أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - سندريلة الزمن الأخير - قصة قصيرة














المزيد.....

سندريلة الزمن الأخير - قصة قصيرة


ماهر طلبه
(Maher Tolba)


الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 20:03
المحور: الادب والفن
    


سندريلة الزمن الأخير
انتبه الأمير الفحل من نومه .. تقلب فى سريره الحريرى ، لفت انتباهه أن الجهة الآخرى من السرير فارغة .. سأل نفسه .. " تُراها أين ذهبت ؟! " .. مد يده يتحسس مكانها .. كان الدفء وبقايا لقاء الأمس تشعل المكان ، واصل رحلة البحث بيده .. تحت "المخدة" وجده .. كان قد تعمد أمس حين تخلصت من القطعة الأخيرة من ملابسها أن يدسها بيده تحت " المخدة " ... أطمأن قلبه بعض الشئ ، فلا يمكن أن تكون قد ذهبت دون هذا .. ربما هى الآن فى مكان ما فى القصر ، تفتش حجراته ، تلهو عبر ممراته ، تتريض فى حدائقه .. عاد إلى جسده الكسل الجميل ، تسللت إلى أنفه رائحة الأمس .. عطرها الفواح ، الماء المتدفق من مجاهل التاريخ يحمل ذكرى " كن " الأولى والكون الأول .. انتعش داخله بأمل تكرار ما حدث ليلا .. الحياة التى نبضت فجأة .. تقلب فانزاح الغطاء عنه .. ظهر عريه .. قطعة لحم بلا ملامح أو تفاصيل .. عاهة كل أمير .. غادر الفراش متكاسلا وهو يهتف باسمها " المجهول " .. الصمت يرمى غطاءه على المكان ، يقهر ضوء الشمس الواصل إليه عبر نافذة الحجرة ، يتسلل كأنه ثعبان يقرص الأمل النابض فى القلب ، الرغبة المتدفقة فى العثور عليها .. تأكد مما فى يده .. " لابد من أن تكون هنا .. " .. " كيف تنصرف دونه ؟! " .. تحرك مبتعدا عن سريره .. نظر صورته فى المرآة .. لعن فى سره عاهة كل أمير .. فتح باب الحجرة وتحرك خارجها .. لا صوت ينبئ بوجود حياة فى هذا القصر الذى كان ينتشر الموت فى حجراته وممراته وحدائقه حتى مساء الأمس حين طارده صوتها الجميل حتى فى بوحها بلحظات الألم اللذيذ .. كان سيجن .. لم يكن يعلم أن الحياة يمكن أن تتفجر هكذا من خلال الجسد البشرى ، أن كل هذه الضوضاء توجد بين العظام واللحم .. " أين ذهبت ؟!" .. تأكد مما فى يده .. لم يخدعه الحلم .. له ملمس جسدها .. رائحته رائحتها .. فتح باب الحجرة الأخيرة فى القصر .. رمى اليأس عليه ثوبه .. غادرته حتى الرائحة ..
فتح الباب وهتف باسم البواب .. سأله .. متى غادرت ؟ .. هل تركت له رسالة ؟ .. هل قالت أنها ستعود ومتى ؟ .. لم تريحه إجابة البواب .. لم ير .. خارجا أو داخلا منذ جلس ، لم يُفتح الباب منذ دخل هو أمس ، لم يطرق الباب رائح أو غاد .. الموت مازال يفترش المكان .. تركه وأغلق الباب .. تأمل ما فى يده من جديد .. الملمس والرائحة .. هى كائن حى ، ليس حلم ليل .. ليحسم الأمر أرتدى ملابسه ، وضعه فى جيبه الداخلى .. تأكد مرة أخرى من الملمس والرائحة ، سيعيد رحلة الأمس من بدايتها .. سيزور كل مكان وصل إليه أمس ، يتشمم كل الروائح لعله يهتدى ، سيرفع عن كل من يقابلهن الثياب حتى يتأكد أن هذا ليس لها ، وأن هذه ليست هى .. لن يدعها تفر هذه المرة ، لن يدع الضوضاء والصرخات المبحوحة تغادره هو أو قصره .. شد الباب خلفه فى عزم ، انغلق الباب محدثا صوتا مفزعا .. انتبه .. انتبه الأمير الفحل من نومه .



#ماهر_طلبه (هاشتاغ)       Maher_Tolba#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سندريلا وزمن الحواديت - قصة قصيرة
- لقطات زوجية - قصة قصيرة
- المتأخلق وقصص قصيرة جدا اخرى
- سندريلا - قصص قصيرة جدا
- حسان والحمار
- آخر أحلام الفتى .. الطائر - قصة قصيرة
- حلم رأس سنة - ق ق ج
- ما بين النتيجة وبينى _ قصة قصيرة
- جن بن لادن - ثلاث قصص قصيرة جدا
- الجلد والسيف / ثلاث قصص قصيرة جدا
- ابن لادن - ثلاث قصص قصيرة جدا
- ذئاب - ثلاث قصص قصيرة جدا
- حكاية أول رقبة طارت
- اين اذهب هذا المساء ؟
- دهشة - ثلاث قصص قصيرة جدا
- غُربة
- رايح وجى / ما حدث لى حين ركبت الطبق الطائر
- حرامى
- الشارع الذى ينزف دما
- هروب


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - سندريلة الزمن الأخير - قصة قصيرة