لا تصدقوا الإخوان .. إذا مدحوا فى ثورة 23 يوليو!!

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** دعوا لـ "عبد الناصر" بالرحمة .. وهاجموا من كفر "السادات" .. علما بأنهم هم من حاولوا إغتيال "عبد الناصر" ، وهم أيضا من قتلوا "السادات" .. يتوهمون أنهم ثوريون ، ومناضلون ، وشرفاء .. يستخدمون "التقية" فى إظهار مشاعرهم ، لتتناسب مع حجم الحدث ..

** الأن تتناقل بعض الدعاوى التى تدعى .. هل الرئيس "مرسى العياط" سيقول كلمة فى ذكرى 23 يوليو ؟!!..

** هل الشعب المصرى ستكون له الطليعة فى الخروج بالكامل فى هذه الذكرى العطرة لتحرير مصر من إخطبوط الإخوان ؟!!..

** هل سيكشف المشير عن المؤامرات الدنيئة التى تعرضت لها مصر بالتحالف المشبوه بين الإدارة الأمريكية ، وجماعة الإخوان المسلمين ، والحركات السياسية والتخريبية التى إنطلقت حممها من المستنقعات والمصارف لتسقط الدولة المصرية ؟!!..

** هذه كلها إستفهامات ستكشف عنها الساعات القليلة القادمة ، ونحن بدورنا .. نقوم بالكشف عن كل ملفات الإخوان .. ونطالب الشعب المصرى بألا يفرط فى شبر واحد من أرض هذا الوطن .. لكى يسلم إلى جماعة محظورة وستظل محظورة إلى الأبد ..

** فى ذكرى نصر أكتوبر 2008 .. قدم الإسلاميون نظرة تاريخية جديدة لهذه الأحداث ، مغايرة تماما لما كانت عليه قبل ذلك !! .. حيث دافعت عن الهجوم المغرض الذى تعرض له الزعيم الراحل "السادات" فى ذكرى نصر أكتوبر 2008 .. ورفضوا تكفيره ، مؤكدين أنه شهيد فى إعتراف محدد بجريمتهم فى حقه .. بل دعوا للزعيم الراحل "عبد الناصر" بالغفران والرحمة .. رغم موقفهم السابق منه .. فقالت الجماعة الإسلامية أن النصر الذى حققته مصر ضد إسرائيل فى أكتوبر 1973 .. كان ثمرة جهد الرئيس "عبد الناصر" ، الذى لم تتحمل أعصابه النكسة .. ومات بالسكتة القلبية .. وقالت الجماعة "أنها تغفر له مظالمه فى حقها"!!..

** عندما تولى "مبارك" مقاليد الأمور فى مصر ، أراد أن يجمع بين وطنية "عبد الناصر" ، ورأسمالية "السادات" ، وإنفتاحه على العالم .. ولكنه فشل فى إعتناق أى سياسة من الإثنين .. بل أنه إتجه إلى سياسة تحرير الأرض بالدبلوماسية ، والحوار .. وهى بالقطع سياسة حكيمة ، بل وجنب البلاد الدخول فى أى مواجهات عسكرية ، ولكنه أفقد مصر الكثير من محوريتها فى المنطقة ، بعد أن تطاول عليها كثير من الدول العربية ، ونحن نتذكر أحداث عديدة مر بها المواطن المصرى فى ليبيا والكويت بعد تحريرها ، وفى الجزائر ، وفى السودان .. وظلت الدبلوماسية المصرى فى منأى عن الدخول فى مهاترات مع هذه الدول .. بل كان الأسلوب المتبع دائما هو التهدئة وعدم الإنزلاق وراء هذه المؤامرات .. ظل "مبارك" فى منأى بعيدا عن مشاعر ونبض الجماهير ، فقد سكن فى برج عاجى بعيدا عن مطالب هذا الشعب ..

** ورغم إحترامى الكامل لتاريخه العسكرى .. ولا أؤيد ما يحدث له الأن .. فهذه إهانة للشعب المصرى كله ، وما يتم الأن من محاسبات لمبارك والنظام السابق ، هو كله من تدابير جماعة الإخوان المسلمين للإنتقام من هذا النظام ، بل للإنتقام من كلمة "ثورة يوليو" التى إندلعت فى 23 يوليو 1952 ، ومسح أثارها .. والإدعاء بالباطل أن ثورة 25 يناير هى ثورة مجيدة .. فكيف تكون ثورة مجيدة وقد أتت بجماعة الإخوان المسلمين .. ليستولوا على برلمان مجلس الشعب فى سابقة أولى فى تاريخ مصر منذ عهد محمد على ، والذى حكم ببطلانه بعد خمسة أشهر ..ِ شاهدنا ورأينا فيه عجائب السماء السبعة ..

** هذه الفترة التى أدارها رئيس البرلمان "د. سعد الكتاتنى" .. سوف يتقدم فى المستقبل العديد من مخرجين السينما .. لتقديم العديد من الأفلام والوثائق التى تكشف عن ضحالة هذا الفكر وعن تطرفهم ضد كل ما هو وطنى ، وضد المواطنة ، وضد الديمقراطية ، وضد الشعب المصرى بالكامل ..

** نعم .. سقط مبارك ليلتهم الإخوان الدولة ، ويدمرون وطن صار أكثر من 60 عاما يحافظ على هويته المصرية لتتحول مصر إلى شئ مرعب لا يمكن وصفه .. فإنطلقت التهديدات على الملأ من خلال القنوات الإعلامية التى أعطت الفرصة لهم دون رقيب أو حسيب .. ليهددوا وطن بأكمله ، ويقللوا من شأن ثورة 23 يوليو .. ويروجون لأكاذيبهم بالباطل ، ويطالبون بتسليم الدولة لهم بالكامل .. وهى صورة مهينة لـ 85 مليون مواطن مصرى .. ضد جماعة الإخوان .. لا يجدون من يمثلهم ، ولا من يدافع عنهم .. ولكن إذا تطلب الأمر حسم هذا الموضوع .. نرجو ألا تصل إلى مذابح فى الشوارع سوف يقررها الشعب المصرى .. للتخلص بالكامل من هذه الأفاعى والحشرات التى إنتشرت الأن وتطالب بإلتهام مصر بالكامل ..

** نعم .. ليس لنا إلا أن نقول ، أن ثورة 23 يوليو 1952 ، قامت بتحرير المواطن المصرى من الإستعمار ، رغم أى مساوئ لها .. ولكن ثورة 25 يناير ، قامت بتكبيل الوطن ، والترحيب بالأمريكان .. وعلى الشعب المصرى الذى نهض الأن أن يقاوم هذه الثورة الوهمية التى ركبها جماعة الإخوان المسلمين .. فحتى الأن ليس لدينا سوى ثورة واحدة .. إندلعت فى 23 يوليو ، ومازالت حتى الأن رغم الأخطاء التى مرت بها الثورة إلا أننا عرفنا معنى كلمة "مصرى" ، ومعنى كلمة "مصر" ..

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات