أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - تطبيع العقل العربي لصالح امريكا















المزيد.....

تطبيع العقل العربي لصالح امريكا


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 19:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لقد اتفق الثوريون في العالم على تحديد لمعسكر الاعداء ومعسكر الاصدقاء في سياق العمل الثوري الهادف الى التحرر من الاستعمار او التحرر من الرجعية والتخلف او النضال من اجل الاشتراكية .
وذلك انه لا يوجد حراك سياسي منعزل عن مجمل لوحة قوى الفعل والتأثير في العالم . وامريكا والدول الاستعمارية في صف الاعداء
والعالم يمثل اليوم وحدة اقتصادية كبيرة تتخللها مصالح متناقضة. تقف القوى وراء هذه المصالح في اصطفافات ظاهرة ومخفية مباشرة وغير مباشرة بحيث ان كل حراك يتظاهر بين طرفين ,بين قطبين متناقضين هو في الحقيقة محاط بقوى تدخل كثيرة ,تؤثر فيه وفي نتائجه ,بل انها تستهدف التأثير في نتائجه بما يخدم مصالحها .

وتقف امريكا دوما على رأس معسكر الاعداء وعلى رأس الفريق الذي يستهدف التدخل في الحراكات الدائرة وتوجيهها وحرفها عن مسارها الثوري والتاثير في نتائجها بما يخدم مصالح هذا المعسكر ,وفي ذات الوقت ضد مصالح الجماهير وضد قوى النهوض وضد النهوض والانعتاق الوطني سياسيا واقتصاديا ,ومن اجل حماية مصالح الطبقات الراسمالية والشرائح الراسمالية والقوى العميلة . وقد ناضلت الامة العربية من اجل تحررها على هذا الاساس وهي ترى الامبريالية الغربية والرجعية العربية معسكرا واحدا ومعاد لها ولمصالحها
ان امريكا تتزعم معسكر الاعداء وتمارس دورها بكل ما اوتيت من قوة,تمارس دورها مباشرة بالقصف والتدمير كما حصل في كوسوفو والعراق وافغانستان وليبيا .
وتمارس دورها السياسي والاقتصادي على رأس قوى الاجراءات العقابية والحصار كما ضد العراق قبل وبعد عام 2003 وكما ضد كوبا وكوريا وكما ضد ايران وسوريا اليوم .
وتمارس دورها من خلال قيادة الاعوان الاقليميين والمحليين كما ضد سوريا ومن خلال قطر والدول الرجعية العربية ومن خلال تركيا وغيرها .
ان امريكا في معسكر اعداء الامة العربية وتمارس عدائها جهارا نهارا ومعها المانيا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل ومن تجنده من الدول الاوروبية والرجعية في العالم.كانت كذلك وهي كذلك الآن!

الثقافة القومية والتقدمية

تميزت حركة التحرر الوطني العربية المناضلة ضد الاستعمار الغربيي تميزت بدرجة من وضوح الثقافة و الرؤيا لمعسكر الاعداء ,وتميزت طلائعها الثورية بمجابهة قوى الاستعمار الاجنبي والقوى الرجعية المحلية معا ,وكانت الناصرية المتزعمة في مرحلتها لحركة التحرر الوطني العربية هي اكثر وضوحا في رؤية معسكر الاعداء واعلنت رؤيتها في العداء (لاسرائيل ومن يقف وراء اسرائيل )وساهمت في تربية ذهنية الجماهير وثقافة الجماهير على ان امريكا في صف الاعداء وان بريطاني وفرنسا كذلك من الاعداء .

وقد شكلت هذه الرؤيا وطرحها المكثف من خلال وسائل الاعلام في ذلك الوقت شكلت ثقافة وطنية مدعومة بالثقة بعبد الناصر والناصرية ,ثم تعمق هذا الفهم اكثر واكثر من خلال طرح القوى اليسارية الحاسم في مواجهة الامبريالية الغربية ,وفي مقدمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي درست المعسكرات في العالم وحددت بدقة ووضوح معسكر الاعداء ومعسكر الاصدقاء .
ان تحديد معسكري الاعداء والاصدقاء ينطوي على مغزى كبير ويتضمن فهم لوحة الصراع ويمكّن من البحث عن عناصر القوة وتجنب الوقوع في الافخاخ ويحمي الثورات من الانحراف ,كما ان هذا التحديد هو من صلب دراسة الواقع الراهن وتشخيصه وتحديد المهام الكفاحية المباشرة والمطلوبة للمستقبل ,وضروري لاستقطاب عناصر القوة ومصادر القوة .
كان المواطن العربي وبحكم معاناته القاسية من جهة وبحكم التثقيف الوطني ,وتصاعد الروح الوطنية في مراحل النهوض ,من جهة الاخرى يدرك ويتفهم مواقف دول العالم ,ومن تجربته الخاصة كذلك ادرك معسكر الاعداء وعلى رأسه امريكا ومعسكر الاصدقاء وعلى رأسه الاتحاد السوفييتي والصين .
واليوم يجد مصفقين لأمريكا وموالين للرجعية العربية بطرائق جديدة ومن قوى جديدة .فما الذي تغير؟

ما الذي تغيرفي هذه الفترة من الزمن؟ :

الذي تغير اولا اللاعبون في الساحة السياسية :
فقد ذهب عبد الناصر وقاد السادات انقلابا رجعيا ضد الناصرية واعلن ان 99% من اوراق الحل بيد امريكا ثم اعلن الصداقة مع شخصيات امريكية ومع امريكا .
والسادات كما هو معلوم استفاد من حرب تشرين ومن التضليل الاعلامي والنفخ الاعلامي بنتائجها ,وعقد اتفاقية كامب ديفد في دار امريكا وباشرافها ونفسها ,ووافق على تكبيل مصر بالمعاهدات وعلى رهن بترول وغاز مصر لاسرائيل وباسعار زهيدة هو وخليفته مبارك الذي سار على نهجه .
وتراجعت قوى الثورة الفلسطينية عن التاثير في ثقافة الامة العربية .واستفادت الرجعية العربية ورجالاتها من الحالة واكدت بشكل متكرر على صداقتها مع امريكا بعد ان كانت تخفي ذلك او تخجل من التصريح به
ان حال الهزائم ,وتكرار الضربات التي تلقتها قوى الامة العربية في لبنان عام 1978 وعام 1982 امام ناظري الحكام العرب ,وبعد ذلك في العراق عامي 1991 وعام 2003 م ,والفشل الذريع لتجربة الحكم الذاتي في فلسطين ,وحالة التراجع التي عاشتها قوى التغيير والثورة في البلاد العربية ,مترافقة مع الحالة الدولية اثر سقوط الاتحاد السوفييتي وتفرد القطب الواحد بزعامة امريكا ,كل هذا بما يتضمنه كنماذج عن العامل الذاتي العربي والعامل الموضوعي كل هذا التغيير مهد للتغيير الموقف من امريكا بشكل علني وصريح من قبل الانظمة العربية الرجعية والقوى التقليدية التي تسير في فلكها .
ان هذه القوى تمتلك فكرا معاديا للتقدم ومتساوقا مع الحالة الرجعية والتخلف .
لم يعد اذن هناك طرقا متصلا بالتعبأة التقدمية والوطنية والقومية التحررية ,ولا بالفكر الثوري اليساري .
وقد اخذ هذا التغيير يصيب عقلية وثقافة الجزء القابل للتضليل من جماهير الامة العربية –ذلك الجزء الذي يشكل مريدي الاحزاب المتساوقة مع التخلف وحالة التراجع ,الاحزاب المستفيدة من الاوضاع الجديدة . والمستفيدة من علاقاتها بالانظمة الرجعية العربية عموما ودول الخليج خصوصا .ان دول الخليج تدفع الاموال الطائلة وتحرف القوى عن مساراتها الوطنية والتحررية .

لقد تغير الفكر والثقافة كذلك :

فتبعا لتغير اللاعبين تغيرت الفكرة والنظرة وتبعتها الثقافة ,وهذا اخطر ما في الامر .
فالتغير الثقافي يؤدي الى نتائج وخيمة تصيب وجود الامة وعزتها وتطلعاتها الى الحرية والوحدة وةالانعتاق .
لقد انزاح الى الوراء شعار مثل شعار الوحدة العربية .وانزاح الى الوراء جزء كبير من شعار تحرير فلسطين لتصبح فلسطين هي الضفة والقطاع وتصبح اسرائيل مكونا من مكونات المنطقة ومكونا رئيسيا ومعترف به في اوساط الرجعية العربية الرسمية ,وتصبح امريكا من جملة الاصدقاء .
ان القوى تلجديدة تجهد نفسها عبر محطات طويلة من اجل ان تتراجع في مواقفها .
اما القوى الدينية فانها لا تحتاج الى كبير عناء لتمرير مواقف متراجعة ومتناقضة مع ما كان سائدا :انها ببساطة لا تحتاج الى شرح طويل انها تحتاج الى الفتوى وهذه ميسورة وعلى كل الصعد .علما ان الفتوى ذات تأثير كبير على الجمهور العربي عموما وعلى جمهور المريدين خصوصا الذين يتشربون الفتوى مهما كانت متناقضة مع ثقافتهم القبلية ومع الفتاوى السابقة
وقد افتى رجال الدين بجواز التدخل الامريكي المباشر وغير المباشر في مسارات الحراك الشعبي العربي الذي انطلق قبل اكثر من عام ونصف .
وايدت الرجعية الدينية التدخل العسكري في ليبيا وهي ترفع عقيرتها ليل نهار تطالب بتدخل "الصديق " الامريكي ليقصف سوريا ويجهز عليها وعلى مافيها من ثروات ومؤسسات,بالاضافة الى التدخل الامريكي الرجعي الحاصل والذي يؤدي الى تعاظم شلال الدم والدمار في سوريا ,وذلك لصالح العدو الاسرائيلي والامبريالية الامريكية والرجعية المحلية وباسم ما يطلقون عليه "حكم الدين "
ان الفتاوى الدينية هي سلاح قوي بيد امريكا وحلفائها وخاصة ان شيوخ السلاطين امثال القرضاوي جاهزين لتقديم الخدمة حسب الطلب .
لقد قدمت هذه الخدمة على شكل فتوى بالهدنة والتهدئة لصالح اسرائيل ,وهي تقدم اليوم لتخلط قطر والسعودية والخليج العربي في صف مساندة "الثورة؟" ومناصرة الحراك الشعبي في البلاد العربية ,ويغلفوا خزيهم وعارهم بانهم يبنون النظام الاسلامي الذي سيمحق اسرائيل وامريكا ويسبي نسائهم كوجبة دسمة ولكنها كاذبة ومضللة

ان الهزائم والمال الرجعي والفتاوى الدينية من الشيوخ الرجعيين .قد تظافرت مع حالة الهبوط الوطني وتراجع القوى التقدمية في العالم العربي ,مما جعل التعامل مع امريكا وخدمة اهدافها وكأنه امر مشروع وعادي ولا غبار عليه .
ان هذه القوى وفي غياب قوى التحرر والثورة تتطبع مع امريكا ومع اسرائيل وعلى حساب اماني ومصالح وتطلعات الامة العربية



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا تقود مجابهة الصراعات الدولية
- عمر مرسي يتدخل في شؤون الحكم
- سيدي الفقيه :الدولة الدينية بدعة لجورج حزبون
- فرنسا تكذب علينا
- عندما لا تكون المرجلة بطولة
- يوم تحرير رام الله
- لا انتقاصمن احترام تضحيات الشعب المصري
- مجدي سعيد والحرب بدماء الآخرين
- مصر بحاجة الى ثورة جديدة
- ارفعوا صوتكم النظام العربي أضاع فلسطين
- موقف الرجعيات العربية من قصف غزة
- المرأة تسوغ ان تكون مظلومة
- شاؤول موفاز ناطقا باسم- الانسانية-؟!
- التطبيع مع اسرائيل اثبات مصداقية المتخاذلين العرب
- فن كتابة القصة أعدتها:غلاء الروح
- هزيمة خمسة حزيران 1967
- جدلية العلاقة بين الحب والغيرة
- الخامس من حزيران 2012
- تصريح باراك حول الانسحاب من جانب واحد
- كلمة الحركة الوطنية الفلسطينية


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - تطبيع العقل العربي لصالح امريكا