بشير ونيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3730 - 2012 / 5 / 17 - 16:18
المحور:
الادب والفن
كينونة الوقت / قصص قصيرة جدا
1 كينونة
يوم مولدي ‘ رأيت وجه أمي ‘ غزالة تخفي عين الشمس ‘ والأرض مخضبة بدم الهوية ‘ أما وجه أبي فتجلى لي طيرا يحتضن السماء والوجود شهوة حرية .
قال أبي لأمي وقتئذ :
- سوف يمحو وجهي هذا الخلق الجديد...
رد أمي بعطف ولطف ك
- الوجود أن يكون مايريد .
سمعت هذه اللغةالجديدة ‘ وبكيت من شدة الفرح‘ فسقتني أمي بثديها الكينونة .
2 فاكهة النار
أحبها حتى الكفر ‘ أحبته حتى الايمان ‘ توهجا بالحب عبر زمن قرمزي ...
في ليلة الزفاف ‘ تعانقا وتضاجعا ولما أفاقا
قالت ك
- الجسد نار
قال :
- الوجود جنة .
3 جحيم العدم
قرر سزيف الامتناع عن حمل الصخرة ذلك الجلمود الذي حطه السيل من عل ‘ واندمج في الحياة فاعلا على جناح السرعة ‘ يعلو ‘ يسقط ‘ يمحو ‘ يثبت ...والليل والنهر يعملان فيه حتى اكتشف أنه الصخرة التي ترفع كل مرة وزمنه عبث عدم يد خفية تحركه وهو الساكن تسكنه وهو المتحرك ‘ وعرف أنه لا يعرف شيئا.
4 سراب
دخل بروميثيوس بيت الآلهة في زمن السراب ‘ أسكره نورها لكنه آنس منها النار غواية الجسد ‘ فخطف قبسا منها ونزل الأرض يطوف بدت له الأرض أشرقت ‘ يسير ‘ يدور كأنه يطير فجأة وجد رجلا عنده النار ‘ يطبخ ‘ يتدفأ وله فيها مآرب أخرى ‘ تحير بروميثيوس وقال للرجل :
- كيف تحصلت على النار ؟
- بالوحي ...
بلع بروميثيوس السكين بدمها ‘ وقال في نفسه :
- آه لو خطفت قبس النور لأن النار جبل عليها هذا الجسد .
بشير ونيسي الجزائر
#بشير_ونيسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟