أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحايل عبد الفتاح - العولمة حتمية تاريخية















المزيد.....

العولمة حتمية تاريخية


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


07 08 2011
العولمة حتمية تاريخية
"لفظة العولمة هي ترجمة للمصطلح الإنجليزي (Globalization) وبعضهم يترجمها بالكونية[2]، وبعضهم يترجمها بالكوكبة، وبعضهم بالشوملة[3]، إلا إنه في الآونة الأخيرة أشتهر بين الباحثين مصطلح العولمة وأصبح هو أكثر الترجمات شيوعاً بين أهل السياسة والاقتصاد والإعلام" وهذه المعلومة الأولية مأخودة من الأنترنيت ( من كيبيديا) .
العولمة هي إحدى التطورات الحتمية للبشرية والتي فرضها التطور التراكمي للأفكار لاقتصادية والسياسية والثقافية والتكنولوجية... فهي ليست من صنع إنسان بداته وعينه أو دولة أو مجموعة دولية معينة. فتطور الحضارة الإنسانية أفضى إليها بتلقائية حتمية.
وهي فوق ذلك لا يتحكم في صيرورتها لا الدول القوية ولا الدول الفقيرة. بل هي حتمية تاريخية بامتياز؛ ولا يمكن لأحد مهما علا شأنه من الدول أو الأفراد ان يغير أو حور أو يعطل مسارها التاريخي باستمرار...
لكن باستطاعة البشرية بالنوايا الحسنة، بعد فهم قواعدها، أن توجهها إلى ما هو خير وأحسن وأفيد لها، أو أن تستغلها في ما هو شر للبشر وخراب لحضارتها ذات التوجه الوحيد...
والدليل على إيجابية العولمة مبدئيا هو الثورات العربية الحالية. فلولا العولمة لما تزحزح الوضع الدولي... فالعرب المسلمون كانوا أول من استعمل الكمبيوتر لفائدة التغيير والثورة؛ هذا رغم أنهم لم يخترعوا الكمبيوتر ولا تويتر ولا الفيس بوك. فقد مكنهم فهمهم البسيط نسبيا للتكنلوجية الغربية من قلب الوضع والتطلع للتحرر والديمقراطية.
فالغرب بعلمائه المستقبليين والماضاويين في مختلف الميادين، ورغم تفننه في استعمال الكمبيوتر ومشتقاته التكنلوجية، لم يتنبأ بقيام مثل هذه الثورات بواسطة الكمبيوتر. وحتى في استعمال الكمبيوتر لم يكن في خلده أنه سيصبح من طرف العرب المسلمين أداة ووسيلة للثورة وبناء الديمقراطية هنا وهناك. العالم المتقدم الغني والمسيطر سياسيا وثقافيا وقف مكتوف الأيدي ( على الأقل أمام الثورة التونسية والمصرية) وبهت من وقوع ما لم يكن في حسبانه. البوعزيزي، البائع المتجول المقهور كان الشرارة الأولى.
وبدون شك، فلا أحد يستطيع حاليا أن يتنبأ بما ستجره هذه الثورات وما ستخلفه في الميدان السياسي والإقتصادي الدولي...
العرب المسلمون لقنوا لكل من لا يفهم العولمة وقواعدها درسا تاريخيا لا سابق له...
هذه الثورات لوحدها تبشر بالخير للعرب والمسلمين وغيرهم من المظلومين والمحرومين. فليطمئن كل مظلوم ومحروم على مستقبله ومستقبل البشرية جمعاء. فالعولمة ليس لها أب ولا أم ولا ولي. بل هي انتماء إنساني صرف للتطور الحضاري الحتمي.
هكذا فعلا أصبح حتى الفقراء والمحرومين والمظلومين مستفيدين من العولمة ومن التكنلوجية المعولمية ومن الثقافة العالمية.
أما أن يعتبر البعض العولمة بأنها فعل من أفعال الأمبريالية وتدبيرا ديماغوجيا أو إديلوجيا توسعيا، أو يراها البعض شرا للبشر فهذا غير صحيح، ودرب من التخوف من التطور الحضاري؛ بل فيه مغالطة كبيرة وتمويه للحقيقة ودعوة للجهل بقواعد العولمة ومسيرة الحضارة الإنسانية.
ورغم وجود بعض الظواهر المتحكم فيها سياسيا واقتصاديا ووو... فانتقال الإنسانية من المجتمع القبلي إلى المجتمع الدولي لم تتحكم فيه لا القبيلة ولا أفرادها... فالإنتقال من القبلية إلى الدولية كان حتميا بفعل التطور الإنساني في مختلف الميادين.
والإنسان القبلي كان هو الآخر يجد صعوبة كبيرة في فهم قواعد التعايش التي فرضتها الدولة كتنظيم جديد...
وانتقال الإنسان من مرحلة الدولة إلى العولمة هو أيضا شيء طبيعي وتطور حتمي. لكنه تطور صعب التقبل والقبول.
صحيح أن بعض الظواهر العولمية تبدوا كظلم في نظر العديد من المثقفين. لكنهم ينسون أن الظلم بمختلف مظاهره كان سائدا لدى القبيلة وفي الدولة نفسها. وأن العولمة ليست هي المسئولة الوحيدة عن الظلم الإجتماعي والجرائم المرتكبة في حق الإنسانية. وأن التخلف والظلم بكل أشكاله ليس سببه العولمة بالدرجة الأولى. فالتخلف والظلم كانا سائدين في الماضي واستمرا، بأشكال مختلفة، قبل قيام الدول وقبل الإمبريالية وقبل الاستعمار وقبل العولمة.
إذن فلا داعي للإحساس والتموقع موقع الضحية حين الحديث عن العولمة...ولا داعي لتحميل العولمة مأساة الإنسان المقهور...
أما سبب عدم فهم العديد من الناس للعولمة فراجع إلى عدم استطاعتهم فهم قواعدها وبنيتها للإستفادة منها. فهؤلاء الغير الفاهمين لها أصبحوا متجاوزين بثقافتهم الوطنية أو الإقليمية أو القومية... وجهلهم هذا يملي عليهم رفضها ومحاربتها رغم أنها نسبيا حظ ومناسبة ومصلحة في متناول الفقراء و الأغنياء.
والحقيقة هي أن كل من يناضل ضد العولمة فهو يناضل في فراغ، ويميع الحقيقة، ويكرس الجهل بقواعد العولمة، ويمنع الناس من فهم عصرهم وما وصل له التطور الإنساني في مختلف المجالات، ولا يترك لغيره فرصة فهم العولمة والتأقلم مع قواعدها...
فالدكتور المهدي المنجرة كالعديد من "المفكرين" العرب المسلمين، والذي نحترم عمله وطريقة فهمه للعولمة، لا يشجع قراءه على فهم العولمة، بل للأسف يشتت فهمهم لها. ففي حديثه الصحفي عن " عولمة العولمة" يخلق ارتباكا في قبول العولمة كمعطى حتمي، رغم أنه يستشهد بفطاحلة المثمنين والمؤيدين للعولمة. فمن ضمن ما ساقه الدكتور المنجرة في كتيبه " عولمة العولمة"، المفكر "ألفن توفلر" Alvin Toffler.
فالدكتور المهدي المنجرة ( الباحث المغربي في علم المستقبليات)، لم يفهم بعد محتوى توجه وهدف الباحث " ألفن توفلار". ففي سياق معرض أفكاره ( عبر هذا الكتيب) سأله الصحافي : " الملاحظ أن الأميين انفسهم لم يعد تحديدهم مقتصرا على المعرفة البجدية، بقدر ما تعدى ذلك إلى الجهل بمستجدات العصر المعرفية".
فاجاب الدكتور المنجرة قائلا : " من دون شك إذ يرى ألفن توفلرََAlvin Toffler أن الأميين مستقبلا لن يكونوا أولائك الذين لا يقدرون على القراءة والكتابة،ولكن أولائك الذين لا يعرفون كيف يتعلمون، يعيدون تعليمهم ويتعلمون من جديد..."
بدون شك فالدكتور المنجرة في هذا السياق يعترف بعولمة الثقافة لكنه لا يعترف بعولمة الإقتصاد والسياسة ويستشهد بمفكر عولمي صرف.
والسبب في عدم فهم الدكتور المنجرة للعولمة هو عدم قدرته على تجاوز الميدان الثقافي الذي كان متخصصا فيه لمدة معينة... فرغم إعجابنا بثقافة الدكتور المنجرة فإننا غير مثفقين معه في نظرته الضيقة للعولمة. فرايه لا يرقى إلى الشمولية في فهمها...فهو يذم العولمة ولا يعترف إلا بالتقسيم الإقتصادي على أساس الشمال والجنوب...
بين قوسين، ف "عولمة العولمة" شيء طبيعي ولازم التحقق ما دامت هذه المسألة تخدم الإنسانية كإنسان وتخدم مصالحه...
فالباحث الفن تفلر الأمريكي الجنسية هو من رواد السسيلوجية الحديثة وأحد مؤسسي علم المستقبليات. فهو يرى في كتابه " صدمة المستقبل"
Choc du future بأن الناس لا يفهمون معنى التطور الحالي ولا يستطيعون مسايرته ولا التاقلم معه؛ ومن ثم فهم أشقياء ومعذبون. وضرب الباحث ألفن تفلر أمثلة كثيرة ليبين عدم قدرة العديد من الناس على الإنسجام والتعايش مع معطيات العصر الحالي. بل في نظره فالعديد من الناس الأشقياء حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لا يقدرون على التأقلم مع المعطيات الجديدة للحضارة الإنسانية الحالية. ويرد المفكر ألفن تفلر سبب عدم قدرة الناس على التأقلم مع قواعد الحضارة الحالية هو الخوف الفردي او الجماعي...
وما بالكم لو قام هذا المفكر بدراسة في نفس الميدان في إحدى الدول العربية الإسلامية؟
فالعرب المسلمون في نظرنا، قياسا على نظر وبحث ألفن تفلر الستاتيستيكي، غير قادرين على استيعاب فكرة التغيير والتأقلم مع معطيات العصر الحالي بما فيها قواعد العولمة.
ألا ترون أن من بين الناس الذين نتعامل معهم يوميا أناس لا يعرفون حتى طريقة اجتياز شارع بدون خطر، ولا يحترمون حتى الضوء الأحمر، ولا يفهون معنى الديمقراطية ويخلطون بين الدين والسياسة...وما أكثرهم. وما بالكم لو اطلعتم على عقليتهم ومحتواها في فهم السياسة والدين والعولمة والدستور والديمقراطية والقانون وو...فج عميق بين الواقع والحمولة الثقافية العنيدة لدى المثقف العربي المسلم...
وللتوسع في مفهوم العولمة ننصح القراء، إن سمحوا لنا بذلك، بقراءة أيضا : سسكي سسين Saskia Sassen (née le 5 janvier 1949 à La Haye aux Pays-Bas) est une sociologue et économiste néerlando-américaine, spécialiste de la mondialisation et de la sociologie des très grandes villes du monde.
و توما فريدمان Tomas Loren Friedman
هذا ونقول للقراء والناشرين أن مقالنا هذا قد كتبناه بتاريخ 07 08 2011؛ أي قبل السيد عبد الخالق حسين الذي أخد نفس عنوان المقال الذي نكتبه الآن... والأدلة على ذلك كثيرة... ورغم ذلك نشكر السيد عبد الخالق حسين على عمله الجاد في نشر الثقافة...فكلنا يد في يد لتحقيق الحق لصالح بفهم العالم الذي يحيط بنا...
وبعد هذا، يجب على المثقف العربي المسلم وغير المسلم أن يرفع من أفق تفكيره ليفهم أن العولمة حتمية ولا محيد عنها...أليس صحيحا أن القمح الذي يزرع في بقعة بعيدة من نقطة معينة يأكله شخص يبعد عن هذه النقطة بآلاف الكيلومترات؟ هل القانون الإنساني ليس في مصلحة الشعوب التي ترزح تحت القمع والتسلط ؟؟؟ من أوصل لنا فكرة الديمقراطية ودولة الحق القانون وفصل السلط وتكنلوجية الكمبيوتر وغيرها من الإختراعات الإنسانية ؟ أليست العولمة الثقافية ذاتها ؟
وباختصار شديد جدا، بصفة عامة، فالعولمة فيها منافع للناس على اختلاف طبقاتهم إذا أحسنوا فهمها وتقويمها نحو مسارها الطبيعي...
وفهم العولمة موضوع آخر. ففهمها يتطلب بدون شك مجهودا فكريا من نوع معين، ويستلزم رصيدا كافيا من المعلومات والتجارب أو هما معا. ويتطلب، فوق ذلك، انفتاحا إنسانيا على العالم وتجمعاته وتقافاته ومعتقداته وعاداته وتقاليده وتغيرات ظروفه...
فمن فهم العولمة باستطاعته أن يجني المصالح والفوائد التي تترتب عنها. ومن لا يفهمها ولا يدري قواعدها فيبقى في التخلف والتشردم والتناحر والبؤس...
وبعد هذا نجزم أن العولمة ليست هي منتهى التطور الإنساني. فالإنسانية مقبلة على آفاق فكرية وثقافية لا يمكن التكهن بمحتواها...
السؤال الذي يمكن طرحه على من يؤمن بالعولمة كواقع لا محيد عنه هو : ما هو النظام الذي سيظهر بعد استهلاك العولمة والاقتناع بحتميتها ؟ هل هو الديمقراطية العالمية أو الديكتاتورية العالمية ؟
الحايل عبد الفتاح



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ولماذا تسيس الدين وتدينت السياسة بالعالم العربي الإسلامي
- الحركة الإجتماعية بالعالم العربي الإسلامي
- مرسي الإخوان المسلمين مرغم على تحقيق الديمقراطية بمصر
- محاربة التطرف الديني والوقاية منه
- وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية أو التعليم أو هما معا ؟
- التفاحة الحكيمة
- عولمة الثقافة الغربية وتشردم الثقافة العربية الإسلامية.
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس دولة سوريا
- الفساد الإداري وتمرد الموظف
- الشعارفي الدساتور عامة وفي الدستور المغربي خاصة


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحايل عبد الفتاح - العولمة حتمية تاريخية