أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - الحرية درجة عليا في سلم الرقي الحضاري














المزيد.....

الحرية درجة عليا في سلم الرقي الحضاري


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 01:20
المحور: المجتمع المدني
    



الحرية مصطلح شمولي يضم بداخله انواع كثيرة من الحريات وكل نوع يمثل قيمة خلقية او مبدأ او فلسفة حياة او منهج
ونضرب على سبيل المثال : حرية الرأي وحرية التعبير وحرية المعتقد وحرية السلوك الشخصي وحرية المعيشة وحرية التملك وحرية التصرف بالخصوصية كاللباس او النوم او الشرب او الخروج او الدخول من مكان المعيشة وحرية الشراكة كاختيار شريك الحياة مثلا او الصديق او العشيق او الحبيب
وهناك حرية الانتماء وحرية المواطنة وحرية النسب وحرية الاجتماع وحرية الانضباط وحرية الالتزام وحرية التأقلم وحرية التعليم او التعلم وحرية الثقافة وحرية الاعلام وحرية التفكير وحرية المبدأ او المنهج وحرية الحياة ... الخ
وكل نوع من هذه الحريات له معايير وشروط ونظام وقانون وضوابط ومحاذير
وتعتمد هذه العوامل بكيفيتها النظرية والعملية اي التطبيقية على البيئة الاجتماعية والمعيشية بما يتعلق بالاقتصاد والسياسة والمستوى الحضاري العام بمعيار المستوى المعيشي والوعي الاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والتقني والانتاجي
وهنا نقف على الطرف النقيض من الانفلات والتسيب والتنصل من المسؤوليات وممارسة الفوضى والتخريب والارهاب الاجتماعي وممارسة السلبية والتطفل وكل هذا تحت ذريعة الحرية الموهومة او المزيفة تلك الحرية اللتي يبحث عنها الشباب العربي العاطل المغيب المنبوذ المهمش الفاشل المعدم المنحرف في شوارع المدن العربية وميادينها في حراك ما يسمى الثورات العربية ضد الانظمة الاستبدادية
والحقيقة ان ما يحصل هو تحرر من قبضة النظام وفقط عند هذا الحد من المعنى الواقعي لما يحصل
اما الحرية فهي كما قلنا شيء بعيد جدا عن هذا الاجراء وهي تقف على الطرف النقيض تماما
الشعوب اللتي نالت حرياتها بالثورات على انظمتها كالشعوب الاوروبية في عصر النهضة الممتد من القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر كانت قد نضجت فكريا وثقافيا وفلسفيا ومنهجيا وسلوكيا بحيث انها صنعت الحرية كاداة حضارية وجهزتها للعمل كي تستخدمها في آلة صنع الحضارة لترفع من مستوى المعيشة نحو حياة افضل ولكن الانظمة الحاكمة الاستبدادية البروقراطية ذات الصبغة الدينية وقتها منعت استخدام هذه الاداة لانها تسبب لها خسارتها سياسيا واقتصاديا فهي تنزع السلطة من النخبة الحاكمة لتسلمها للشعب وبناء عليه فان الشعب يصبح الحاكم لنفسه ومالك الثروة والمتنفذ بحقوقه الحياتية الكاملة
اذن الحرية في اوروبا صنعت اولا كثقافة ووعي اجتماعي شامل وكأداة حضارية تستعمل لبناء حضارة افضل قبل ان تزاح الانظمة الاستبدادية بل ان الثورة على النظام كانت محصلة تلقائية ونتيجة حتمية لوجود اداة الحرية في ثقافة المجتمع
وبهذا فان الحرية تصنع الثورة وليست الثورة تصنع الحرية انما الثورة تهدف لازالة العقبة اللتي تمنع ممارسة الحرية فان كانت الحرية اصلا غير موجودة في ثقافة الثائر وكانت شخصية الثائر غير ناضجة الى مستوى فهم الحرية او صناعتها وانتاجها من خضم فلسفة حياته وخبرته الحياتية وممارسته للحياة ومعرفته بها وتقنيته لها فان ثورته عاقر كالشجرة اللتي لا تحمل ثمرا وان الحرية اللتي يرفعها شعارا في ثورته ليست سوى تحررا من نظام يحكمه
ان اعمال الفوضى والتخريب والانفلات الامني والاقتتال والتناحر والتخلف الاقتصادي والاضرار الوطنية العامة والخاصة والكثير من الخسائر الوطنية على كافة الصعد
كل هذه النتائج حصلت بعد الثورات العربية الجارية فيما يسمى بالربيع العربي تؤكد على ان الحرية ليست هي الدافع وراء الثورات لانها اصلا غير موجودة في شعوب متخلفة ولم تنضج هذه الشعوب حضاريا بعد لتصبح قادرة على صناعة الحرية في ثقافتها ومنهجها الحياتي
اقول في هذا السياق وبالذات اخص قطاع الشباب الثائر المندفع المتعطش للتغيير والعمل والانتاج والعطاء وتاكيد ثقافة المواطنة والانتماء
اقول لهم اياكم ان تقعو بالوهم بانكم حققتم حريتكم فانتم ما زلتم عبيدا لثقافة اجتماعية مبنية على اسس غيبية بشكل مطلق
ما زال الدين يشكل نظام الحياة الرئيسي وما زال هو مصدر التشريع ودستور الحياة اليومي
ما زالت الشعوب العربية منغلقة على نفسها تقليدية نمطية المنهج والسلوك وما زالت تعيش حالة التقييد الذاتي وعدم القدرة او القابلية على الانعتاق من فكر العبودية والولاء المطلق لله وللحاكم وللشيخ والقائد والامير والملك والسلطان والاب وغيرهم نحو حرية الثقافة والتعلم والتجديد والتغيير والانفتاح والاستقلالية والوعي والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤوليات المعيشية
ونعود الى انواع الحرية او الحريات اللتي تشكل الحرية بمساحتها الشمولية
وبحثنا حاجة الواقع العربي للحريات المطلوبة بالشكل الاولى حاليا كاساس للانطلاق في تحقيق الحرية الشاملة سنجد بان الحريات الضرورية حاليا اهمها حرية التفكير وحرية المعتقد وحرية الراي وحرية الاعلام وحرية المراة اللتي تشمل حريتها في التملك والخصوصية والسلوك والمنهج والتصرف المعيشي والاجتماع والشراكة والتعلم والثقافة والتعبير والانتماء والولاء والمواطنة
واذا تحققت هذه الحريات ستكون اساسا يبنى عليه هرم الحرية الشامل شرط توفر بيئة ديمقراطية ونظام حياة تتمثل به العدالة والسلام
وبعد فترة زمنية كافية لبناء هرم الحرية الشامل في الثقافة الاجتماعية والمنهج والسلوك اليومي ويكون المجتمع قد نضج الى مستوى ممارسة الحرية كاداة حضارية ايجابية بناءة فاعلة على طريق التقدم والنمو والرفاهية والرخاء
تكون الثورة قد تحققت تلقائيا وتكون ثمرة مخاض حضاري كمحطة في طريق التغيير نحو الافضل والتحديث والتطور والنمو والتقدم والرقي
والى هناك نحتاج لاعادة النظر في واقعنا ومجرياته واعادة التركيز والتفكير والتخطيط وتصويب المسيرة ثم تعديل الخطى نحو اهداف استراتيجية ضرورية من اهمها صناعة حرية شاملة بايد عربية واصيلة غير مستوردة او مزيفة



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين يعمل في جسم الانسان فعل المخدرات الخطرة
- تتلاشى الغريزة لدى الانسان المتمدن كلما ارتقى حضاريا
- عندما تحس بالغربة في وطنك وبين ناسك
- ابحث عن انسانيتي في مجتمع يحتقر قيم الانسانية
- الشرف من ارقى القيم الانسانية له اسس فكرية وانتاجية
- الشرف بمفهوم الانسان المعاصر الراقي
- الدين ثقافة من الفكر الغيبي تتلاشى نحو الاندثار
- احب المرأة بمواصفاتها الانثوية الطبيعية
- المبادئ العشرة الاساسية للعلمانية
- جمال الحياة بتنوع عناصرها وتفاعلها الحركي
- الصراع الاسلامي الاسلامي حتمية تاريخية
- لم يخلق الانسان انما تكون طبيعيا
- الله موجود في رأس من يؤمن به فقط
- الحياة الحقيقية منهجها واحد هو العلمانية
- تراجيديا الطفولة في عالمنا العربي
- طبيعتي الكيانية كانسان راقي تتمثل بالعلمانية
- المعرفة تطغى على العقل مكان الايمان بالوهم
- هذا انا علماني لمن يريد ان يعرفني
- افرازات صراع الحضارات في زمن العولمة
- نهاية مرحلة وبداية اخرى في مسيرة الحضارة الانسانية


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - الحرية درجة عليا في سلم الرقي الحضاري