أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - الوطن في شاهدة قبر يحيى السماوي...















المزيد.....

الوطن في شاهدة قبر يحيى السماوي...


واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 22:31
المحور: الادب والفن
    


الوطن في شاهدة قبر يحيى السماوي ...

لي الآن سبب أخر
يمنعني من خيانة وطني..
لحاف سميك من ترابه
تدثرت به أمي ..
بهذا التصوير الرائع والفلسفة الجريئة ابتدأ الشاعر يحيى السماوي علاقته مع الوطن إلام , مشمرا عن ساعديه وهو يعبر الحدود والأقاليم والقارات ليكون صاحب القضية الأولي التي لا تموت مادام هناك من يبحث عن قتل الأطفال والأمهات في بلده الجريح معتمدا الأسلوب النثري الجميل في الجملة الاسمية الموشاة بأجمل الاستعارات والكنايات التي تعني الكثير ,والتي لعبت دورا فاعلا في تغذية الإيقاع الموسيقي في القصيدة النثرية ما جعلها مستساغة سهلة الجري على اللسان منسابة كانسياب الماء على شفى الفرات العذب .
وهنا يذكرنا الشاعر السماوي بالأسباب التي تمنعه من خيانة وطنه الذي وعلى ما يبدو هو سبب تعاسته وشقائه في هذه الدنيا التي لم يكن ذنبه أن يتحمل كل هذا العناء والشقاء منذ ان حمل هم الوطن على اكتافه مهرولا باتجاه الحدود وطريق اللاعودة هناك ليبني عشه بعيدا عن عيون اللصوص وبطش الطغاة وعيون الوشاة والجواسيس وحسد الحاسدين فكان أجمل ما صور وأروع ما صنع حينما ابتدع الفن والغرض والقصة والموضوع الجديد مغردا خارج سرب المذعنين .
خلق الشاعر إيقاعا بحرف المد الياء واستعار" فأس الموت" للدلالة على الاغتيال المفاجئ واقتلاع الأرواح رغما عنها في أجمل صورة تناسل صوري الذي عودنا عليه شاعرنا الكبير السماوي واصفا في المقطع الثالث فراق والدته الذي حكم عليه بالموت وصار محكوما بالحياة .
ووردت لفظة "وطني"في أربعة وثلاثين موضعا في مجموعته الشعرية هذه وهي دلالة على تعلق الشاعر وحبه الكبير لوطنه الأم العراق كما وردت لفظة "أمي" ثلاثين مرة في مواضع مختلفة وهي أيضا تعلق منه بالأم التي تعني له الوطن وكل شيء في حياته والتي آسف لفراقها ووفاتها حزنا وآلما وشوقا عليه .ووردت لفظة "الطفل بمشتقاتها في عشرين موضعا كانت دائما ما تعبر عن الحنين إلى الماضي والشوق إلى أيام الطفولة العفوية واللعب مع أبناء الجيران أو حنين إلى الأم التي حرم الشاعر منها زمنا دون ذنب كما عنى الشاعر بها الأسف على أطفال بلده وحزننا عليهم وهم يقتلون ويشردون ويهجرون دون ذنب او جريرة ارتكبوها بعكس أطفال العالم الآخرين .
كما وردت لفظة" النخلة" في احد عشر موضعا مختلفا وكان دائما ما يرمز ويعني ويستعيرها لإغراض الشموخ والعطاء والبقاء كونها راسخة الجذور ووافرة العطاء وشامخة الرأس مهما مرت بها عواتي الزمن في إشارة منه إلى انه مغترب في المنفى إلا إن جذوره موجودة في بلده العراق وهو الحال أيضا بالنسبة إلى لفظة "الطين" التي وردت في ثمانية مواضع من قصائده للدلالة على تعلق الشاعر بأرضه المعطاء الخصبة وتشبثه بها وهو اعتزاز كل مغترب إلا انه بالغ في ذلك لشدة ولعه وحماسه وحبه وحرصه على وطنه فالتكرار اللفظي او المعنوي كما نعلم يزيد من التأكيد والبلوغ واليقين ,إضافة إلى الجوانب البديعية الفنية التي يضيفها على الإيقاع الداخلي والخارجي في القصيدة ما يزيد من عذوبة موسيقاها ,إذن الشاعر السماوي احتال حتى على مشاعره الخصبة وأوهمها حينما صور لها انه وقف عند حد معين من الوصف والتصوير وانه نضب ما عنده من متاع إلا انه فاجأها كما فاجئنا بأنه شلال العطاء المتدفق الذي لا ينضب والبركان الذي لا يهدأ والينبوع العذب المتدفق دائما بالحب والتفاؤل والأمل .
من خلال استعاراته الجميلة وكناياته الموجعة والدقيقة وتضميناته التراثية الأصيلة واستعمالاته اللغوية والنحوية والبلاغية التي برع بها وأجاد فهو كالمقاتل الذي لا يهدأ له بال إلا وان ينقض على فريسته تماما وحسن ما فعل
وما أمتع إسماعنا وألهب مشاعرنا ودغدغ عواطفنا به هو ذلك التنغيم والتلوين الإيقاعي المتدفق بالتكرار اللفظي والمعنوي والتضميني والرمزي والتصوير والتوليدي الذي خلق جوا متجانسا بمختلف الفنون والأغراض والأدوات فجاء تعبيره صادقا ناصعا لا غبار عليه كما نلمسه في حديثه عن الوطن الأم :
مقطع-1-

1-لي الآن سبب أخر
يمنعني من خيانة وطني

2- لأنه يذكرني بجعجعة القادة
الذين أضاعوا الوطن
وشردوني ..

3-إذا كان يحمل الوطن على ظهره
وعلى رأسه

4-عباءتها الشديدة السواد
وحدها اللائقة علما لبلادي
فيها تفاصيل الوطن

5- والرذيلة على الفضيلة
واللصوص على الوطن
والأمركة على العراقة
فهل ثمة من يلومني

6- أعيدوني إلى الزنزانة
وأطلقوا سراح وطني .؟

7- لصوص هاربون من وجه العدالة
أهذا وطن ؟!؟!
أم مكب نفايات بشرية ؟؟!!

8- آه..ما أوسع وطني
كيف اتسع
لكل هذه المقابر الجماعية .؟؟ٍ
9-آه ..ما اصغر وطني !!

10- الساسة الكبار ينصبون شباكهم لاصطياد الأوطان
11- إن زنزانة أغفو فيها آمنا
لأوسع عندي من وطن
لا أمان فيه !!

12- إذا كنت مفقوء العين
في وطن أضحى مرعى للملثمين ..

13- الحقائب المدرسية من ظهور الأطفال
وخونة الوطن من الحبال
الحبال المتدلية ..
من سقف الصفحات السوداء
في كتاب التأريخ ..

14- فكيف إذن نسمي" المنطقة الخضراء "
تلك الطعنة السوداء
في جسد الوطن الأبيض ؟؟ّ!

15- كلما ازددت اقترابا من الله
ازددت ابتعادا عن الوطن ؟

16- عساني اصنع وطن
يتسع جثتي

17- الشعير أكثر جدوى
في الوطن الإسطبل !!

18- تركت الوطن وديعة
عند السيد الزمن !

19- العراق عجل الله فرجه متى يخرج من البئر ؟؟!
فيعود الخبز إلى المائدة
والخضرة إلى الحقول والزورق إلى نهر الضوء الصوفي ..
والأمن إلى البيوت ..
والمشردون إلى الوطن ..


20- وطني ليس زائدة دودية ..
لماذا يريدون استئصاله ؟؟!

21- وحده الوطن من هاربين
لم نوقض السيوف من سباتها ..
والمروءة من خدرها ..

22- من أين لوطن الغريق
بلوح خشبي ..أو طوق نجاة ؟؟
آما من جواز سفر مزور
لوطن رءوم ..؟؟

23- سابقى خائفا على وطني
طالما بقي في "قصر الخلافة "
سياسي فاسد واحد..

24- على وحشة وطني المستعار
بهديل القصيدة
ترى ...بماذا استعين
في حربي ضد نفسي ؟؟


25- قلبي الذي دفنت فيه وطني
وطيور أحلامي القتيلة


26- في حضرة الوطن
استغني عن أبجديتي
فاكتب بدمي
أو
دموعي

على ماذا يتقاتل الدهاقنة الصغار ؟!!
حينما المحتل
لم تترك
من سمكة الوطن
غير الزعانف ..
ومن الحقل
غير التبن !!

27-وبيارق للذائدين عن الوطن ..
فلا غرو إذن لو نعقل غراب
وهو يرى سواحل قلبك
مزدحمة بالنوارس


28- فانصب خيمتك داخل جرحك !
ما حاجتك لوطن
إذا كنت مملكة للمحبة
وجبينك عاصمة للنقاء

29- لا تطيق استنشاق الذخيرة الحية
في الوطن الميت


30-اغسلوا الوطن بدم أبنائه !!





#واثق_الواثق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية المصطلح البلاغي
- ااشكالية الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي..
- ماجدة غضبان ..هواجس امرأة شرقية في قصائد ممطرة ...
- اشكالية الصراع العقلي في العراق
- اسلوب الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي
- اشكالية التلوث في العراق والعالم ...
- اشكالية الصحفي الحكومي
- اشكالية التعليم في العراق..
- اشكالية النظام القبلي
- اشكالية الثقافة والثقة ..
- اشكالية العقيدة ...
- الخط المستقيم
- اشكالية النفس الانسانية
- الصحفي الحكومي
- اشكالية الخطاب السياسي الحاكم
- ايها الوطن
- كلماتي بربرية ..
- الا ... تسمعين ..؟؟
- لحظة عناق ...
- الاتسمعين ..


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - الوطن في شاهدة قبر يحيى السماوي...