أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - رجال اكبر من المناصب














المزيد.....

رجال اكبر من المناصب


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالميا، اثبت جيفارا وسنغور، انهما اكبر من رئاسة دولة، وعربيا لنا في علي سالم البيض وسوار الذهب، قدوة في التخلي عن الحكم لصالح تاسيس دولة مثالية، ومحليا، لم يزهد واحد من رجال الحكم، في العراق بمنصب، سوى د. عادل عبد المهدي، الذي آثر التخلي عن منصب نائب رئيس الجمهورية، تفهما منه لمقتضيات الوضع السياسي المشحون؛ ولان الشعب.. حينها عبر عن استيائه من ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، لا حاجة فعلية لهم، انما مجاملة لكياناتهم السياسية وايغالا في الفساد المالي والاداري.
فتشي جيفارا، الطبيب البلشفي المناضل، الذي قاتل في الادغال، الى ان اسهم في تحرير كوبا؛ ليتنصب عليها فيدل كاسترو رئيسا، وعرض على جيفارا منصب نائب الرئيس، فقال له بالحرف الواحد:
-لم نتبلشف.. شيوعيين لنمسك حكما ونتنعم برغده.
امسك كاسترو رقاب الكوبيين، حتى ازهق ارواحهم حوالى نصف قرن، وواصل جيفارا السعي لتحرير العالم، فلم يسعه تحرير فيتنام، انما اعدمته القوات الامريكية، في ادغالها من دون محاكمة.
وليوبولد سنغور، حرر دولة مالي من ربقة انهياراتها الاقتصادية والسياسية، الى ان استقرت، فعاد للشعر الذي شغلته الرئاسة عنه، مؤثرا القصائد على السياسة.
وكذا فعل سوار الذهب في السودان، اذ حقق سلاما ما فتأ ان انهار من بعده، مع الاسف.. لكن يكفي هذا الرجل عظمة، انه صبيحة تسلمه الحكم، جاءت الحكومة العراقية، بسيارة حديثة، مع سائق وجوقة حمايات، لنجله، وكان طالبا في كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد، فرفض.. يومها الزمته الخارجية العراقية بتثبيت رفضه لدى السفارة السودانية، اخلاءً لمسؤوليتها، ففعل، لانه وطني اصيل زاهد بالمظاهر، وابن وطني زهد بالرئاسة.
اما علي سالم البيض، فحكايته في التفاني الوطني تفوق الفلاسفة والانبياء وصفا.. الرجل ظن اليمن سائرة الى ديمقراطية انتخابية، فسمح بالتراجع نائبا لعلي عبد الله صالح، آملا بالتوحيد المثالي لليمنين.. الشمالي والجنوبي، لكن عندما آن موعد الانتخابات تنكر صالح للبيض، مستحوذا على الحكم بديكتاتورية، اذلت اليمنين اللذين باتت وحدتهما قهرا لكليهما، حتى جاء امر الله وانتفض اليمنيون على السفاح، لكن تنكره للبيض واجباره على اللجوء الى الامارات بعد حرب غير متكافئة، اسهمت فيها حتى طائرات صدام حسين الذي اقنع البيض بالوحدة الوطنية، ثم لم يكتف بالتنكر، انما قاتل الى جانب نظيره في الطغيان وصنوه في اذلال الشعب.. علي عبد الله طالح.
تضحية د. عادل عبد المهدي بمنصب تتقاتل الكتل السياسية من اجله، اكد فيها انه اكبر من منصب يستفز الشعب، لكن مع الاسف مجلس النواب رشح بديلا عنه، واعتبروه مستقيلا في محاولة لاحتواء البطولة والزهد، بدل ان يخجلوا من الشعب ويثمنوا ترفع عبد المهدي عن منصب تحفظ الشعب دونه.
مع الاسف لم تفلح اي من تجارب الايثار، لا في كوبا ولا السودان ولا اليمن ولا العراق؛ لأن نهازي الفرص ومغتنمي السحت الحرام، قفزوا على الامر وحولوا علو جناب جيفارا وسوار الذهب وعلي سالم البيض وعادل عبد المهدي، الى غفلة.. تشاطروا هم في نيلها.
لذا باتت هذه التجارب المثالية، انتكاسات واقعية في اقدار الشعوب؛ لكنها ظلت علامات خالدة في ذاكرة المنصفين.. تحترمها الشعوب وتقدس زهد رجال اكبر من المناصب.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 23 آب 1921 عيدا وطنيا للعراق
- لي الحقائق والانعطاف بالبديهيات
- لا يخفون فسادهم انما يخرسون الافواه المعترضة
- ضرغام هاشم الموصلي الذي استشهد دفاعا عن الجنوب
- تصدع الموقف وانقلب السحر على العراق
- اليوم الموسوي
- هذا امردبر بليل


المزيد.....




- كيف علّقت وسائل إعلام روسية على محادثات ترامب وبوتين؟
- ترامب يكشف شروط بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا بعد قمة ألاسك ...
- سماع دوي انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن انفجار عبوة ناس ...
- ألمانيا تقترح عقد قمة ثلاثية في أوروبا بين ترامب وبوتين وزيل ...
- يفهين ميكيتينكو لفرانس 24: العرض الروسي بالانسحاب من دونيتسك ...
- فرنسا تعلن تواصلها مع مالي للإفراج عن موظف سفارتها المعتقل ه ...
- ما هي أهم ردود فعل القادة الأوروبيين بعد قمة بوتين-ترامب في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن تحضيرات لنقل السكان المدنيين من منا ...
- وفاة شابة من غزة جوعا بعدما وصلت إلى مستشفى في إيطاليا
- ماذا يعني استبعاد أكثر من 400 مرشح للانتخابات البرلمانية الع ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - رجال اكبر من المناصب