أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية














المزيد.....

هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1096 - 2005 / 2 / 1 - 11:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ثلاث لحظات فارقة مرت على العراق, كان أولها سقوط الصنم الرمز, وتمثلت اللحظة الثانية بخروج الديكتاتور من جحره, أما اللحظة الثالثة – المنعطف فهي الانتخابات الأولى في 30/1/2005, وستتتالى اللحظات السعيدة في المستقبل.
لقد علمنا التاريخ أنه كلما كان النظام الاستبدادي أشرس, كان الثمن الذي يُدفع للخلاص منه أغلى, وخاصة ذلك الثمن الذي يدفعه الشعب المبتلى به. وهكذا قُدِّر أن يدفع الشعب العراقي هذا الثمن الباهظ للتخلص من نظامه الفردي الاستبدادي المريض, عبر مراحل لونت حياة العراقيين بالدم, ووسمتها بالحزن.
والعراقيون الذين ذهبوا أمس إلى مراكز الاقتراع, رغم سيف الإرهاب المسلَّط على كل خطوة يخطونها, كانوا يعبِّرون عن أشياء كثيرة, آخرها انتخاب هذه القائمة أو تلك؛ فهي إرادة الحياة التي تتغلب على الموت, والشعور بالانبعاث من ظلام عقود وقرون إلى مستقبل الحرية, والحلم بوطن الحب والخير. وسيتطلب الأمر منهم تضحيات أخرى لبناء عراق الأمل والمستقبل والنهوض به.
لقد تركَّز الصراع بين قوى الظلام والحرية في عراق ما بعد سقوط النظام الصدامي. وإن كان النظام قد سقط بهذه السهولة, فإن مرتكزاته ومواقعه كانت ستدافع عن نفسها بطريقتها الدموية التي لا تعرف سواها وسيلة "للتفاهم" مع الآخرين, وخاصة بعد أن وجدت نفسها في تحالف مصلحة شرير مع القوى الظلامية المتسترة بالدين. ولم يتوقف التحالف الاستبدادي على هذه القوى فحسب, بل ساهم فيه اليسار المزيَّف, الشيوعي والقومي.
ومهما كانت فنون الموت التي حاول المتوحشون تطبيقها, والأبواق التي هبت من قاع العالم العربي للدفاع عنهم, فإنها لم تحجب حقيقة الصراع الراهن, بين من يعتبر الشعوب مطية لعظمته وقطيع يسوسه كالحيوانات, ومن يريد لها أن تنعم بالحرية والحياة, وتتفجر طاقاتها خيرا. وإن احتلال العراق من قبل قوات أجنبية لا يغيِّر من هذه الحقيقة, مهما حاول المستبدون وأبواقهم أن يبرِّروا إرهابهم الدموي به؛ فالاحتلال سيذهب بإرادة الشعب العراقي ومشيئته هذه المرة, عبر ممثليه, وذلك تبعا لما تتطلبه مصلحة هذا الشعب.
ولم يكن الشعب العراقي, بدون هذه المساعدات الدولية متعددة الأوجه, ليتمكن من الظفر بحريته. ولجم ذلك بعض القوى المحيطة بالعراق من أن تضع كامل ثقلها في صف الإرهابيين, مدفوعة بمصالحها الضيقة, والتي لم تدرك أن هذا الإرهاب سيعود إلى ديارها عاجلا أم آجلا, كما استدار الأفغان العرب ليعيثوا قتلا وتكفيرا في بلادهم التي جاؤوا منها.
هل الانتخابات العراقية بداية اهتزاز جغرافيا الركود العربي والإسلامي, وإنقاذها من كل صنوف الاستبداد؟ أعتقد ذلك؛ فيكفي أن ترى الشعوب العربية إمكانية أن تختار ممثليها وتذهب على صناديق الاقتراع, حتى تبدأ بتلمس طريقها نحو الحرية بهداية العقل, عوضا عن العواطف العمياء التي تقودها إلى حيث لا مصلحة لها. ولا يقلل من هذا الأمر الجلل ما يمكن أن يعكِّر صفو عملية الانتخاب ويشوبها من شوائب, أو نسبية العملية الديمقراطية ككل. وستدرك الأطراف العراقية التي امتنعت عن المشاركة, بدافع الخوف, أو لأسبابها الخاصة, بأن مستقبلها ومستقبل أبنائها مرهون بالمشاركة في صناعة تاريخ العراق.
فهنيئا لشعب العراق بجميع أطيافه وفئاته, وتمنياتنا له بالخير والازدهار.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين
- ثقافة الكبت والعنف
- الموالاة والكفاءة والفساد
- هل ستنمو براعم الليبرالية في سوريا؟
- إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا
- العداء في السياسة, والعداء كسياسة
- تفاؤل استراتيجي وتشاؤم تكتيكي


المزيد.....




- احذروا هذه الخدعة.. مطاعم في باريس تستعد لتحصيل المزيد من ال ...
- مسؤول أممي يكشف المدة الزمنية المطلوبة لإجلاء الفلسطينيين من ...
- الجوع يحدق بآلاف السجناء في الإكوادور بعد تعليق شركة الإطعام ...
- شرطة نيويورك تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من الطلا ...
- كيف أصبح الأول من مايو/أيار عيداً لعمال العالم؟
- الشرطة الأمريكية تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من ا ...
- أوستن يوضح بعض المعلومات عن رصيف المساعدات العائم قبالة سواح ...
- الولايات المتحدة تدرس مسألة إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غز ...
- لابيد يتوجه إلى أبو ظبي في -زيارة سياسية قصيرة-
- قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و-حزب الله- الليلة الماضية ( ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية