أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - شعب يبحث عن هويته ! مصر مصرية ؟ أم عربية ؟















المزيد.....

شعب يبحث عن هويته ! مصر مصرية ؟ أم عربية ؟


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يذكر اسم مصر علي مسمع انسان - فاهم - بأي مكان من كوكب الأرض ، فعلي الفور تبدو لذهنه صورة الأهرامات العظيمة ، احدي وأولي عجائب الدنيا السبع . والمسلات والمعابد الشامخة الخالدة التي تخلب ألباب كل المتحضرين ، بمختلف أنحاء المعمورة ...
وعندما يذكر اسم العرب أمام نفس الانسان فلا يظهر أمام ذهنه سوي صورة الجمل والنخلة والخيمة .. - وأيضا براميل النفط .. ، والغترة والعقال - ..
وشتان بين وزن الجمل ، ووزن الهرم ، وبين ارتفاع الجمل وارتفاع الهرم ،
وشتان بين وزن النخلة وعمرها الافتراضي ، ووزن وعمر المسلة الفرعونية ..،

وفارق .. بل وفوارق بين الخيمة العربية ، والمعبد الفرعوني والمسلات والأهرام والمعابد العجيبة التي هندسها وبناها الانسان المصري .. وبين الجمل والنخلة - وبراميل النفط - فقد وجدها الانسان العربي مثلما وجد الانسان الهندي والانسان الحبشي " الفيل " الذي هو أعظم من الجمل بكثير ..

والهرم لا يمكن أن ينسب الي النخلة لأن الهرم أكبر من النخلة .. فلا يقال الهرم القائم بجوار النخلة ..
وانما النخلة هي التي يمكن أن تنسب أو تضاف الي الهرم لأن النخلة هي الصغيرة فيقال " النخلة - أو المائة نخلة المزروعة بجوار الهرم ..

وكذلك الجمل لا يمكن أن ننسب أو نضيف الهرم اليه , لأن الجمل هو الصغير .. فلا يقال الهرم الواقف بجوار الجمل - أو الواقف بجوار برميل أو براميل النفط ..- وانما يقال الجمل -أو قافلة الجمال - البارك في ظل الهرم ..
فالصغير هو الذي ينسب الي الكبير والابن ينسب الي أبيه وليس العكس .. ومصر ليست صغيرة كي تنسب الي أمة أخري غير المصرية اسمها " العربية " ، والعرب ليسوا كبارا كي ينسب اليهم أحد .. فما كان العرب يوما آباءا للفرس - أصحاب الحضارة القريبة منهم - بل كانوا - أي العرب - بالنسبة للفرس اشبه بمناطق عشوائية قريبة من مدينة حضرية ..

وما كان العرب يوما آباءا لأهل بابل وآشور وسومر - أصحاب الحضارة والنهرين العظيمين بالعراق - القريبة من بلاد العرب .. بل كان العرب بالنسبة لأمة وحضارة العراق هامشا بشريا متخلفا ملقي بعيدا في الفيافي المقفرة ..

وكذلك كان حال العرب بالنسبة لجيرانهم المتحضرين " الفينيقيين " ببلاد الشام ..

ومصر كبيرة بحضارتها الضاربة في التاريخ ، وبنهرها العظيم ، وبشاطئيها الطويلين علي البحرين الهامين المتوسط والأحمر ، وبحيراتها العديدة .. وبكيانها البشري ..
ومصر يفصلها عن بلاد العرب - الحجاز - بحر تقطعه الباخرة في عدة أيام ، عدا الصحاري والجبال ..

وكل شعوب الدنيا الأصيل منها , وغير ذلك . تبادلت احتلال بعضها البعض عبر التاريخ ، بحيث يمكن القول أن الاحتلال ليس مقياسا لعظمة أمة أو دونية أخري ..
فكما حكمت مصر بلاد النوبة قديما ، كذلك حكم النوبيون مصر لحوالي مائة عام ..
وكما حكمت مصر ليبيا قديما ..كذلك حكم الليبيون مصر لعدة عقود ،

وكما حكم العرب تركيا في عهد الدولة العباسية . كذلك حكمت تركيا العرب عدة قرون وفرضت عليهم الجزية والطربوش ألتركي أيضا - ويوك خرسيس نرسيس - !!

وكما احتل الفرس بلاد الاغريق ، كذلك احتل الاغريق امراطورية فارس وما بعدها ..
وكما وصل العرب في حملاتهم الاستعمارية الي الهند وطشقند ..كذلك وصلت قبائل المغول والتتارالي عاصمة امراطورية العرب الاسلامية ودمرتها - بغداد في ذلك الوقت - ، وأذلت الخليفة العربي الاسلامي ذلا لا مثيل له في التاريخ

وكما حكم امازيغ شمال غرب افريقيا . اسبانيا - الأندلس وقتذاك - - كذلك حكمت اسبانيا ولا تزال تسيطر علي بعض المدن والجزر المغربية حتي الآن ..

وكما احتل امبراطور فرنسا نابيلون بونابرت ، معظم دول أوربا ، كذلك احتلت ألمانيا - هتلر - باريس عاصمة فرنسا ..!

بل ان الأمة الواحدة تبادلت قبائلها احتلال واذلال وسبي نساء بعضها البعض ، كما حدث قبل التاريخ الهجري وبعد الاسلام . ببلاد الحجاز , حتي بني أمية , وآل علي بن ابي طالب , وذريته ، وكذلك ما حدث للأمويين علي أيادي العباسيين ،

وما فعلته القبائل العربية ببعضها البعض قبل الاسلام , من قتل وسبي نساء .. هو أقل بكثير مما فعله العرب بالعرب بعد الهجرة وفي ظل الاسلام ..

ولم يعد الانسان المتحضر الآن ليسمح لنفسه أن يفخر بمثل تلك الأشياء ان كان هناك نصر محسوبا لأمته - بتلك الطرق الاستعمارية الهمجية غير المتحضرة .. وانما يخجل ويحزن لمثل تلك الفظائع أيا كان مرتكبوها ..
بينما المعاصرون العرب والمتعوربون - وما أكثرهم - يفخرون بها (!!)

وهناك من ينسبون كل ما هو عظيم الي العرب كأن يقول : ان المصريين أصلهم عرب ..(!!) - وليس العكس -
وشكسبير أعظم شاعر أنجبته البشرية - أصله عربي (!!) ويقولون أن اسمه الحقيقي " الشيخ زبير " (!) ثم حرف الي شكسبير .. !!
وأذكر أن أحد هؤلاء ذكر ذلك أمامي . , فتساءلت بتلقائية مندهشا : وليم شكسبير أصله عربي ؟!!
وهنا انتبه كمن فوجيء بعقرب أمامه وقال : " أهو اسمه : وليام ؟!"
قلت : نعم ... ...
وهنا نفض يده من الموضوع برمته..! بسبب اسم : وليام !

ان أعرق حضارتين في التريخ الانساني كانتا حضارتي " وادي الرافدين " -العراق - وكانت تكتب بالكتابة المسمارية لآلاف السنين - ثم انتهت - .. ،
و حضارة " وادي النيل " - مصر - وكانت تكتب بالهيروغليفية لآلاف السنين - ثم انتهت - .. .. ..
حينها لم يكن لكلمة " عرب " ثمة وجود حيث لم تكن اللغة العربية قد ولدت بعد من رحم اللغة النبطية ، التي تراجعت - هي أيضا - مثلها مثل كل حضارة وكل لغة سادت ثم بادت , وتخلفت ..

وكل لغة هي مقدسة عند أهلها ، يحيطونها بهالة من القداسة المزعومة كما يحلو لهم .. ثم تنتهي مثلما انتهت أعمار حضارات ولغات , أعرق منها ،ونغرب شمسها بانتهاء عمرها شأنها شأن كل الكائنات ..

وعندما يحضر الآلاف من بلاد ناطحات السحاب - أمريكا واليابان - كل عام للحج في مصر عند الأهرام.. وآداء طقوس وشعائر عبادة الأهرام .. فليس للسيف دخل في هذا الموضوع .. وانما هم جاءوا مختارين من بلد غزو الفضاء والطائرات الأسرع من الصوت لعبادة الأهرام المصرية .. لا المصريون القدماء ولا المصريون المعاصرون دعوهم لتلك العبادة ولا خيروهم بين اعتناق تلك العقيدة وبين دفع جزية أو الحرب ..
فالمصريون جميعا لا يمارسون تلك العبادة أصلا - عبادة الاهرام - ..
ولو هجر الاجانب الذين يعبدون الاهرامات . تلك العبادة ، وتوقفوا عن الحج للأهرامات .. فالمصريون لن يصدروا فتوي باهدار دمائهم ، ولن يرصدوا جائزة كبري لمن يبادر بذاك العمل الآثم ..

وعندما يحضر اليابانيون من أقصي شرق الدنيا والمكسيكسون والامريكان , والاوربيون من اقصي شمال اوربا . ومن أقصي غربها . مرتين كل عام ليروا أعجوبة تعامد الشمس علي وجه ملك مصر منذ أكثر من 3000 عام - رمسيس الثاني - في أبي سنبل .. تلك المعجزة الفلكية الحسابية العلمية التي لم تتزحزح منذ ذاك الزمن البعيد .. فقد يتصادف أن الانسان العربي يقف في نفس اليوم فوق أعلي جبال مكة متلفتا حوله بالعين المجردة بحثا عن هلال رمضان .. الذي قد يجده ..، وقد لا يعثر عليه !!!

هذه هي مصر ...
وهؤلاء هم العرب وبلاد العرب

فيا كل ذي عقل : لمن تنتمي مصر ؟
لنفسها .. ؟ لمصر ؟ .. للنيل والأهرامات وللعلم الاعجازي الفلكي الخالد منذ آلاف السنين ؟
أم للأمة التي تبحث عن هلال رمضان فوق الجبال . في كل عام ، تجده أو لا تجده ؟!!!

---هذا المقال نشر للمرة الأولي عام 2005 تحت عنوان " مصر مصرية ؟ أم عربية " بالحوار المتمدن - العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10
. وكذلك بجريدة ايلاف الالكترونية . ورأينا اعادة نشره الآن بمناسبة اعداد دستور جديد لمصر . والخلاف المعتاد حول هوية مصر.
********************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاح الأمم المتحدة ، وفرض علمانية الحكم
- ثأر الشهداء وقميص عثمان
- مُصحف هيروهيتو – 3
- رئيس كندا ورئيس مصر المنتخب
- الي الرئيس المنتخب د .محمد مرسي
- الي رئيس مصر المنتخب د . محمد مرسي
- من بريدنا الالكتروني - 9
- ماذا لو فاز مرسي برئاسة مصر ؟!
- العسكر أمامكم , وتجار الأديان وراءكم , وفي القانون الدولي نج ...
- سموم الأديان تبطل الثورات وتجهض أحلام الشعوب
- المُلقن والممثلون في مسرح السياسة المصرية
- عسكر واخوان = ريا وسكينة
- دعوة للانتخاب
- مسرحية انتخابات الرئاسة المصرية
- وداعا المطربة وردة الجزائرية
- مصر تستيقظ وستنهض ..
- في الساعات الأخيرة قبل اختيار رئيس لمصر 2-2
- في الساعات الأخيرة قبل اختيار رئيس لمصر
- علي باب انتخابات الرئاسة المصرية 2-2
- علي باب انتخابات الرئاسة المصرية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - شعب يبحث عن هويته ! مصر مصرية ؟ أم عربية ؟