حملة أهل العراق لإنقاذ نهر دجلةمن سد اليسو التركي

رائد محمد نوري

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 01:30
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

لا تزال الغيلان تعيش بيننا ، تلاحقنا لتشرب من دمائنا .
لست واهماً ، و لا أنا غائبٌ عقلي ، و لا مسّني الخرف فصرت مثل خرافة أتحدّث بأحاديث لا يدركها العقل في عصر الثّورة الرّقميّة . الغول الذي أقصده اسمه اليسو ، و هو مشروع سدٍّ كبيرٍ قيد الإنشاء يقع في الأراضي التّركيّة على مقربةٍ من الحدود مع العراق و سوريا . هذا المشروع الضخم المقام على حوض نهر دجلة سيكون ارتفاعه في حال إتمام بنائه عام 2013 135 متراً و عرضه كيلومترين اثنين ، و سيستوعب أكثر من 11 مليار متر مكعب من المياه مكوّناً بحيرةً اصطناعيّةً تمتدّ على مساحةٍ تزيد على 300 كيلومتر مربّع ، و سينتج 3800 ميغابايت من الطّاقة الكهربائيّة . إذن ، فهو غولٌ أو هو مثل سلطانٍ عثمانيٍّ جائرٍ يتهدّد بالجفاف و بالكوارث البيئيّة الجسيمة دجلة الخير أمّ البساتين ، و ربّة الألق الحضاريّ السّومريّ المضمّخ بأريج الأساطير ، و لؤلؤة اللّيالي الألف المنعكسة في عيون المها للنّاظر من على جسر عليٍّ بن الجهم ، و الفاتِنة التي حنّ إليها الجواهريّ الكبير في غربته في براغ فحيّاها عن بعدٍ ظمآناً في نونيّته الخي الدة مناشداً إياها أن تحييه ، دجلة الخير التي اتّسعت فكانت و كأنها البحر تحت جسر لميعة عباس عمارة المعلّق ، دجلة التي شاركت و تشارك الإنسان في صناعة تأريخه بكلّ مسرّاته و آلامه ، من حسن كيف إلى بغداد التي تعاني جراح غياب العدالة الاجتماعيّة و فساد الطّبقة السّياسيّة فيها و سيادة نهج المحاصصة الطّائفيّة و العرقيّة المقيت ، دجلة التي أبدعت الأهوار ، دجلة التي عانقت الفرات في كرمت علي عناقاً كبيراً و جميلاً فكوّنا البصرة و شطّ العرب ، يريد اليسو منعاها من ممارسة دورها الحضاريّ تمهيداً لقتلها و قتل القاطنين على ضفافها ؛ لذا أطلق ناشطون عراقيّون مع أصدقاء لهم في إيران و تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنيت حملة تواقيع ألكترونية تهدف إلى جمع 30000 توقيع لإنقاذ دججلة من سدّ اليسو التّركيّ ، و وضعها على قائمة محميّات التّراث العالميّ التي ترعاها اليونسكو .
و على الفيس بوك أنشئت ( حملة أهل العراق لإنقاذ نهر دجلة من سدّ اليسو التّركيّ ) و هي مجموعة مفتوحة تديرها السّيدة نادية عباس و السّيدة نور العنبكي و الأستاذ سلام طه تضمّ اليوم أكثر من 1200 عضوٍ ، تهدف إلى التّرويج لاستمارة التّواقيع الألكترونيّة ، و التّرويج لحملة تواقيع يدويّة انطلقت في شارع المتنبي ببغداد يوم الجمعة الموافق :- 8-6-2012 يريد القائمون عليها جمع أكبر عدد من التّواقيع الرّافضة بناء السّدّ للضغط على الشّركة التي تنفّذ المشروع لتوقف أعمال البناءفيه ، و تمنح دجلة فرصةً لتواصل دورها الحضاري في صناعة الحياة .
عزيزاتي أعزائي القراء ، دجلة تناديكم أينما كنتم ، تستصرخ فيكم ضمائركم الحيّة ، و تدعوكم للوقوف معها في محنتها و ذلك من خلال التصويت على الاستمارة الألكترونيّة ، و التواصل على الفيس بوك للتّرويج و للمشاركة في حملة التّواقيع اليدويّة التي أطلقتها (حملة أهل العراق لإنقاذ نهردجلة من سدّ اليسو التّركيّ)لعلّنا ننقذ دجلة و القاطنين على ضفافها قبل فوات الأوان من مخاطر الجفاف و التّصحّر و الموت .
***
للمشاركة في التصويت الألكتروني يرجى زيارة الرابط التالي:-
http://www.change.org/petitions/unesco-world-heritage-committee-save-world-heritage-on-the-tigris-river-in-mesopotamia?utm_medium=facebook&utm_source=share_petition&utm_term=friends_wall
و للتواصل على الفيس بوك مع (حملة أهل العراق لإنقاذ نهر دجلة من سدّ اليسو التركي) يرجى زيارة الرابط التالي:-
http://www.facebook.com/groups/Tigrisxilleso/
و لمزيد من المعلومات عن كيفية الدعم و المشاركة في حملة التّواقيع اليدويّة يرجى الاتصال على الهاتف التّالي:-
96477077092051 +

#رائد_محمد_نوري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل