لم يخلق الانسان انما تكون طبيعيا

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 08:53
المحور: المجتمع المدني
    

تفنيد نظرية الخلق واثبات عدم صحتها بخصوص الانسان اذ انه تكون تكوينا طبيعيا ولم يخلق خلقا
وحيث ان المادة المكونة للانسان ذكية بما يكفي لان تتصرف من تلقاء نفسها بالتكوين المتسلسل ضمن معادلة النمو والتمايز والارتقاء متمددة ومنتشرة بتعقيد تركيبي وتنوع كمي وكيفي لا نهائي في محيط الفضاء وبشكل تصاعدي بمسار تسارعي لوجارتمي بالارتباط مع دالة الزمن
------
انا صنعتني الطبيعة بطريقة ( النشأ والتكوين والنمو والتطور والارتقاء والاستحداث والانتخاب والطفرة والتحول والتفضيل والتفرع والتجانس والاستمرارية والتناسل والبقاء والتمدد بالكون والانتشار بالفضاء )
بدأ الانسان من خلية حية ثم انقسمت وتطورت وتفرعت وارتقت الى اعضاء ثم اجزاء ثم جسد ثم تطور تحت قانون الطبيعة في معادلة الاستحداث والانتخاب والبقاء للافضل ثم الارتقاء ضمن معادلة التفاعل الحيوي للكائن المنتج مع عناصر الكون المحيط ( الطبيعة ) واستمر هذا التفاعل المتصاعد بوتيرته الطبيعية المنشأ والمادية التكوين بخصوص الانسان ككائن حي من ضمن الكائنات الحية اللتي لا تحصى على سطح الطبيعة اذ وصل بالانسان خصوصا الى هيئته الحالية بتركيبه الفسيولوجي وتفاعله الحيوي ومستواه الوجودي
وقد اخذت هذه العملية ملايين السنين اذ يقدر عمر الانسان بستة ملايين سنة منذ نشأته ( بذرته الاولى ) على شكل خلية حية وجدت بظرف طبيعي مادي مطلق ضمن حالة ظرفية موضوعية تحتم آنذاك ووقتذاك وجود تلك الخلية ضمن كون وجودي تتوفر به شروط وجود تلك الخلية واللتي تمثل بداية لمسلسل حياة يشكل الانسان عنصرا متميزا بها برقيه التكويني وعلو درجة تفاعله الحياتي مع محيطه الكوني
كل هذا ينفي منطقيا نظرية الخلق للانسان اي ان الانسان لم يخلق بهيئته الحالية دفعة واحدة لانه من الناحية العلمية والتركيبية الحيوية يستحيل ذلك
كما انه من الناحية المنطقية لا يمكن دمج ملايين السنين في فترة ايام تلزم لعملية الخلق ثم ان الخلق يعني ظهور كائن من العدم وهذا ايضا مستحيل لان الانسان عبارة عن جسد مكون من خلايا والخلايا مكونة من عناصر مادية وهذه العناصر موجودة بالكون قبل وجود الانسان وعليه فان الانسان هو استمرار لمسلسل تفاعل كوني مادي مطلق يأخذ مجراه وزمنه اللازم ضمن معادلة الكون والوجود على سطح الطبيعة مكان وجوده
وهنا ربما يسأل سائل يقول : ومن اللذي خلق المادة اللتي نشأت منها الخلية الاولى اللتي تكون منها الانسان ؟
والجواب هو ان نظرية الخلق لا تنطبق على المادة اذ يستحيل من الناحية المنطقية وجود حالة لا مادية فالطبيعة لا تقبل الفراغ بمعنى ان الطبيعة لا تقبل العدم
ولذا فان المادة الاولية اللتي تكونت منها الخلية الحية الاولى واللتي هي ام الكائنات الحية كلها على الطبيعة هي من نتاج مادة قبلها اي ان بداية الحياة بمفهوم العقل البشري هي بداية نسبية تتلاءم مع قدرته على الفهم والاستيعاب المتوفرة لديه بفعل طبيعته التكوينية
وبهذا فان المادة قبلها مادة اذ يقف حد استيعاب الانسان هنا ولئن كان ما قبل المادة شيء آخر فانه من السخف التكهن به لان العقل الواعي لا يستوعبه وان برنامج تفكير الانسان وقدرته على تحليل المعلومات والحكم والاستنتاج غير قادرة كلها على استيعاب ماهو خارج حدود المادة او معالجة المعلومات الواردة منه
ان دماغ الانسان غير قادر على استيعاب اي معلومة او معالجتها قادمة من خارج حدود المادة ( دماغ الانسان مكون من مادة ولا يستوعب شيئا من خارج حدود المادة )
وهنا نقول ان مرحلة ظهور الانسان في الكون تمثل خلية عددية في بحر الاعداد الحقيقية ذات البداية الغير صفرية المدركة والنهاية الغير نهائية المدركة ولكننا نقول ان بداية وجود الانسان هي خلية حية ضمن حدود البحر الكوني الازلي كاصطلاح نسبي لتقريب المسالة منطقيا كي يفهمها العقل البشري
وبهذا الطرح المنطقي الفلسفي والعلمي الواقعي تلغى نظرية الخلق للانسان وتنتفي كل مستنداتها ونقول بناء عليها لا اله والحياة مادة
الانسان كما كل الكائنات الحية في الطبيعة من نبات وحيوان تكون تكوينا ولم يخلق خلقا
وقد نشأ ونما وتناسل واستمر بالبقاء وخضع لقانون الانتخاب والتنحي والتفاضل والارتقاء ضمن قانون الطبيعة من المادة وهي عنصر التكوين الوحيد للكائنات الحية بمجملها
الانسان ضمن هذه المنظومة ما يميزه مستوى رقيه في تكوين جهازه العصبي حيث مستوى الوعي المتمثل بالاحساس والادراك والتمييز والفهم والاستنتاج والمطابقة والقياس والبحث والاستكشاف والتخطيط والابداع والقرار والفلسفة والمنهج والبرنامج ثم الفكر الجمعي التنموي الابتكاري المتسلسل الواعي
الانسان ككيان جسدي وعصبي ونفسي يعتبر ارقى الكائنات الحية تكوينا وتطورا ولذا فانه يتربع ملكا على عرش مملكة الحياة على الطبيعة
ولئن امتلك القرد او الكلب او الحمار نفس المواصفات التكوينية اللتي يمتلكها الانسان لكان هو ملك الحياة على الطبيعة وكان الانسان في حقيقة امره مجرد حيوان له درجته التقييمية في سجل الكائنات الحية في الطبيعة ضمن تسلسل الرقي
واخيرا نقول بان نظرية الخلق مجرد وهم مبتكر في راس انسان جاهل للحقيقة وغير مدرك وفاهم لمعادلة الحياة اللتي تحكم وجوده
وبعد كل هذا ما زال الانسان يكتشف ويتعلم

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات