أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - بلي يا بلبول!!














المزيد.....

بلي يا بلبول!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 10:02
المحور: كتابات ساخرة
    


يصدف، كثيراً، أن نلتقي أحد أصدقاء الطفولة، أو زميلاً من أيام الدراسة، أو شريك قصعة وخندق تقاسمنا معه "صمونة" الجيش اليابسة في أثناء حروب، ذهبنا إليها تفضيلاً للموت برصاص الآخرين على الفناء برصاص "الرفاق". وبرغم ظلام وقسوة تلك الأعوام التي طبعت على أجسادنا وأرواحنا ندوباً عميقة وجراحاً غائرة لا تندمل، فإننا نستذكرها بحنين وشوق، متمنين بلهفة لو إنها تعود. فتلك كانت أيام.. خير!!
نروي بدقّة عجيبة تفاصيل محطات البؤس والشقاء والفقر والألم، فتتحول أقسى المواقف وأصعبها ـ بسحر الاستذكارـ إلى سعادة لا توصف وأمل مستحيل لنحياها مرّة في إثر مرّة، من دون أن ننسى الدعاء لها بالرحمة، حتى ليخيل اليّ ـ أحيانا ـ أن أغلبنا لا يحيا حاضره بل يعيش على مخزونه المترع من الماضي. الأحياء من حولنا لا يثيرون اهتمامنا وحبنا ورعايتنا إلاّ حين يرحلون عنا فنبكيهم دماً ويقتلنا الشوق اليهم!!
لعل ذلك ما يفسّر سلبيّتنا ولا مبالاتنا بما يجري حولنا. نقف ساعات طويلة في زحامات الشوارع من دون غضب وتبرّم على ساعات العمر التي تذهب سدىً.. نترك الآخرين يشكّلون حاضرنا ومستقبل الوطن من دون أن نبادر ـ مرّة ـ بإزاحة حجر يعترض الدرب إلى الغد.. ندفن أعزتنا ونقيم مجالس العزاء بعد كلّ موت يزرعه القتلة في طرقاتنا، ونوثّق بأجهزة التسجيل "الختمة" كي نبكي، كلّ يوم، فقيداً ما شبعنا من رؤيته.. نتسابق الى "فواتح" الأقربين والأبعدين، ونتلكأ عن حضور الأعراس، فالفواتح فرصةٌ للعيش في ماض تولّى، وشَينٌ نعرفه خير من زين نجهله، والأعراس حياة تومئ بمستقبل نخافه ونخشاه!!
منذ أن تشكّلت الدولة العراقية الحديثة ونحن نلعن كلّ سلطة تحكمنا من دون أن نلتمس في أنفسنا امكانية التغيير.. في المَلكيّة جرفنا الحنين لأيام (العصملي)، وفي الجمهورية بكيناً على الملك المغدور، وتحسّرنا على طيبة وتسامح (أبو اذان) في انقلاب شباط، وأقام بعضنا مزاراً لطاغية العراق الأكبر بعد التغيير، وشكا آخرون رحيل الاحتلال.. في جلّ محطات تاريخنا لم نبتكر لحاضرنا ومستقبلنا حتى عَلَمَاً ونشيداً وطنياً يمكننا أن نفخر بهما كما فعلتْ أمم وشعوب أخرى.. ما زلنا منذ 2003 ننتظر من يبتدع لنا عَلَماً ونشيداً يفرضهما علينا لأن مشرّعينا لم يتفقوا إلاّ على ترحيل البتِّ فيهما كما رَحّلوا كلّ مشروع قانون تمسُّ الحاجةُ إليه. قد نضطر لنفعل ما قام به الفنان التشكيلي حافظ الدروبي حين لم يجد نشيداً وطنياً يقرأه وفد الكشافة أمام هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي فقرأ بصوت عال أمام المنصة:
بلي يا بلبلول.. ما شفت عصفور، وجموع الكشافة والحاضرين يرددون معه بحماسة... بلي، بلي. ويبدو أن هذا (النشيد) هو خير مخرج لمشكلتنا المستعيصية فيمكن أن تتفق عليه جموع العراقيين، لأنه ينتمي إلى أيام الخير أولاً ونحفظه جميعاً عن ظهر قلب ثانياً ولا يمكن لأحد أن يعترض عليه طائفياً وعرقياً ثالثاً!!




#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاصصة في قبضة العدالة!!
- بين مخفرين!!
- إنصافاً للمعلم!!
- من يقرأ .. لماذا نكتب؟
- وطن بين احتلالين!!
- ديك منتصف الليل!!
- لوبي كويتي!!
- الأوطان للنحل لا للأرانب!!
- السلام عليكم!!*
- صفقة خاسرة!!
- احترم تُحترم!!
- حذار من الخرنكعية!!
- فوتو شوب!!
- لا مبالاة!!
- جا متردلي!!
- خمر حلال!!
- حنين!!
- بكى لوريا!!
- بين برلمانين
- خسارتهم ربح!!


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - بلي يا بلبول!!