سينات الجسد فراشة الروح على نار الوردة

بشير ونيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 12:24
المحور: الادب والفن
    

قراءة تفكيكة في قصيدة السينات للشاعر الجزائري الكبير بوزيد حرز الله

القصيدة حكاية الجسد / بوزيد حرز الله شاعر يشكل لغته بمنطق الطير وحكاية الوصل شاعر يريد من القصيدة خلقا وجوديا لعالم يتشظى بجحيم العدم . ان القاريء لشعر بوزيد يتورط في شيئين غواية تمنحك الفردوس وارادة تبعث فيك الوحي الضائع في عالم دجله الوقت المغلوب على أمره. هي القصيدة حكاية الجسد في شجنه وطقسه ومقامه وحاله وسره وسحره ووجوده وعدمه. فالقصيدة التي نطمح للتفكيكها تنبلج من تناص أتى من سريان اللحظة حين تجلت القصيدة تحيل القصيدة الى قصيدة البحتري
صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدا كل جبس
وتماسكت حين زعزعني الده رالتماسا منه لتعسي ونكسي
الشاعر بوزيد حرز الله يعود الى هذا الطقس العتيق ليشكل حلمه من وله الوجود التي تمركز فيه .الشاعر كائن يشبه النبي في حلمه يخلق كونه الشعري بالمتخيل الجسدي ثم يمحو جسده ليبعث العنقاء من رماده يمحو جسده ليرى الله ليعرف الموت ليعود الى فردوسه الأنثوي المفقود . والشاعر حين يريد الوجود فهو يراهن على شيئين الجسد واللغة في الجسد يعرج بمتخيله المتجلي الفطري او المكتسب الى سدرة النور ليلمس جنة وجوده وفي اللغة يصير جسده شكلا والشكل وجود يمنح الأشياء وله الرائع المدهش فكل شيء باللغة ومن اللغة والى اللغة وكل شيء عند الشاعر له علاقة بكل شيء كل شيء يشبه بعضه الليل قمر والقمر وردة والوردة فراشة والفراشة سماء وفي كل شيء يغرس الشاعر كينونته حسب السياق الذي يريده ويشتهيه
القصيدة حكاية الجسد انها مسكن متخيل للجسد هي الخلق الفزيقي والميتافزيقي للعالم الذي يستشرفه الشاعر في ملحمة الوهج العذري
الجسد في قصيدة بوزيد حرز الله السينات يتجلى بالصور التالية
- جسد يتجاوز عضويته وكيانه الى سر يتعالى عن كل شيء ثم يحل فيه ومن خلاله يكشف طقسه
- جسد يكشف كينونته من الآخر جنة/ جحيم .
- جسد يرى كنه كل شيء في أنثى السراب وامرأة الشتات .
- جسد يعود جوهره الفرد من أجل هيولي جديد للعالم.
- جسد يكون كوجيتو للتجلي أنا أرى ما يحدث منها وفيها واليها فأكون .
- جسد يؤسن كل شيء بمنطق السين سر / سحر / سفر.
- جسد يعرف هويته من حرية السين بساط للروح والسلام .

في هذا المقال نسعى الى معرفة البنيات الفكرية في قصيدة السينات للشاعر الجزائري بوزيد حرز الله السين جزء من الكل في الكل الكل في جزء من الكل كل شيء يولد من السين ينبثق منها يبعث منها يعود اليها يجري فيها يسري فيها منها بها اليها السين مركز كل شيء السين ذلك الحرف الذي أبدع منه الشاعر الكبير بوزيد حرز الله الأحلام السين هي الجسد مبان عالية ارتفعت مكان الأطلال السين مسكن الروح السين شبق الحياة السين سر الوجود السين أيها الجسد المتنكر في الملاك / الشيطان السين قبس النار منها آنست فيه نارا السين الوردة / المرأة الفراشة / أنثى السين قصيدة الوجود التي ينسج الشاعر خيوطها من دم قلبه المتوهج بالنور / النار ...في هذا المقام السيني تظهر الأشياء في طقس البراءة الأولى .
نقرأ في قصيدة السينات مايلي

1 – السين أشكال المعنى
- عتبة السين مقام التجلي والتلاشي
- سين الجسد
– سين الوجود
– سين السهو / أبلسة الآخر
– سين السلوى
– سين الكر والفر
– سين السلام
2 السين المتجلي الشعري

1 السين أشكال المعنى/ في هذا المقام نتعرف على أشكال المعنى داخل بنية الخطاب الشعري للسينات ونفكك تشظيات السين من خلال الرؤيا الشعرية
* عتبة السين / مقام التجلي والتلاشي قصيدة بوزيد حرز الله على سقفها يعلق ثريا العنوان السينات ليحيل الى رؤيا تجلت له فشهدها في لحظة تجل وخلق هذا العنوان يجمع بين شيئين الأول توحد في سر الحرف سين وتلاش وتبعثر من خلال هذا الحرف يمكن معرفة الدلالة على أنها توميء سيكولوجيا بمرآة يبدو فيها الوجه محترقا بألم يجعله يغترب عن وجوده الأصيل وتوحي فينومولوجيا بذات تعرف ماترى فيحدث السراب السيني الذي يحسبه الظمآن ماء هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد يحيل العنوان الى ايقاع يتكرر أبديا فيجعل الجسد يتوغل عدم شفقي يمسح الوجود الغسقي .
من هذه العتبة تشكل السين عالمين يتموضع بينهما الشاعر الكبير بوزيد حرز الله سماء تجعل الجسد معلقا في الهواء على حسب تعبير ابن سينا الجسد بالسين الطائر الوحيد الحر الذي مثلما يطير يقع والسين سر يجعل الجسد في حضور مع المطلق اللامسمى فيحدث الانتظار للنور الذي قد لايجيء بمنطق صمويل بكيت في انتظار جودو في موطن العدم يستعيد الجسد وجوده فبين السماء والسر يبدو الوجود اعتراف بطقس التجلي وانبعاث للحلم النوراني
اذن السين تجل السين بعث السين حدس الروح السين سريان الجسد السين يموت الحب اذا ماتوحدا ويتلاشى اذاافترقا .
*سين الجسد توحد الجسد بالجسد محاولة توحد بالنور في سين الجسد يريد الشاعر أن يكشف الجسد في حينونة السين وكينونتها
كانت تاخذني لجميع فئات الطيش النزق المحموم
أنا المحروم
الذات محرومة حين يأخذها الجسد الى فئات الطيش والجسد لا وجود له الابالغواية البيضاء فيرغمه الناس على لباس التقوى وبياض الطهر لكن الأقوى حين يتمزق بالقبل العمياء والذات تشرب السواد كأسا دهاقا
ويلزمني الناس لباس التقوى والأقوى مني حين تمزقني قبلا عمياء فيبدو الله قريبا مني سيعاقبني ...
وأصر على محوي بين أصابعها ال...تشتعل سلاما منها
الله في ظلمة الجسد يبدو قريبا من الشاعر قد يعاقبه في أي لحظة لكنه يصر بارادةالحياة على محوه وتشظيه بين أصابعها لحظة اشتعالها بنار السلام التي تعيده الى وجوده الغائب في جسدها ثم يعود الشاعر الى طقسه الجسدي المنبعث من عبقها يظل لباس التقوى يلزمه الناس به والشاعر لا يلزم جيرانه بما تتصيده أعينهم ليلا ومعه ماء الحياة طول العمر ولا يلزم الجيران بتحمل صمته ولكن الشاعر لن يلبس الا ما يرضي المعنى في أصوات حرف العطف بأسئلته الغواية اللعنة
يقول الشاعر
ويظل لباس التقوى يلزمني الناس به وأنا ألزم جيراني لما تتصيدني أعينهم ليلا ومعي ما يبقيني حيا
طول العمر فقط معها أسمعها ما اخفيه من الأفراح ولا ألزم جيراني بتحمل صمتي لن البس الا ما يرضي المعنى في أصوات حروف العطف بأسئلتي السين سلام منها
الجسد في صمته لن يلبس الا ما يرضي المعنى من أحرف العطف والمعنى خبز الجسد وملح الوقت ومنه تكون الأفعال ماضية في المحظور الظاهر في الايمان الطافح في وشم وسط الجبهة
يقول الشاعر
ستكون أفعالي ماضية في المحظور الظاهر في كل أساليب الايمان الطافح في وشم وسط الجبهة لا يغري حتى بالبصق عليه
فسين سيعاقبني الله وستكون اذن أفعالي ماضية في المحظور سين مستقبل قريب يحيل الى نزوة الجسد المتلبسة بالروح سين العقاب وسين الكينونة وبين الحظر في الأفعال الماضية والعقاب لحظة القرب يعرف الجسد حريته المتوهجة بالحرية الغواية وينطفيء في سراب الهوية التي يفرضها عليه المعنى المتخفي في أعين الناس الملزمة بلباس التقوى .
ثم يقول الشاعر
لاأتصور أنثى يلسع جبهتها هذا المطبوع الماضي في البهتان
زمن الجسد هنا غائب في الأنثى باهت أنثى يشتهيها الشاعر جنة خلاص تعيده الى برزخ مزخرف بهسيس النور ويصل الشاعر في جدله العاشق بين جسدها النزق المحموم ولباس التقوى الى قاعدة الحرية الذهبية افعالي أنا لا يعنيه المستقبل منكم
أفعالي لايعنيها المستقبل منكم سيان ... سلام منها
مازال الجسد يرى السين فقيه الغامض في المسجد يدل على فقه اللذة وبلاغة الفقه والتدبير المتكرر في كل الجمعات وامام الحي المعتوه يؤكد ان الماء ضروري للغسل ويدعو الى الاسلام ولكن الشاعر يتجاوز هذه الهرتقة والسبهللة ليسلم الجسد كل امره لها ويركب فلكها ليرسو على سحر يغمره بطوفان الوجود والنور.
يقول الشاعر
أدركت بأن السين فقيه الغامض في المسجد ..اسمعني أدلك عن حسن التدبير المتكرر في كل الجمعات فما زال امام الحي المعتوه بكل مقاييس الجهل يؤكد أن الماء ضروري للغسل ويدعو الأنام الى الاسلام أنا أسلمت لها وركبت سفينتها ورسوت على سحر يغمرني بسلام منها .
انها رحلة الجسد في ذاته ولذاته طقسه المتوحد المنفصل الذي يفيض على الشاعر فيطير ويسير ويصير ...

*سين الوجود / الوجود سر الكينونة معنى عميق في الذات يجعلها تصبغ الأشياء يرسم بوزيد حرز الله الوجود في قصيدة السينات فضاء مطلقا
السين سماء لوجه تائه عن يقينه
السين سرور لقلب تسكنه الصبابة
السين سحاب قد يجيء بمطر الروح
السين هسيس الصفاء
السين نسمات تسقي بالكوثر
السين لمسات ملائكية عبر جسد شيطاني
السين سرير يوحد الجسدين في الليل العميق
السين لميس اسم أنثوي كالعودة الأبدية
هذا الوجود الذي يوشمه الشاعر يجمع بين الكون في مناخه والجسد في طقوسه سماء سحاب نسمات وسرور ولمسات وسرير .
* سين السهو / أبلسة الآخر الشاعر في هذا المقام تغمره السعادة أفعاله لا يعنيها البؤس لأنه بمجرد السهو حفر مغارة قلبه وسلب التفاح على مرأى من ابليس
يقول الشاعر
ولذا أفعالي لا يعنيها البؤس أنا بمجرد هذا السهو حفرت مغارة قلبي وسلبت التفاح على مرأى من ابليس فداهمني الشعر سعيدا كنت .. يطهرني الوزر ..
سين السهو تسمح له بالايقاع والتوقيع على الصدق المدفوع ولا ولاتبالي بالممنوع
يقول
سيني لا تسمح لي بالايقاع أو التوقيع على الصدق المدفوع ولا تأبه بالممنوع
ما بال الحكمة راسخة لا تقبل رأيا ان عارض وجهتها المشدودة للثابت
أن تتحول يعني أنك خالفت الأعراف وأوشكت على الهدر ...
سيني لا تعمل في السر ...
الشاعر في لحظة تجاوز الثابت في الحكمة ليضمن التحول رغم ان سينه لا تعمل في السر .
*سين السلوى / في هذا السياق يسلم الشاعر كل مفاتيح السلوى للجسد ويبدع أفلاكا وسلالما لتراه بالفاعل ويكل المفعول تفقد أحوال الرغبة في المكبوت
يقول الشاعر
ولذا سلمت لها مفاتيح السلوى وصنعت لها أفلاكا وسلالم تصعدها لتراني أعبث بالفاعل منكم وأسلمه لحروف الجر وأوكل للمفعول به ان يتفقد أحوال الرغبة في المكبوت
أطلقت الشهوة من سين الحسنات الى الملكوت
الشاعر هنا يصنع أفلاكا لتعرج حتى تراه يعبث بالفاعل ويسلمه لحروف الجر ويجعل المفعول به يتفقد أحوال الرغبة حين تكبت.
*سين الكر والفر / الحب هو العلة التي نشتهي الشاعر هنا يخوض بحر الحب ويرسم بحذائه خط السير و لايتعجل في التفسير الحرب ضد الغامض في الحب لا يأبه بالغيب وفعل الأمر يمنحه دينامكية العشق وديالكتيك الرؤيا
يقول الشاعر
فلا تتعجل في التفسير ارسم بحذائك خط السير
أقلع عينيك..فقبلها
سهلان تتخلص من حربك ضد الغمض في الحب يكفي ان تلقي قلبك في الجب ألا تأبه بالغيب
أن تلبس سينا لل..كر وأخرى لل..فر مزق أثواب العفة والطهر أحضنها مرغ أشجانك في نهديها مص النشوة من زهرتها وتوسد ساقيها ...أشعلها يأتيك سلام منها
لا تتعجل أرسم أقلع مزق أحضنها مرغ مص توسد أشعلها كلها أفعال للأمر تنبيء بالذات لحظة تورطها في غواية الجسد وبحثها عن خلاص في أنثى النار وامراة النور المرأة زهرة شوك رؤيتهاعن بعد أسلم من ملامستها باليد على حد قول ابراهيم الكوني في ديوان البر والبحر .
في سن الكر والفر تنبثق سين السكر والسفر حيث يتفجر نهداها أقمارا من شبق فتسكر الذات حتى تصيرا طفلا بين ذراعيها ويلقى بها في بستان رمان وفي الصحراء الظمأى تؤثث غيمات تطفيئها وتسلمها لسرور لا يأتي يقول الشاعر بوزيد حرز الله
سفر الرغبة يقرأني لما يتفجر نهداها أقمارا من شبق أسكر ..أسكر حتى لا أقوى عن حمل الكأس فتحملني طفلا بين ذراعيها تلقي بي في حقل رمان ..هنالك في الصحراء الظمأى وتؤثث غيمات تطفئني وتسلمني للسرور لا يأتي الا بسلام منها .
في هذا المقام السيني الشبقي تحدث سين النسيان فيسكن الطفل في فجوات الروح فيعبر حدائقها مولعا بالألوان والعطر وأسراب فراشات يرى أفلاكا تعرفها الجدة انها ذاكرة المحو والاثبات السين افعى مسعورة تجعله يبلغ السرة ويشد على اعشاب تتدلى من سدرتها فيتلظى بأصابعها ويتوضأ بالنازف من شهقتها ويصلي كل نوافلها يقول الشاعر
يحدث ان ساورني النسيان فلا القي حرجا في ان أتلبس بالطفل الساكن في فجوات الروح واعبر صوب حدائقها مأخوذا بالألوان ويوقفني العطر يدل عليها وترافقني أسراب فراشات تسبقني فأرى أفلاكا تعرفها الجدة كانت ترويها بمزيد من ملح الكانون الضارب في برد الليلة ..تلك الليلة لا يعرفها الشيح وهذي الريح أوجهها حيث تشاء السين المسعورة أبلغ سرتها وأشد على أعشاب تتدلى من سرتها أتلظى بين أصابعها أتوضأ بالنازف من شهقتها وأصلي كل نوافلها وأنام على ايقاع لا يأتي الا بسلام منها .
في نفس هذا المقام تتجلى سين الفسحة لتجعل الشاعر قديسا يتفقد أحوال الوجود والخلق فيبارك الكأس المقدس فيتأسى المحزون العاقل المجنون الفاتن المفتون الطاعن والطاعون وتتعرى الأسرار سلالا من توت.
سن الكر والفر تتمفصل في هذا الخطاب الى سين السكر والسفر والنسيان والفسحة ومن خلال هذا يشكل الشاعر وجوده والوجود شكل في اللغة العذراء على حد قول عبد الوهاب البياتي
في سين الكر والفر يفضح الشاعر شيئين الجسد والوجود الجسد في شهوته المتكررة أبديافي كل شيء واللذة شبق اللحظة الذائبة في ظلمة العدم والوجود في نشوته المتكررة أبديا في جسدها الزئبقي الزنبقي الغسقي الشفقي ويتأرجح الشاعر في الأخير بين سين سؤال المحو وسين رسول النحو .
*سين السلام / هذه السين هي الجوهر الفرد في القصيدة انها الايقاع الكوني الذي يعتمده الشاعر في كل مقطع شعري يغمره فكلمة سلام منها هي الخيط الرفيع الذي يجمع شتات القصيدة وتكرره يوحي بالحضور الوجودي معها التوحد الكوني بها فان أصبحت هي الشاهد أمسى الشاعر هو الغائب وان ظلت هي الغائب صار الشاعر هو الغائب سلام هي سر النفخ البعث التجلي الحدس الكشف الخلق ان كلمة سلام هي المفرد بصيغة الجمع حسب شعرية أدونيس
سلاما أيها الجسد
أيها النغم /أخرجت اللذة ألحانا سرت بها
عشقتها وطربت اليها
......
وأجريت الايقاع في انهار لاتحصى
سلاما أيها الجسد
الشاعر الكبير بوزيد حرز الله توحد بالسين حتى ركب بساط الريح خلق أجنحة للروح بالسين فكان هذا الحرف ملكا على كل الحروف وأبدع الشاعر طقس عشقه ومقام وصله وأنسه منها واليها وفيها انه الشعر حين يعود الى سر الحرف لينفخ فيه دفعة الحياة التي تعيد كل شيء الى أصله .
السين هذا الحرف العجيب جعل من الشاعر بوزيد حرز الله فلكا يواجه الطوفان الحرف في التراث تحدث عنه ابن عربي في الفتوحات المكية يقول الحروف أمة من الأمم مخاطبون ومكلفون وفيهم رسل من جنسهم ولهم أسماء من حيث هم ثم يقول وعالم الحروف أفصح العالم لسانا وأوضحه بيانا وقد جاء حرف السين في عالم الجبروت مع التاء والثاء والجيم والدال والذال والراء والزاى والظاء والكاف واللام والنون والصاد والضاد والقاف والسين والشين ..


في السين أسرار الوجود الأربع وله التحقق والمقام الأرفع
من عالم الغيب الذي ظهرت به آثار كون شمسها تتبرقع
اعلم أن السين من عالم الغيب والجبروت واللطف ...يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة وخلاصة خاصة الخاصة ...
بين شكل الحداثة ووشم التراث يبدو حرف السين ايقاعا كونيا نابعا من الجسد يفيض قمرا على ليل المعنى ..ويجري السين مطلعا وختما بهمس السلام الذي تتنزل فيه الملائكة والروح انه السلام حتى مطلع الفجر .
2 السين المتجلي الشعري / نريد في هذا المبحث أن نعرف المتخيل الشعري وحالات التجلي داخل فضاء الصورة الشعرية فالصورة في شعرية بوزيد حرز الله تأخذ شكلين شكل الفراشة في حركيتها وخفتها وشكل الوردة في لونها وعبقها وهذا يدل على عمق التجربة وصدقها أرصد بعض الصور جملة ثم أحاول الكشف عن فراشيتها وورديتها
- أقمارا من شبق
- الطفل الساكن في فجوات الروح
- أتلظى بين أصابعها
- تؤثث غيمات تطفئني
- تمزقني قبلا عمياء
- لن ألبس الا ما يرضي المعنى في أصوات حروف العطف
- سلبت التفاح على مرأى من ابليس
- مرغ أشجانك في نهديها
- هنا تتعرى الأسرار سلالا من توت
- مص النشوة من زهرتها
أقمار من شبق تحيل الى ظلمة البعد وشوق الذات اليها / الطفل الساكن في فجوات الروح يوحي بالبراءة الأولى التي تحل في الروح /أتلظى بين أصابعها الاحتراق والفناء وفي البدء طينة بين أصابعها تشككله ما تشاء / تؤثث غيمات تطفئني لحظة الاشتعال تبعث غيمات / قبلا عمياء وجسد يرى تمزقه فيها / لن يلبس الاما يرضي المعنى المعنى عري والروح تتعرى باللفظ / من اللبس الى السلب ويكون للتفاح على مرأى من ابليس ابليس الغواية عنده معرفة والجسد المعرفة عنده غواية / تمريغ الأشجان في نهديها حالة الانكسار وعرس اللذة / هنا تتعرى الأسرار سلالا من توت يظهر السر حين يكتمل التجلي بسلامها سلالا من توت وتحرر الشهوة من سين الحسنات الى الملكوت / مص النشوة من زهرتها العودة الى أمومتها من أجل الانتماء فالاغتراب أحرق ظله الظليل .








من خلال هذه الصور يمكن تصنيفها اما بصور شبقية تكشف عطش الروح لماء الجسد الجسد أقمار من شبق أتلظى بين أصابعها تؤثث غيمات تطفئني تمزقني قبلا عمياء مرغ أشجانك في نهديها مص النشوة من زهرتها او صور وجودية تراهن على فعل الحرية هنا تتعرى الأسرار سلالا من توت الطفل الساكن في فجوات الروح سلبت التفاح على مرأى من ابليس في الوجود السر سلالا من توت والطفل همس الروح والذات في غوايتها تتأبلس أما في الجسد فيشتد الألم الى فردوسها الطافح بشبق البهاء .

سين الخروج / من خلال قراءة قصيدة السينات للشاعر الجزائري الكبير بوزيد حرز الله يمكن أن نرصد الخلاصة التالية
قصيدة السينات هي نص الوجود الذي يريده الشاعر ويهجره
قصيدة السينات هي خطاب الجسد الطافج بالخطيئة والغواية وسراب الجنة
قصيدة السينات هي حالة الخلاص التي أرادها الشاعر في حياة تدحرجت أمامه كصخرة سزيف .
قصيدة السينات هي حلم الشاعر بوطن يعود فيه الحب الى كينونته الأولى
قصيدة السينات هي قصيدة السلام الذي يريده الشاعر أن يكون تشريعا للجزائر تقطع فيها حبل الوصل
قصيدة السينات هي نبوءة الروح في عالم غزاه المسيح الدجال .
قصيدة السينات هي ارادة الحياة في زمن يقبضه موت بلون سماوي أزرق وأحمر دموي .


بشير ونيسي الوادي سوف الجزائر يوم الجمعة 06/05/2011

#بشير_ونيسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات