أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الراية .














المزيد.....

الراية .


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 17:19
المحور: الادب والفن
    


الراية .
لا تزال أنتَ وطني .. ولا أزال أحمل رايتك ..
لا تصدقهم فأنا لم أسلم رايتك .. أنا لم أسلم الراية .. ولن أسلمها .
حتى لو لم يبقَ في جسدي إلا إبهام واحد فسأحملها به .. وإن بتر إبهامي .. سأحملها بقلبي .. وإن مات قلبي سيحملها كفني .. سيحملها نعشي .. ولا .. لا .. لن أسلم الراية .
غيابك أصبح ثقيلاً على قلبي .. ثوانيه ساعات طوال .. غموضك يأكل الوقت .. ما تبقى من الوقت .. يأكل الزمان .. يأكل الأيام .. يأكل كل اللحظات الجميلة .. ولا يُبقي لي سوى غيمة سوداء تلتحفك .. لا بصيص نور فيها أنفذ منه إلى قلبك .. لأترك إليك رسالة أقول فيها إني أشتاقك ..
كل الوقت أشتاقك .. كل الساعات .. كل الأيام .. إني أشتاقك وأشتاق أن أسمعك تحدثني .. تشتكي منهم .. تتذمر .. تهدد .. تتوعد .. تنذر بالويل .. تقلب الطاولة على رؤوسهم .. تنسحب مخلفاً وراءك إعصار .. بركان .. حريق يلتهم الأخضر واليابس .. وصراخ يكسر نوافذ الغربة ويقول لي بملء الصوت :
لأجلك فقط أقتحم قصور النفاق التي يسكنون .. لأجلك فقط أقتحم أحلامهم .. لأجلك فقط أمدُّ قصائدي إليهم جسوراً منها يعبرون .. لأجلك فقط أنثر في طريقهم الورود والرياحين .
هجرتُ غربتي لأجلك وسكنتُ خيامهم .. شربتُ من غديرهم .. وانتظرتك ذات مساء هناك عند رأس النبع .. فاستلوا سيوفهم ومزقوا قلبي إرباً ..
لكنّي ما أن لمحت طيفك يعبر منامي حتى لملمت أنسجة قلبي على عجل وحملتُ روحي مع طيفك وعدتُ أسكن غربتي وشتاتي .
قالوا بأنني سلمت الراية ..
هم قالوا بأنني أنا قد سلمت الراية .
ماذا أقول لهم .. أجبني وأنت وطني وعشيرتي وخيمتي وكل سنوات التيه .. كل سنوات العشق المنتظرة خلف بابي .. كل قصائد الحب المعلقة على نافذة عمري .. أجبني ماذا أقول لهم ؟
لا تزال الراية في يدي .. ولكنَّ قلبي هذا الذي قتلوه وكفنوه ودفنوه وقرأوا على روحه آيات الذكر الحكيم هل ينتفض من قبره ويعود إليهم يحمل راية مصلوب فيها قلبي وقلبك وخيمة ؟
أجبني ماذا أقول وأنت تسبح في بحر من الصمت وأنا على شاطىء النسيان أنتظر غيمة تمطر لي أنتَ وحبكَ وقصائد معلقة وقصة حب تأبى أن تموت ؟
أجبني .. أنا مللت الرجوع .. مللت الرجوع من دونك .. والراية لن أسلمها .. وهذا قلبي .. قل لي ماذا أفعل به وهو ينتفض من الحنين ..
أجبني .. هل أعود ؟
أنا لن أسلم الراية .. هل نعود .. أجبني ؟



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعواد الحطب
- هل معك أحد ؟
- اللعبة
- شرق جهنم
- على حافة الوطن
- في ذكراك .
- ليلى .. هل تذكرين ؟
- هل كان الربيع ؟
- الوطن كما يجب أن يكون
- سراب
- اللاشيء
- دعوة ..
- المتسول ( قصة)
- خطوة
- أيلولية الميلاد
- نبوءات كاذبة
- لا أتوب !
- إلى زوجي في عيد ميلاده
- مطر .. ووعود عنترة .
- عطر الربيع


المزيد.....




- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الراية .