ذكري نكبة 23 يوليو 1952 – عسكر واخوان –

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كل ما يحدث الآن لمصر وفي مصر . من كافة انواع ودرجات الانفلات والفوضي . يرجع بداية سببه الي انقلاب العسكر والاخوان – معا – يوم 23 يوليو عام 1952 ..
المسؤول عن الاتجاه الخطر الذي تنحدر اليه مصر الآن . بعد استلام دكتور مرسي اخوان . للسلطة , ليس فقط جماعة الاخوان المسلمين .. كلا .. بل العسكر والاخوان معا ..
ومسؤولية العسكر قبل الاخوان , ونسبة مسؤولية العسكر أكبر من نسبة مسؤولية الاخوان .

فالعسكر – مع سبق الاصرار - سلموا مصر لجماعة دينية محظورة بقانون . ومخالفة لنص الدستور .. – خيانة عظمي - .

غالبية ضباط 23 يوليو 52 , كانوا اما خرجوا من عباءة جماعة الاخوان المسلمين . وعلي راسهم عبد الناصر والسادات . واما كانوا يحتفظون بعضويتهم في الجماعة ..

منذ بدايات استيلاء ضباط حركة 23 يوليو . علي السلطة . كانت الجسور قائمة بينهم وبين جماعة الاخوان , واختاروا من الجماعة , مستشارين لهم وحواريين ..

عبد الناصر قدم الكثير م التديين والاسلمة للحياة وللمجتمع والنظام - بالاضافة للعسكرة - ما هو جدير بان يثمر مر الثمار فيما بعد . وقد اثمر ثماره المرة بعد رحيل عبد الناصر .

وما يسمي بالتدين أو الاسلام الوسطي , لا بد وان يقود في النهاية للاسلام الأصلي " الوهابي " ..
اذ كيف لما يسمي بالاسلام الوسطي ألا يقود للاسلام الاصلي " السلفي " , الوهابي . ان كان الاسلام الوسطي . في جامعاته ومدارسه ومساجده واعلامه .. يدرس ويردد ويروج - الي حد كبير جدا - نفس مناهج الاسلام الأصلي " السلفي " , الوهابي ؟!
كيف ؟؟؟؟

هل كانت جامعة الازهر في عهد عبد الناصر . وخطباء وزارة الأوقاف . ومناهج التربية الدينية بالمدارس العامة . في عصره . تدرس أوتبث , قرآن آخر , اواحاديث وسيرة محمدية أخري , بخلاف ما يدرس , وما يبث في السعودية ؟؟! بالطبع لا .. بل نفس القرآن ونفس السنة والسيرة ..!

اذا .. ما هي دواعي الاندهاش . عندما يفاجا شعب مصر . عقب سيل ثورة 25 يناير في العام الماضي . بخروج آلاف مؤلفة .. لم تكن علي البال ولا الخاطر . من أفاعي وعقارب سلفية – يحملون أعلي الدرجات العلمية ! - ! , يفرضون أنفسهم , علي الشارع المصري . بالسلاح الأبيض وبالعصي الكهربائية .. ليلزموا الشعب بالانغلاق الصحراوي ويعيدوه لما كان عند البدو منذ 14 قرنا مضي من الزمان . فتح لهم أبواب الكهوف . جهاز أمن العسكر ونظام حكم العسكر . انتقاما من الشعب الذي ثار علي طغيان حكم العسكر ..

ان أمكن زرع شيء اسمه وسطية اسلامية – كعرف – بفعل سلطة مصبوغة بقدر ما من العلمانية . فكيف يمكن استمرار وتثبيت ذلك ؟ بينما التعليم والاعلام , والوعظ والخطابة ( الرسمية ) تقوم علي ما تقوم عليه الأصولية " الوهابية ؟!

ما قدمه الضابط عبد الناصر – تلميذ مدرسة الاخوان المسلمين – للازهر والتعليم الازهر , ومدينة للبعوث الاسلامية , ومنظمة للدول الاسلامية .. الخ ..

وما دسه الضابط السادات – بخط يده – في الدستور عام 1971 – من اسلمة وتديين لمصر – في المادة الثانية – التي تقف شوكة في حلق محاولات اقامة " مدنية الدولة والنظام في مصر . ولا تجد تلك الشوكة التي زرعها السادات من يجرؤ علي انتزاعها ... ! ...

وما فعله الضابط " حسني مبارك " الذي ترك الشارع المصري للجماعات الدينية .طوال 30 سنة . غسلت فيها تلك الجماعات . عقول غالبية الشعب , وألبست النساء حجاب الراس , وألبست الرجال نقاب العقل ... لتبارك الجماعات. بقاء " مبارك " في السلطة ويبايعوا توريثها لنجله ..( ونجاته من العديد من مؤامراتهم ضده ..! ) ....

وما فعله الضابط " طنطاوي " قائد المجلس العسكري – الحاكم الحقيقي لمصر للآن .. من تسليم - أو الخطو في تسليم السلطة - السلطة للتيار الاسلام , واخلاف وعده للشعب بتسليم السلطة لحكومة مدنية – لا دينية ولا عسكرية - ! ...
( والعسكر الثلاثة – السادات , مبارك , وطنطاوي – ما هم الا زملاء , او خلفاء , او تلاميذ للضابط الاخواني التربية " جمال عبد الناصر " ) ..

ومن هنا .. هل هناك مبالغة . في القول بأن العسكر الأربعة الذين حكموا مصر منذ 23 يوليو 1952 وحتي اليوم 23 يوليو 2012 .. هم مع جماعة الاخون , وهم قبل الجماعة . المسؤولون عن الهاوية التي تقف مصر علي حافتها الآن ؟؟؟

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل