أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - استقلال الشخصية2














المزيد.....

استقلال الشخصية2


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3779 - 2012 / 7 / 5 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن إطلاق الحرية للأشخاص سبب اساسى في تكوين أرائهم وفى التعبير عنها بلا تحفظ بل تساعد هذه الحرية في إبراز الآراء من حيز الفكر إلى حيز الفعل، إن استقلال الشخصية تعد من أركان صلاح المعيشة وتكون العواقب وخيمة على الإنسان إذا تم تقييد هذه الحرية فالعواقب ستصيب الإنسان من الوجهة العقلية والأدبية إذا لم تمنح للإنسان تلك الحرية أو إذا لم يقرر حقه فيها،
ويجب على القانون والراى العام عدم اعتراض هذا النوع من الحرية (استقلال الشخصية) ما دامت هذه الأفعال لا تمس الغير بضر راو بخطر وهذا الشرط مهم وضروري إذ لا يوجد من يقول بان حرية الفعل ينبغي إن تكون بقدر حرية الراى بل إن الآراء نفسها لتفتقد حرمتها إذا كان التعبير عنها يقع في ظروف تجعله تحريضا على ارتكاب عمل مضر بالآخرين، فكل عمل مهما كان نوعه من شانه إيذاء الغير بلا مسوغ يجيز بصبغة عامة تدخل القانون لمنعه..
فعند هذا الحد ينبغي إن تنتهي حرية الشخص إذ لا يجوز إن يكون الإنسان مضر بغيره ولكن إذا كان الإنسان لا يتعرض للغير فيما يختص بنفسه دون سواه فالأسباب التي توجب إطلاق الحرية للآراء توجب أيضا إطلاق الحرية لتنفيذ هذه الآراء ما دامت عواقبها مقصورة على صاحبها فقط ومادام تنفيذها لا يؤذى الغير..
وبم أنا الإنسان غير معصوم من الخطأ بل وأفكاره لا تشتمل على كل الحقيقة وان اختلاف الآراء ووجهات النظر ليس من الأشياء الضارة بل على العكس قد تكون مفيدة في معظم الأحيان مادام الناس عاجزين عن الاحاطه بجميع اطراف الحقيقة فلذلك يحسن إن يكون ثمة اختلاف في الآراء وأيضا سبل المعيشة وان يفسح المجال للحريات مالم تكن فيها إضرار بالآخرين وان تطلق الحرية للإنسان كي يثبت بالتجربة والاختبار قيمة كل أسلوب من أساليب العيش وهذا يمكن شخصية الإنسان في إبراز نفسها وإظهار استقلالها فانه مادام رائد الناس في حياتهم وسلوكهم هو عادات الغير وتقاليد الغير دون أخلاقهم الذاتية وطباعهم الفطرية فقد انعدم من السعادة البشرية لان تقاليد الغير وعاداتهم هي إلى حد كبير دليل على ما تعلموه من تجاربهم فهي جديرة بالاحترام ولكن هذه التجارب قد لاتكون واسعه شاملة أو ربما قد يكونوا اخطئوا في تأويلها أو قد تكون صحيحة في التأويل ولكنها غير مناسبة لنا وللظروف التي نعيشها ومن المعلوم إن العادات والتقاليد إنما شرعت للظروف المعتادة والأخلاق المعتادة ولا يبعد إن تكون ظروف الفرد أو أخلاقة خارقة صحيحة وأنها مناسبة لظروف الفرد واخلاقة ومن الخرق مع ذلك إن يجرى الإنسان على مقتضاها لمجرد كونها عادات فان ذالك لا يغرس في نفس الفرد شيئا من الصفات التي تميزه عن سائر مخلوقات الله فالله عز وجل اختص الإنسان بالإدراك والفطنة والتمييز والتفكير والعاطفة كل ذالك لا يظهر له اثر إلا عند الاختيار والمفاضلة إن الإنسان الذي يفعل شئ لان العادة جرت به لا يستعمل ملكة الاختيار ولا يستفيد شيئا من الخبرة في سبيل معرفة الخير وإدراكه إن الإنسان الذي يفوض إلى الناس باختيار طريقه في الحياة إذن أين قيمة الإنسان باعتباره مخلوقا ادميا وما الفرق بينه وبين القرود أعنى ملكة التقليد، إن الإنسان لا يحرز النبل والشرف ولا يستحق الإعجاب بالمثابرة على محو ما فيه من صفات، بل بتنميتها وتربيتها وبذلك تستفيد الحياة من شرف الأحياء وعلى قدر ارتقاء شخصية الإنسان تزيد قيمتة وفائدتة لنفسه وبالتالي يصير قادرا على زيادة قيمته وفائدتة لغيره
لو كان الناس يدركون إن إطلاق الحرية لنمو الشخصية هو أهم ركن في إصلاح المعيشة فالحرية الشخصية شرط ضروري لتحقيق الحضارة والتربية والتهذيب فاستقلال الشخصية قيمة جوهرية



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا أيها القضاة
- الإخوان المسلمين ومشروعهم السياسي كيف سيسهم الإخوان في بناء ...
- -روح الثورة -
- ثورة ومعاناة
- استقلال الشخصية
- الدولة المدنية إشكالية المفهوم
- إشكالية مبدأ المواطنة (1)
- أهمية مكارم الأخلاق
- الإيمان وعلاقتة بالعقل والمنطق
- ثقافة الاضراب
- لصالح من إهانة الشعب المصري ؟
- صناعة الظالمين
- الحرية و الأخلاق
- حقيقة التسامح مع الآخر
- بحثا عن الإنسان
- حتى يكون النقد بناء
- حاسبوا ولا تحاسبوا
- انتظروا إنا معكم منتظرون
- أصدقاء الغباء
- لقد كنت دائما مفتونا بالغباء


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - استقلال الشخصية2