القداسة الفاغرة في دورانات الفُلك الأزلي ؟ ! .. صراحة تشدق الملالي يخز العنق ليس بمخيط حائك إنما بسيخ مضمخ بجمر جهنم الزرقاء !!

ويُعاد التساؤل : بماذا ؟ ما هو حجم القوة العسكرية الإيرانية للقيام بعمل بهذا الحجم ؟ الآن سوف أسلسلها تاريخيا لعلي أجد خيط وصل لتلك المعجزة!

ارشيف الحرب الثمانينية يكشف بوضوح ان القوة الجوية الإيرانية تم تدميرها بنسبة ما يقرب 98 في المئة منذ النفس الأول للحرب , ويُستشف ذلك عبر إنعدام العمل العسكري الجوي الإيراني طيلة سنوات الحرب حتى نهايتها , في الجانب العراقي ترى العكس تماما , فالطيران العراقي ظل فعالا طيلة تلك الحرب , وكان مصدر مغص عقلي للقيادة الإيرانية , لكن ذلك المغص إستحال إلى فيروس قاتل عندما توسع عمل الطيران العراقي من عام 84 إلى نهاية الحرب ليشمل إضافة للفِعل العسكري في ساحات الحرب إلى ضرب ناقلات النفط الإيرانية في جزيرة " خرج " التي تُصدر أكثر من مليون ونصف المليون برميل يوميا . الفيروس القاتل الذي دعا الخميني ذاته إلى الخروج من هدوئه ليُصرح بعصبية مفرطة نتيجة لذلك عن العزم على شن حرب شاملة على إمارات الخليج , ليتجلى ذلك عن عمليات ضئيلة بواسطة زوارق إيرانية سريعة وبقاذفات آر بي جي , ضد ناقلات النفط الخليجية , سرعان ما تم إحتواءها وتدميرها بواسطة بعض القطع الحربية الأميركية في الخليج . ( ملاحظة : يبدو إن الطيران العراقي أو الطيارين العراقيين ظلوا محفورين في رؤوس ملالي إيران كأسوأ ذاكرة في حياتهم , ولذلك تم تصفيتهم بعد 2003 بواسطة عناصر عراقية موالية لإيران أو عناصر إيرانية قح وإن كان لا فرق .. تلك التصفيات للطيارين العراقيين التي لم تأخذ حيزا من الإهتمام في وسائل الإعلام !)

كريمي قدوسي سوف يُحاجج , طبعا هُمْ يُحاججون بمناسبة ودونها فلماذا لا ينتصبون الآن كعنقاوات الأساطير ويمطرونا بحججهم !! والمؤكد إن حججهم ليست بحاجة لألمعية التوقع , سوف يقولون أو سوف يقول صاحب نسبة المئة في المئة مستشار الولي الفقيه كريمي قدوسي : إن إيران ليست التي نُخرت عسكريا سنة 88 بعد نهاية الحرب , إيران اليوم لا تضاهيها قوة عسكرية أخرى في الشرق الأوسط ".. أشهد ما بالله ان هذا صحيح الف بالمليون , وهذا الواقع أقر به ليس لكون إيران بالفعل صارت إلى هذا الواقع , إنما تنبأت به منذ نهاية الحرب سنة 88 ,قلت حينها إن إيران سوف تنفق أكثر من ثمانين في المئة من مردوداتها النفطية على بناء قوتها العسكرية ومن ثم إزداد يقيني بهذا التنبئ بعد مغامرة صدام حسين في الكويت وإرساله رسالة إلى الرئيس الإيراني آنذاك " رفسنجاني " بموافقته على بنود معاهدة الجزائر سيئة الصيت وسحب قطعاته العسكرية التي إستقرت في شريط الحدود الإيرانية بعد نهاية الحرب سنة 88 , وكيف إن " رفسنجاني " إستبشر خيرا بعملية صدام في الكويت مُعتقدا ان دول الغرب سوف تدمر القوة العسكرية العراقية لا محال حفاظا على مصالحها في الخليج , وقد إتضح ذلك بعد تلك العملية بعد توجه أحد الصحفيين الغربيين له بسؤال مغزاه : كيف ترى فيما حدث ؟ فأجاب رفسنجاني بشماتة : أرى خيرا فيما وقع , لقد وقع الأعداء فيما بينهم !" .. مسكين رفسنجاني , لم يكن يعلم أنه بعد أكثر من عشرين عاما إن تلك القوة العسكرية التي حلم بها سوف تكون مسؤوليتها المركزية هي قمع معارضين لثيوقراطية الولي الفقيه خامنئي , من أمثال رفسنجاني بعضمه وعمامته وحسين موسوي وكروبي !!
غير ان الحيز المحوري في هذا المخاض ليس في خيال المسؤول الإيراني الفلاني والعلاني ومديات الخيبة التي برقعت حياتهم في نهايات العُمر عن تلك القوة العسكرية التي تشكلت , فمن المحتل أن خامنئي ذاته يُواجه نفس مصير رفسنجاني فيما لو حصل إستقطاب عسكري بإتجاه نجاد , والعكس صحيح في ذروة الصراع الخفي والمكشوف أحيانا بين رموز السلطة في إيران .. الحيز المحوري هو ان بناء تلك الآلة العسكرية لم يكن فقط كدرع واق لرموز النظام الإيراني , وليس في مواجهة خطر خارجي في أضأل إحتمال , إنما لكون عقلية النظام الإيراني الذي تولد بعد ثورة 79 يحتمل ذات عقلية الأنظمة القومية العربية التي سخَرت كل مواردها في البناء العسكري كعملية إيحائية مُخادعة في الدفاع عن هدف سام : قضية العرب الأولى " فلسطين " القول , لكونها بذات العقلية , فقد ظنت إن إتباع سلوك كهذا سوف يعطيها زخما جماهيريا إقليميا أو عربيا على وجه التحديد , وبالفعل حدث مثل هذا الأمر , وليس على مستوى عامة الناس فحسب , إنما ترى الكثير من المثقفين العرب قد إنساقوا في الإعجاب والإطراء لضجيج قطيع الملالي عن الثورة والتحرير وأميركا الطاعون والشيطان .. !

إذن ثمة إتفاق في الرؤية بين السيد قدوسي وبين المُحدث عن ان إيران التي نخرتها الحرب الثمانينية هي ليست إيران اليوم التي تمتلك زخما عسكريا , والأكيد أن قدوسي يتفق كذلك ان تلك القوة مستواها إقليمي مثل أية قوة عسكرية في الشرق الأوسط وغيره , الطبيعي أن مسؤولي إيران مقتنعين بتلك البديهة في قراراتهم الداخلية , وهم يدركون كذلك أن الضجيج الإعلامي عن هول قوتهم ليس ذات صدى في أركان دول الغرب , وتراجعاتهم المتوالية في تلك القضية تُفصح عن ذلك وآخرها ليلة أمس عندما أطلقوا تصريحا عن عدم نيتهم غلق المضيق تحت ذريعة مرور شاحناتهم عبره !
والمحصلة أن إيران لا تحارب , إيران تُسلح ميليشيات لبنانية , عراقية , فلسطينية وغيرها لتحارب بدلا عنها " نعم " , إيران تُسخر مخابراتها في أعمال عنفية وتفجيرات " نعم " , إيران يصدر عنها تهديدات جوفاء " نعم " .. أما إيران تدخل معمعات الحرب , ومع من ؟ مع منظومات غربية تمتلك تلك الهالة الخرافية التكنولوجية فذلك يدعو إلى غصات من الضحك حتى الموت الزؤام !

[email protected]



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا , سوريا , ستراتيجية الخواء
- دونية عقليات النُظم الشرق أوسطية !
- دوبلوماسية نوري المالكي تفوقت على جميع الدوبلوماسيات !
- في العراق الديمقراطي الجديد لا يُوجد عُمال !
- السيد - رئيس الوزراء - مُغرم بالعشائر !
- عذبني غِريد الجنوب - فؤاد سالم -
- الحوار المتمدن - موقع يساري وليس بطرياركي.
- هل يفهم - البابا بنيديكت - الماركسية لكي ينتقدها ؟
- شبيحي ويكتب في الحوار المتمدن - نشاز -
- هزُلت ورب الكعبة !
- رسالة إلى -شمران الحيران-
- هل الشيوعيون العراقيون أغبياء ؟
- علي الأديب - والإسترخاء التعليمي !
- المالكي أيضا يمتلك كُتابا ساخرين , ولكن ؟!
- هل العراق دولة فاشلة ؟
- جلسة طارئة
- شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !
- هواجس سرقة فاشلة
- رؤيا فيلم ( The Dog ) و - بشار الأسد -
- رحيم الغالبي , رحيل أحد شهود تاريخ الشطرة


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - هل بمقدور - إيران - إغلاق مضيق هرمز ؟