فأرضنا ليست سبخة

رحيمة بلقاس

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 11:14
المحور: الادب والفن
    

فأرضنا ليست سبخة!ا


دَعْ الأرض السبخة
تدُقّ طبول الموت
تغْدقُ بطحالب الأرزاء
رطوبة الكلام ..زُجَاجٌ مهشّمٌ
نُدُوبُهُ تُوشِمُ الخطايا
حوارُهُ شظايا
سنابك الإثم تصفّقُ للخراب


رؤوس بين المطرقة والسّندان
الحدّاد يطرق الحديد
يعلن الحداد
يذيبُ اللهب
يتطاير مع الريّاح
لينهمر كما الثلج لظى
تحرق الأوطان

سدفت الأبصار
هطر الفقير الأندال
عرق الجبين ذهب سدى
مع السّراب
يتهطرسون بالهبات
حزروها نعم بسخاء


عسعس الليل
تعسعست الذئاب
عصلجت الأيام
الغَشَمْشَمُ عاتَ الفساد
أسَدٌ يموء كما القطط الجياع
غشمر يغْبِجُ الدماء
تغَدْمَرَ يحسب أنّه الضرغام
يزأر في وجه عُزَّلٍ
بلا سلاح


جزَّ الأعناق يوم العيد
ولا مِنِ احتجَاج
استباح المدى
غبثَ الماء بالنسغ
نمَّغَ البحار والأنهار
توشَّنَ الماء الزُّلالِ


هَكَعَتِ الدَّيَّاجي
تتراقص بالورى
تهَارُشٌ وَهَلَعٌ
الأطفالُ هَقّوا
في أزقَّةِ الظلام
وعيونهم تُنْشِدُ السلام
صمتُ الطُّرُقات
والغدَدُ الدامعة
تستجدي النواميس الخرساء

نُفَتّشُ عَنْ مُقَلٍ مجرمةٍ
تورَّطَتْ بالهوان
لبست ثوب الإنحدار
أشعلت الصراع
بمجرّات الزَّمان

رضابُ القنا
أحمرٌ يُوَزَّعُ بأرائِكِ الغياب
تحتضر أهدابُ الأرواح
السعير أوْرَقَ بالإِعْصَار
أعْلَنَ موسم القطاف
يَجِزُّ الأضواء
ونجومَ الشّهامَةِ والأحرار


قد نموت بساحات الأسفار
وندفن بعيون الأسداف
لكن نتسلل كما الرقطاء
لنحكم القبض
بأعناق الجبناء
اُقتلونا!ا
أَبِيدُونا!ا
فأرضنا ليست سبخة!ا
هِيَ وَدْفَةٌ خضراء!ا
فَأَرْحَامُنَا تُنْجِبُ الأزهار
تنثر العطر بالأرجاء

بقلم رحيمة بلقاس
8-7-2012
سلا -- المغرب

#رحيمة_بلقاس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل