أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - ماركة!!














المزيد.....

ماركة!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 11:39
المحور: المجتمع المدني
    


مثلُ معدمٍ، كساهُ الفقر والعوز والفاقة جلداً، تربكه بحبوحةُ عيشٍ وقعت عليه مصادفة، يصيبنا الفرح بالرعب من مقبل أيامٍ قد تخبئ حزناً وشقاءً وتعاسةً. وكما يعجز لصّ، تتربّص به أعين ترقب حركاته وسكناته، عن إنفاق مال سرقته يداه، نكتمُ أيّ ضحكةٍ تباغت خزين دمع لا ينضب في مآقي العيون. الحزن والبكاء وشلالات الدموع ـ عبر التاريخ ـ ماركة تشير إلينا، والسبب الذي جعل بلاداً شحيحة المطر تجري في وديانها كلّ هذه الأنهار. لهذا لم تكن بالسيّاب حاجة لإجابة حين سأل بويب: أغابة من الدموع أنت أم نهر؟ لأنّه يدرك ما نعرفه منذ الأزل.. يعي أنّ أنهار الوطن غابات من دموع الأرامل واليتامى.
عدا عن المواظبة على أعمال توفر أسباباً للعيش، نحرص حرصاً بالغاً على حضور مآتم لم تعد تستوعب أعداد معزّين يجد بعضهم نفسه خارج سرادقها. في سرادق المآتم جوّ أليف اعتدنا طقوسه وحفظناها عن ظهر قلب، فطره الكمد والحزن.. لا حاجة بنا لبطاقات دعوة، ولا يوقفنا مَثَل قرّر أنّ من يأتي من دونها سيجد نفسه على الأرض المغبرة بلا فراش.. بطاقات الدعوة ابتكرت في الأعراس لإحراج مدعوين ليست بهم قدرة على الفرح، ولإسقاط أيّ عذر لغياب محتمل.. في سرادق المآتم لا يعاني المعزّون قلق (دفّان) تمنّى لو لبس وجه شاعر وسمته الكآبة، في حين يعجز المدعوون إلى الأفراح عن اقتناء وجه ينبض بالبِشْر والحبور!!
في بلاد أخرى غير بلادنا، يندر أن تجد مكتئباً حزيناً، فالمقدرة على كبح الأحزان والاستمرار بالحياة رباطة جأش وصلابة يحثّ عليها مجتمع موقن أن دوران الأرض لا توقفه سحب الهموم.. مجتمع يبتدع أفراده كلّ يوم أعياداً وأسباباً للفرح. وفي حين تمتلئ تقاويمنا بتواريخ الوفيات وذاكرتنا بصور الفواجع والمآسي، فإنّ ذاكرتهم لا تنسى تاريخ ولادة أو موعداً لعيد. السيّاب وجد نهره غابة دموع، وتشارلي شابلن أيقن أن يوماً بلا ضحك، هو بكلّ بساطة وإيجاز، يوم ضائع!!
نهدر الحياة بحزن نرثه ونشربه مع حليب الأمهات وشقاء الآباء، ونضيّع العمر ترحالاً في تذكّر الراحلين.. أقصى ما نأمله مأتم يحتفي بموتنا، حتى إذا باغتنا عيد، طمرنا فرحه وبهجته في قبور أحبتنا!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقرأ.. تنجُ
- أبو العلوم!!
- أميّون بشهادات جامعية!!
- بخيخ!!
- نداء البنفسج
- يُتم الكتب!
- المستبد العاجز
- الخابط والمخلوط وما بينهما!!
- أزمة ثقة!
- حمير بلا.. دي
- اخترْ ساعة مرضك!
- قمة بامتياز!!
- تيه...
- حلم ساذج!!
- رصاص الربيع الطائش
- هيّا بنا نضحك!!
- بعض الأطباء قفّاصون!!
- يا ليتنا بلا حكومة!!
- بلي يا بلبول!!
- المحاصصة في قبضة العدالة!!


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - ماركة!!