سوريا الآن في البؤرة

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 16:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

لقد اكتسبت الثورة المضادة خبرة كبيرة مجددا في العراق و تونس ومصر واليمن ,وراكمتها على التجارب السابقة,وهي تمتطي كل خبراتها ومقدراتها لاستخدامها في سوريا.
ان سوريا الآن هي المستهدفة,سوريا البلد سوريا الدولة,والشعب.
فقد نجحت الثورة المضادة والحراك الرجعي الذي تقوده الرجعية والامبريالية على الثورة والثورة الجماهيرية في مصر وتونس واليمن.لقد تفوقت عليها ورفعت شعاراتها ,أخذتها من القوى الشعبية الراغبة في التغيير ,الراغبة في سحق النظام الرجعي في هذه البلدان,تماهت مع الثورة واندرجت في داخلها ولبست لبوسها وأخذت تنقلب عليها ,وهي تحاول بكل قوة ان تحافظ على جوهر النظام القديم واجهزته البيروقراطية والامنية وتراكيبه الاقتصادية الاجتماعية ومجمل علاقاته:
هكذا في مصر واليمن وتونس ,أو دمروا كل البنى كما في العراق وليبيا ,وبكل صلافة مكنوا ممثلي النظام المصري من التنافس في الانتخابات كما لو كان على حين غرة ليحصدوا نسبة هائلة توحي بوضوح وكأنه لم يحصل كل هذا الحراك الشعبي في مصر وكأن كل هذه المليونيات المطالبة باسقاط النظام قد تخلت عن مطالبها ,او كأن احدا وعدها ونقض وعده بنجاح.
ان الثورة المضادة في الميدان بينما قوى التغيير ينظرون في ايديهم الفارغة علّهم يجدون شيئا.
قلنا ان الامر مختلف في سوريا :فسوريا مستهدفة بكل بناها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وجهازها الوظيفي البيروقراطي المدني والعسكري والامني .
كل شيء في سوريا مطلوب رأسه من فئة الحكام والحزب حتى اصغر مؤسسة, المطلوب تدمير سوريا وربما تفتيتها من الداخل وزجها في صراعات متصلة كما هو الحال في العراق .
ان الرجعية والثورة المضادة بقيادة امريكا تجهز نفسها لمعاركها الفاصلة في سوريا :
1-حرب اهلية تفتت الجيش واجهزة الدولة ,وهي بالطبع لا تزال متماسكة .
2-نزعات طائفية وجهوية في بلد كانت الطائفية والجهوية فيه نائمة
3-تدمير السلاح السوري وقد جرب في لبنان عام 2006م على يد حزب الله .
4-تفتيت وتدمير القوى السياسية المعادية للامبريالية وخلق مناخات رجعية .
5-استدخال القاعدة وقد دخلت ,وتفجر المواقع وترسل الشهداء الى الجنة,ولا تفرق بين صغير وكبير .
6- قصف جوي وبري وصاروخي لتدمير البنية التحتية في سوريا واعادتها عشرات السنين الى الوراء .
7-ويستتبع ذلك تدمير كل ما يمكن تدميره من الاقتصاد السوري والقطاع العام ومنشآت القطاع العام .
8- الحاق سوريا في ركب الرجعيات العربية وتسليم مقاولة الحكم من الباطن للقوى التي تعدها من الآن.
ان الحراك الشعبي في سوريا والذي يستهدف التغيير قويّ ,ولكن الامر لم يظل محصور في هذا الاتجاه ,فمنذ البداية دفعت الرجعيات العربية والتركية بقدراتها وامكاناتها ,وتقدمت بلاك ووتر بخبراتها الامنية وسلاحها ممولة من قطر وتركيا .
وهي تجند المقاتلين وتدرب وتستقدم المرتزقة والقاعدة, وتمدهم بالسلاح وتعوض خسائرهم في سيل لا ينتهي .
ان المجلس الوطني السوري هو اطار يتشكل ويتبدل بحيث تضمن الثورة المضادة السيادة فيه وتسيطر عليه القوى الرجعية بقيادة وتوجيه المخابرات التركية والقطرية الموجهة من امريكا .ان مهمة المجلس الوطني السوري ان ينطق بالشعارات الوطنية والتقدمية ويطالب باسقاط الاسد ومن جهة اخرى يطالب بالتدخل الاجنبي الذي تعد له امريكا عدتها,ويجري استعماله الى حين نقل السلطة الى المقاولين الجدد .
ان التدخل الاجنبي لن يكون على مقاس أي من المتعاونين العرب والراغبين السوريين الذين يسعون للفوز بمقاولة الحكم . ان التدخل سيكون مدمرا وبلا رحمة للناس والمؤسسات .
انه ليس امام السوريين التقدميين والاحرار السوريين الراغبين في انقاذ سوريا من الدمار ,ليس امامهم سوى الحوار الوطني والوصول الى القواسم المشتركة التي تمكن من التغيير والتطوير وفي نفس الوقت الحفاظ على سوريا .

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل