المحكمة الماروكية جهاز اضطهاد طبقي وقومي

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المحكمة جهاز اضطهاد طبقي وقومي في البلدان الهيمنة الكولونيالية , مهمتها اجبار الشعب المضطهد على الامتثال للقوانين الاستعمارية , قوانين اباحة النهب والاستغلال الفاديح وتثبيت اركان الحكم الكولنيالي الهمجي , وباسم القانون تقمع الحركات التحررية المقاومة للنظام الكولونيالي . المحكمة ضرورة تاريخية لقمع الطبقات الفقيرة وحماية الطبقات المهيمنة , وستلعب المحكمة دورها الاضطهادي والقمعي للقوميات الاخرى تحت السيطرة الكولونيالية .
نشأت وتطورت المحكمة في الماروك كجهاز قمع واحتيال واضطهاد قومي , اضطهاد الشعب الامازيفي باحكام النظام القضائي العنصري المستمد مرجعيته من النظرة الدونية والعنصرية للنظام الاستعماري العربي للقوميات الخاضعة لهذا النظام , بهذا تم حرمان الامازيغ من اراضيهم وخيراتهم ولغتهم , اغتراب الذات عن مكانها ومنتوجها المادي والروحي وتم فرض ثقافة ولغة استلابيتين ونهب منتوج المكان وممارسة الاضطهاد السياسي بصفة قانونية من خلال جهاز المحكمة اداة القمع الكولونيالية .
تابع العالم مؤخرا كيف نكلت الاجهزة القمعية بوحشية لقمع احتجاج الجماهير الامازيغية في شمال الماروك وخصوصا في ايث بوعياش وكيف مورس الحقد العنصري ضد المضطهدين ايمازيغن في محاكمة عنصرية لمعتقلي ايث بوعياش تتويجا للسياسة البربرية للسلطة الاستعمارية , محاكمة الترهيب والقمع لمقاومي سياسة الاضطهاد الاجتماعي والقومي , احكام تراوحت بين 4 و6 سنوات سجنا وغرامة خيالية , انتقاما لجرأت المناضلين في المنطقة بمطالبة المخزن الاستعماري الانسحاب من الريف .
المحكمة الماروكية جزء من النظام الكولونيالي مهمتها الدفاع عن مصالح السلطة وقمع الحركات المقاومة للهيمنة الاستعمارية والمناضلة من اجل استقلالها وحريتها وهكذا لعبت المحكمة دورا فعال في مصادرة اراضي القبائل الامازيغية ومؤخرا تم مصادرة اراضي قبيلة ايت مرغاد بمسمرين او صدور احكام نزع ملكية الارض من اصحابها الاصليين لصالح الغرباء بواسطة الحيل والتزوير وهذا يدل عن انعكاس لجوهر العرقي للسلطة الكولونيالية وكنه وجوده في السيطرة و امتلاك الارض وطرد اصحابها منها وتهميش واقصاء ا لهوية واللغة الامازيغيتين لترسيخ الوجود الاستعماري من خلال بوابة القوانين والمؤسسات الكولونيال وهذا يتجلى في المحاكمات العنصرية و الزور والاحتيال والقمع و فرض اثناء المحاكمات لغة الاستعمار ( التعالي اللغوي وجه للممارسة العرقية والتمييز العنصري ) على جاهلي هذه اللغة ومنع اللغة المحلية الوطنية المفهومة من طرف ايمازيغن .
المحكمة جزء من مكون السلطة ومنفذة لاستراتيجيتها وتحقيق سياستها الاضطهادية للشعب الامازيغي المنعكسة في كل المحاكمات العنصرية و الصورية الصادرة في حق المطالبين برفع الحكرة والتهميش والاقصاء في موطنهم , في سيدي افني وصفرو وتازا واميضر وايث بوعياش وغيرها من الاماكن المقصية ومهمشة من طرف السلطة الكولونيالية , و محاكمات مناضلي 20 فبراير و من قبلها المحاكمات العنصرية ضد طلبة الحركة الثقافية الامازيغية , سواء في اكادير و فضيحة تحالف الصبية البعثية وطلاب البولساريو واجهزة القمع المخزنية ( انصر اخاك العربي ولو عداك ) , في قمع وتكسير عظام طلبة الحركة الثقافية الامازيغية وفي الاخير يعتقل الامازيغ داخل المستشفى وتصدر المحكمة العروبية احكام جائرة في حقهم انتقاما لتصديهم للفكر العروبي الاستعماري , وسيكافئ مناضلي الحركة بامتغرن ب14 سنة سجنا مقسمة على اربع مناضلين 5 سنوات لمحمد سيكو و5 لسليمان الوالي وسنتين لرشيد هشيمي ومثلهما لمحمد ولحاج وفي نفس الفترة الزمنية استهدف النظام القمعي قيادة النضال الطلابي الامازيغي بجامعة اسماعيل بامكناس حميد اعطوش ومصطفى اوساي وادينا ب10 سنوات سجنا نافذة لكل واحد منهما .
حملة الاعتقالات والتعذيب في زنازن العروبة والمحاكمات العنصرية وسياسة مصادرة الاراضي والتهميش والاقصاء , والتي لعب فيها الجهاز القمعي المحكمة دورا بارزا , هي استراتيجية شاملة هدفها توطيد اركان الوهم العروبي وتصفية الوجود الامازيغي ( الطالح ) .
المحكمة الماروكية وقراراتها العنصرية تناقض كل المواثيق الدولية في حق المحاكمة العادلة للافراد والجماعات تحت السيطرة الكولونيالية ووقف التمييز العرقي والعنصري .
الاعتقالات السياسية التعسفية للمناضلين الامازيغ والمحاكمات العنصرية تعد تتويجا للاعمال الاجرامية في حق الشعب الامازيغي فلا القرارات الدولية انصفته ولا ايات الربانية حمته , ولا الترقيعات المزيفة والورقية ستنصفه , الثورة على السلطة الكولونيالية وحدها من ستنصف الامازبغ وتغير جوهر المحكمة وتوقف مصادرة الحق الوجودي ومصادرة الجغرافية والتاريخ والحضارة , سواعد العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين وجميع الفئات الفقيرة من الشعب المهمش والمقصي , من ستنصف ايمازيغن بتحررهم من الذل والاستغلال ومن اغلال العبودية والوحشية العروبية .

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل