أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بابلو سعيدة - المرأة بين التهميش والتفعيل















المزيد.....

المرأة بين التهميش والتفعيل


بابلو سعيدة

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 16:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة بين التهميش والتفعيل
الواقع العربي يمثل مجتمعاً ذكورياً /أبويا/ رعوياً .
ويمتلك إرثاً تاريخياً مجحفاً بحق المرأة .
وخلو مؤسسات العرش من سلطة الذكور ، أوصل عدداً من نساء الأسرة الحاكمة إلى تسلم السلطة في العصور التاريخية القديمة " بلقيس اليمنية - زنوبيا التدمرية - أروى وأسماء اليمنيتين " .
كما أوصلت مخادع القصور السياسية ، بعض الحريم إلى إدارة مؤسسات العرش في العصور الوسطى " الخيزران وزبيدة العباسيتين - شجرة الدر المصرية " .
وإن تسنّم المرأة للسلطة السياسية ، لم يكن احتراماً لها كامرأة فاعلة في حد ذاتها ، بل لأنها كانت امتداداً لقرابة تربطها بالســلطة الذكورية من آباء وأزواج وأبناء .
وفي القصور السياسية في العصر الحديث، وصلت بعض النسوة إلى مراكز سلطوية قيادية.
لأنهن كن امتداداً لسـلطة سياســــية ذكورية تجمع بينهما القرابة الدموية " أنديرا غاندي الهندية- بوناظير بوتو الباكستانية " .
لقد استخدمت المرأة وســـيلة لا غاية ، للحصول على مناصب حكومية أنثوية ، توظف لصالح السلطة الذكورية .
واعتبرت حكومات المدن أول شكل من أشكال التنظيم السياسي.
وقبــل أن تظهـر حكومـات المــدن ، للضـوء التاريخي، كانت السلطة مؤنثة ... كانت جمهورية المرأة الأولى ، المحتكرة للسلطة ، تعدد الأزواج ، وتحميهم ، وترعاهم ، وتوزع لهم الأعمال والمهام ، وتلحق أبناءها بالأب / الزوج الذي تختاره . وتأثرت الجمهوريات التاريخية بعامّة وجمهورية أفلاطون بخاصة بمبادئ الجمهورية النسائية الأولى .
وقبل 6500 سنة ، انهارت دولة النساء ، وظهرت دولة الرجال .
وتكونت التابوات بظهور الملكيات ، ومن ثم ظهرت للضوء التاريخي الأدلجات الدينية لتعطي للملكية وللعائلة القداسات الحقوقية والقيمية .
الذكور تزوجوا السلطة . وطلقوا الأكثرية الشعبية. ولم يكونوا يطمحون إلى تحرير العالم من العسكرة ، وأســلحتها التقليدية والنوويـة ، وأشعتها الليزرية، وعقولها الكمبيوترية الحربية .
ولم يعملوا على إيقاف الزحف السلبي، زحف الأغنياء نحو التخمة ، دافعين الفقراء باتجاه البطالة والفاقة .
والتاريخ قديمه ووسيطه وحاضره ، يزدحم بنساء مبدعات وفاعلات في العلوم السياسية والإنسانية .
ومن النســاء اللواتي تسنّمن مناصب قيادية في الثلث الأخير من القرن الفائت ، وفي ظلّ دولة الرجال ، " أنديرا غاندي الهندية - مارغريت تاتشر البريطانية- بناظير بوتو الباكستانية -جولدا ماير الاسرائيلية- بندرانايكا السيريلانكية- تومسون تشيلر التركية- سيدة فنلندية أصبحت عام 2000 رئيسة الجمهورية- كورزان اكينو- غلوريا الفيليبينية أصبحت رئيسة الجمهورية 2001 - سونيا غاندي الهندية- سيدة فرنسية انتخبت عام 1979 رئيسة البرلمان الأوروبي- سيدة فرنسية أخرى انتخبت عام 1999 رئيسة البرلمان الأوروبي- ونساء أخريات في طريقهن إلى تسلم مراكز قيادية متقدمة في القرن 21 وفي طليعتهن كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأميركية ، والسيدة هالونين رئيسة جمهورية فنلنده ".
يعزى وصول المرأة إلى منصب رئيس دولة أو حكومة وحزب، إلى وجود اعتبارات سياسية توازنية بين كتل ذكورية ، تتنافس فيما بينها ، وصولاً إلى تسلم السلطة الحزبية والسياسية .
والإناث اللواتي تسـلمن مراكـز قيـادية في النصف الثاني من القرن الفائت ، امتلكن جينات حاملة بذور عسكرة الحضارة كالذكور .
وعملن على خدمة المؤسسات الذكرية لا الأنثوية .
قد نجد في الجيوش الشمالية ، بعض المجندات والمتطوعات ، والقصد ليس تأنيث العسكرة ، بل ذكرنة الأنثى ، ودفعها باتجاه عسكرة الحضارة .
وفي عديد من دول الجنوب ، لا يوجد فيها برلمانات ولا نائبات ، في حين تصل نسبة النساء البرلمانيات في الدول الاسكندنافيه إلى 40% وهي أعلى نسبة تصل إليها المرأة في البرلمانات العالمية .
في التـاريخ القديم ، كانت سـلطة الملكـات بلقيس اليمنية ، والزباء التدمرية ، وكليوباترا المصرية ، وسميرامات العراقية، سلطة فعلية موظفة لخدمة المؤسسات الذكورية لا الأنثوية .
في الأزمنة التاريخية اللاحقة ، اعتمد التأريخ العربي ، التفرقة الجنسية العنصرية . وقام بتفعيل دور الرجال ، وتهميش دور النساء .
الرجال يقومون بتهميش دور النساء ، والنساء يقمن بتهميش ذواتهن !
لأن الموروث أوصى بخضوع النساء لطاعة بعولهنّ في إطار الشرع . وأن يخضع الشعب للحاكم في إطار الشرع والقانون .
وتبقى الفجوة واسعة بين الأقوال والأفعال .
أما في التاريخ الحديث ، وتحديداً في الثلث الأخير من القرن الفائت ، فقد وظّفت سلطة المرأة لخدمة المؤسسات الذكورية .
ولا بد من شروق شمس الأنثى ، لمشاركة الرجل في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والعسكري والنقدي والاجتماعي ، لتصبح المرأة معادلاً طبيعياً للرجل ، عندما تتربى تربيته ، وتتحمل مســؤولياتها ، وتحصل على حقوقها من خلال جديتها بمواجهة متاعب الحياة ، وتصل إلى منزلة رفيعة من الحرية والوعي في أدبيات سيمون دي بوفوار.
وفي النصف الثاني من القرن الراهن ، ستؤنث السلطة في البلدان الديمقراطية كالولايات المتحدة ، وألمانيا ، وإيطاليا كما يرى فرانسيس فوكوياما .
وتنهزم تدريجيــــاً النزعة العدوانية الحربية لســلطة الذكور. وتنتصر تباعاً النزعة السلمية/ الإنسانية/ الجمالية لســلطة النساء . وتوظف الصواريخ والمركبات الفضائية ، والأقمار الاصطناعية ، والثورة المعلوماتية لصالح السلم والرّفاه والحرية .
ويتم تنقية الايكولوجيا من التلوث المادي والفكري والروحي .
لأن واقع المرأة العام أقرب إلى الدبلوماسية من واقع الرجل .
وتمتلك مرونة عاليــة المســـتوى ، في تعاملها مع النسـيج الاجتماعي ، وشفافية إنسانية/ سلمية .
لأنها أم حقيقية للأبناء وللوطن وللأمة .
لذا يبقى حضور المرأة الســياسي/ العسكري/ الأمني /الاقتصادي/ الثقافي ضرورة تاريخيـة ملّحة لوضع حدّ لهيمنة الذكور القائمة على عسكرة الحضارة، وتفريغ خزائن الجنوب، لتضييق دوائر الفقر والبطالة وأفعال الأمر.
وتطمح دولة النســاء المفترضة ، إلى اســـتئصال بذور الشر والأشرار ، وتأنيس الدين، والشعر ، والمعلومة ، والإنسان ، ووضع حد لسلطة الاستهلاك والإعلان .
كانت المرأة في النصوص ، والحكايات الشعبية، والأقوال المأثورة ، والحياة اليومية في الشرق العربي، موضوعاً للمبدعين، ومصيدة للعاشقين، ومكيدة للآخرين . ونظر الخطاب الأدبي إلى المرأة الشــرقية ، نظرة بايلوجية صرفة لا نظرة إلى امرأة تمتلك دماغاً وروحاً .
ولا يحق لها أن تمارس أية دعابة أو هواية .
وحجب الخطاب الأدبي ، صوت المرأة .
وحجبت المتخيلة التاريخية ، وجه المرأة عن أعين البشر وآذانهم .
ويبقى جسد المرأة مشكلة أساسية في حياتها اليومية .
لأن الذكور صادروا حق المرأة التاريخي في تعاملها الحر والعقلاني مع جسدها وكلماتها .
ولم يخــرج الخطــاب الأدبي المتبادل بين الجنســين عن كونه خطاباً غزلياً للعشـــق العذري / الصوفي .
واعتبرت المواهب الفردية ، المرأة موضوعاً لها ، وملهمة لإبداعاتها .
وتوجد علاقة حميمة وتفاعلية بين المرأة الجميلة الرائعة والأنوات المبدعة .
(( إن ما كتبه آراغون عن عيون إلزا هو أجمل من عيون إلزا التي ستشيخ وتذبل .
وما كتبه نزار قباني عن ضفائر بلقيس أجمل بالتأكيد من شعر غزير ، كان محكوماً عليه أن يبيضّ ويتساقط.
وما رسمه ليوناردو دفانشي في ابتسامة واحدة للجوكانده ، أخذ قيمته ليس في ابتسامة ساذجة للموناليزا ، وإنما في قدرة ذلك الفنان المذهلة على نقل أحاسيس متناقصة ، وابتسامة غامضة تجمع بين الحزن والفرح في آن واحد)) (1) .
وما كتبه بابلو ، نثراً لا شعراً، عن JOULYANA-التي يخجل القمر منها عندما يشع النور من عينيها، والأرض تهتز طرباً عندما تسمع أغانيها، والبحر
يشعر بالدفء عندما يلامس خلاياها، والثلج بشـعر بالغيرة عندما يرى وجهها-هو تعبير رمزي/ إيحائي عن تلازم وتلاحم أبديين بين الإنسان والطبيعة، وحب جارف بين قوتين لكائنين عاشقين إلى آخر لحظة من تاريخهما .
ويوجد في عالمنا العربي ، امرأة كاملة وفق القانون العام ، وامرأة منكسرة وفق قانون الأحوال الشخصية ، وامرأة مختفية وفق الأعراف والتقاليد .
(( يوجد في عالمنا العربي ، في وقت واحد، امرأة كاملة وأخرى منكسرة وثالثة مختفية )) (2) في مجتمع تسود غالبيته الأمية التعليمية والثقافية والكمبيوترية . ووجــدت فيه خـلال الأزمنة التاريخية بعض المنتديات الفكرية ، ومن أهمها منتدى سكينة بنت الحسين في المدينة المنورة .
ومنتدى ماريانا في مدينة حلب السورية في القرن 19 . ومنتدى مي زيادة في القاهرة، القرن العشرين .
ومنتدى كوليت خوري في دمشق ، في القرن الراهن .
واستطاع الأدباء والمفكرون أن يذكروا المنتديات السمرية / الأدبية . وقد ذكّروا المؤنث والتاريخ والجغرافية .
(( وهنا تنتهي المرأة فريسة للرجل الذي عاقبها أقسى عقاب ، لأنها تسللت إلى مملكته ، وتحرشت بسلطانة )) (3) .
وكانت مي زيادة أول ضحية مبدعة من ضحايا التاريخ الأدبي ، في حين كان خطـاب غادة الســمان ، وســعاد الصباح وكوليت خوري ، ونوال السعداوي ، وأحلام مستغانمي، وفاطمة المرنيسي خطاباً اقتحامياً لذكورية اللغة والتاريخ والذاكرة والذكر والجغرافية .
الإناث قوى منتجة ، والفاعلات منهن يمتلكن أجسادهن وكلماتهن . ويساهمن مع الجنس الآخر في تحمّل مسؤولياتهن التاريخية .
لذا لا بد للنسـاء الفاعلات من مشاركة الرجال في الشؤون السياسية والاقتصادية ، ومؤسسات المجتمع المدني ، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الدستورية .



#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام مستغانمي والجنس الآخر
- أحلام مستغانمي والإهداء
- نوال السعداوي المؤمنة الملحدة
- كيف تشكلت شخصية نوال السعداوي
- نوال السعداوي صوت التحرير
- نوال السعداوي ( شعلة متوقدة ) .... 2
- نوال السعداوي والصنميات ( المقال الأول )
- غادة السمان والجنس الآخر
- غادة ونزار قباني
- فتاة غسان ( تأنيس الشعر والحياة )
- حنين الريس (( المتخيل والواقع ))
- صوت الغناء الأوبرالي (( ماجدة الرومي ))
- تأنيس الدراما والحياة - فاتن حمامة -
- صوت الأنستة - جوليا بطرس-
- غادة بين الحب والمليونير
- عابر سرير ( أحلام مستغانمي)
- سندريلا القرنا العشرين
- غادة السمان ( طائر العنقاء )
- أحلام معطوبة ( أحلام مستغانمي)
- رواية ذاكرة الجسد ( أحلام مستغانمي)


المزيد.....




- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بابلو سعيدة - المرأة بين التهميش والتفعيل