أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج5














المزيد.....

عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج5


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 14:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان هذا في المرحلة الجامعية، كلية الهندسة
حزمت أمتعتي ورحلت عبر طيات الزمن
الى الفكر اليوناني القديم
لعلي أكتشف سر الوجود
ولكن كانت علي قبل ذلك مهمة لابد من انجازها
فقد ولدت مسلماً
ولا يمكن قراءة أي فكر
والاستفادة منه
وأنا أحمل أفكار مسبقة
فلعل بعض أفكار الاسلام ما زالت عالقة في ذهني
فلم أكن أريد أن أقرأ بعقلية المسلم
فبالرغم من أني حينها كنت ملحداً
بل ومفرطاً في الالحاد
إلا أني كنت أريد أن أغسل عقلي تماماً من قذارة الاسلام
.......................
راجعت نفسي
وجدت أنه ليس عقلي فقط ببعيد عن الإسلام
بل أني شخصياً كاره له أيضاً
فلم أعد أطيقه
لأسباب تعود الى إله الإسلام
وأخرى للإسلام نفسه
وبعضها لرسول الإسلام
فكنت أرى أن الإسلام انتشر بقوة السيف
ولم يدع للناس حرية ولا اختيار
أو حق التفكير في اختياره من رفضه
وأما رسول الإسلام
فرجل يحب الجنس والقتل والغزوات
والقرآن يصور الله كأنه اله جبار مغوار
يجلس في السماء
يعذب الامم ويهلك القرى
ويتلذذ بعذابات مخلوقاته وتلويها
ليس هذا فقط
بل ويتعمد إضلال مخلوقاته
ثم يتوعدهم ناراً وجحيما
ولم يقدم لي أي دليل قرآني أو مادي واحد على وجوده
..........................
هذه الإشكالات
وغيرها الكثير .......... الكثير
جعلتني أنظر حينها بعين الاستهزاء
لدين آبائي وأجدادي
وبعد ان راجعت نفسي جيداً
تأكدت بأن عقلي لم يعلق به شيء من آثام هذا الدين
وأني قد تحررت تماماً من أي أفكار مسبقة
قد تؤثر على سلوكي الفكري
ولن أنظر الى أي فكر أقرأه بعدها
بعقلية المسلم
فانطلقت في سفري باحثاً عن الحقيقة
وعن سر الوجود
ولا أخفيكم سراً
فقط بقيت عبارة واحدة راسخة في ذهني من الإسلام
لم أستطع اقتلاعها
لأنها كانت تعيش معي وتستحوذ على قلبي
وهي ( من عرف نفسه عرف ربه )
فالإسلام يجعل معرفة النفس أساس لمعرفة الرب
شغلتني هذه العبارة كثيراً
ليس لما فيها من غموض فحسب
ولكن لأن هاتفاً في أعماقي كان يقول لي
أن في هذه العبارة سراً عظيماً قد يكون أحد مفاتيح اللغز
لغز الوجود برمته
......................
وبدأت الرحلة
وسوف لن أتعرض لشرح الفلسفة اليونانية بأكملها
ولن أدخل في تفسيرات فلسفية مملة
لأن هذا مذكور في كثير من كتب الفلسفة
و هي شيء ممل حقاً، وطويل
وهو متوفر للعامة قبل الخاصة
فلا حاجة للتطويل
ولكني سأتناول ما يخص بحثي عن الحقيقة
واكتشاف سر الوجود فقط
ولم تزل تلك العبارة الإسلامية عالقة في ذهني
وصلت الى اليونان القديمة
وأنا في المرحلة الثالثة الجامعية في كلية الهندسة
دخلت هذا البحر من الفكر اليوناني
وكم هو جميل الغوص في أعماقه
وأنا لا أحمل أي أفكار مسبقة
من أي دين أو أي اتجاه معرفي آخر
سوى البحث عن الحقيقة واكتشاف المجهول
فدرست الفلاسفة اليونان
من قبل طاليس وحتى عصر التشكيك وظهور السفسطائية ثم الى سقراط وافلاطون وارسطو
..................
كنت أقرأ الأفكار... و أتأمل
أتأمل في مكان منعزل
في تلك الافكار لفترة طويلة
وقد استوقفني هذا العملاق الحكيم
سقراط
كثيراً...... كثيراً
فطريقة حياته البسيطة
وطريقته في الحوار واستدراج الخصم
ووجدت أن مهمة الفيلسوف هي أن يوضح للآخرين مدى ضآلة ما يعرفون بالفعل
والفضيلة هي أهم ما يملكه الانسان
هذه كانت كلماته
وعباراته ما زالت ترن في ذهني
الحياة المثالية هي تلك الحياة التي تقضى في البحث عن الخير
وتكمن الحقيقة وراء ضلال الوجود
تكمن الحقيقة وراء ضلال الوجود فما هي هذه الضلال ؟؟؟
فبالرغم من أن عباراته توحي بالتصوف
إلا أنه كان يعيش حياة عادية جداً
وفي كل يوم كان يحاور في الفضيلة
ولم يشارك في الحكومة
ولا في الدسائس
ولكنه كان يحاور الصناع والسياسيين والشعراء
وكل طبقات المجتمع
ليكشف لهم ضعف أفكارهم
ولذلك حكم المجتمع بموته
بتهمة التجديف على الآلهة
وافساد عقول الشباب
فحوكم في محاكمة علنية
حكم عليه فيها بالموت بالسم
وعُرض عليه الهرب
فأبى
المهم هو فكره
وحصته من اكتشاف الحقيقة

نقلها لكم
محمد الحداد
29. 05. 2012



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج4
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج3
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج2
- عندما كنت ملحداَ قصة هدايتي ج1
- معنى السياسة
- الفرق بين العرب والغرب نقطة
- نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج3
- نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج2
- نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج 1
- الشرف ليس بالجسد فقط
- أنت وذاتك الملكية الى الجحيم
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 16
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 15
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 14
- مقالات علمية بسيطة ج 5
- مقالات علمية بسيطة ج 4
- مقالات علمية بسيطة ج 3
- دمقرطة وعصرنة الاسلام ج 2
- النساء ليس جمع امرأة
- قتل القذافي وابنه المعتصم جريمة حرب


المزيد.....




- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج5