أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بابلو سعيدة - الحروب الغرائزية














المزيد.....

الحروب الغرائزية


بابلو سعيدة

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 20:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد أنّ اكتشف الإنسان النار . وصنع الأدوات . ودجّن بعض الطيور والحيوانات . وبذر الحبوب وعمّر المكان أوجد التأريخ " الزمن " وشكّل العائلة والمجتمع الريفي والمديني ، ومن ثمّ اضطرّ إلى نقل الصراع الدموي مع مملكة الحيوانات المفترسة إلى داخل مملكته بسبب الفجوة الرقمية في المداخيل . ويبقى المراهقون في الداخل والقادمون من الخارج رفداً دائماً للحروب الغرائزية.
وخلال الانتخابات السلمية والحروب الغرائزية تعتمد الطبقة الثالثة " الشعب " ثلاثيتها الفُضْلى " العائلة ــ الحيّ أو العشيرة ــ الطائفة أو الدّين " . وهذا يرجع إلى تغييب " القانون ــ العدالة ــ الانتماء الحزبي الطبقي " وإنّ الرغبات الغرائزيّة البيولوجية والجشع إلى توسيع الملكيّات، والظمأ إلى السلطة ، وصراع المصالح بين طبقة واخرى تودّي مجتمعة إلى اندلاع الحروب الغرائزية حيث يوضع العقل جانباً وتنبعث الانفعالات والثأريّات والتعصّبات الدينيّة / المذّهبيّة/ المناطقيّة / الأجناسيّة . وتوضع الحواجز الثابتة والطّيارة. ويُقتل الإنسان على لهجته واسمه ولون بشرته ومعتقده الدّيني والسياسي . ويصبح القتل هواية وبطولة . ويسود الاحتكار والاعتداءات الجنسية . وترتفع الأسعار وتدمّر البنية التّحتيّة الاقتصاديّة . وتنهار العملة المحلية . ويعاني النّاس شحّاً في الماء والأدوية والمواد الغذائيّة والطاقة. وتشكّل إحباطاً واكتئاباً للأنا الفردي والجمعي . ويصبح الأنا الفردي فاراً مذعوراً وخائفاً على وجوده الشخصاني . وخلال الحروب الأهلية الغرائزية الدموية داخل الوطن يتعطّل النشاط الاقتصادي والتواصل الاجتماعي . وتتنامى معدّلات الاشاعات والحروب الأمنية والإعلامية التحريضية التي تؤدي إلى سفك مزيد من الدماء الأهلية. وتزداد المقابر الجماعية. ويخشى الجارُ جارَهُ . وتنتشر المجاعات والأمراض العصبية والنفسية وعصابات الترهيب والتهجير والتقتيل وسرقة السيارات والموتور سيكل والخطف والمطالبة بالفدية. وتسود مفردات الألغام والعُبُوات الناسفة والسيارات المفخخة والأحزمة البشرية التفجيرية . ويدخل السلاح ويتسلل الارهابيون من الدول المجاورة . وتُفرّغ بيوت المال والحبوب ومزارع الأبقار والمداجن ومخازن التجّار والمستودعات من محتوياتها من قبل اللصوص ونزلاء السجون وأصحاب الحاجات.
ولا نجد طرفاً منتصراً بل نجد عالماً مدمّراً مالياً وماديّاً ومعنوياً ونفسياً وأخلاقياً على المستويين التحتي والفوقي ويظلّ الإنسان في جغرافيات عديدة وحشاً برّيّاً لم يدجّن بعد ، ووفيّاً لمملكة الوحشنة لا لمملكة الأنسنة . يبدو أنّ العنف والوحشية ظلاّ ملازمين للطبيعة البشريّة بسبب الخلل في توزيع الثروة العامة . وظلّ الإنسان الذي وُجِد في افريقية حوالي 4 ملايين سنة محارباً أبناء جنسه حتّى الموت منذ أن اصبح مربيّاً للماشية / مزارعاً / تاجراً / محتكراً / صانعاً . إضافة إلى انّ مجتمع الاستهلاك والروبوت الكمبيوتري وثقافة الصورة والعهر السياسي والإعلامي يُفرّغون إنسان القرن 21 من قيمه الدينية والدنيوية .



#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوبرمان
- التواصل الاجتماعي
- المرأة بين التهميش والتفعيل
- أحلام مستغانمي والجنس الآخر
- أحلام مستغانمي والإهداء
- نوال السعداوي المؤمنة الملحدة
- كيف تشكلت شخصية نوال السعداوي
- نوال السعداوي صوت التحرير
- نوال السعداوي ( شعلة متوقدة ) .... 2
- نوال السعداوي والصنميات ( المقال الأول )
- غادة السمان والجنس الآخر
- غادة ونزار قباني
- فتاة غسان ( تأنيس الشعر والحياة )
- حنين الريس (( المتخيل والواقع ))
- صوت الغناء الأوبرالي (( ماجدة الرومي ))
- تأنيس الدراما والحياة - فاتن حمامة -
- صوت الأنستة - جوليا بطرس-
- غادة بين الحب والمليونير
- عابر سرير ( أحلام مستغانمي)
- سندريلا القرنا العشرين


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بابلو سعيدة - الحروب الغرائزية