|
وانتصرت ارادة الاسرى
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 11:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
....دائما وأبدا كانت الاضرابات المفتوحة عن الطعام- معارك الأمعاء الخاوية- ،العامل الحاسم في تحقيق الحركة الاسيرة لانتصاراتها ومنجزاتها ومكتسباتها وصون حقوقها،والدفاع عن وجودها،وأيضاً وحدة الأداة الوطنية التنظيمية لمجموع الحركة الأسيرة،وامتلاك الإرادة والصمود والثبات ووجود العقل القيادي الجمعي والرأس المدبر،هي من العوامل الهامة في تحقيق الانتصار،وهذا الانتصار الكبير والعظيم للحركة الأسيرة بعد ملحمة بطولية استمرت 28 يوماً متواصلاً من الإضراب المفتوح عن الطعام،ودخول أكثر من مناضل وبطل موسوعة غينيتس للأرقام القياسية من حيث طول المدة الزمنية للإضراب المفتوح عن الطعام،هذا بحد ذاته يجب أن يكون علم يدرس في تاريخ وتجارب الحركات الثورية،وملهم للقيادة الفلسطينية بأن تتعلم وتستفيد من هذه التجربة،،وهذا الانجاز والانتصار المتحقق هو أكبر دليل وبرهان على أن القائد له دور هام في تقرير نتائج المعركة،فقيادة تمتلك الإرادة والثبات على الموقف والمطالب،لا يمكن ان تهزم مهما كانت قوة وجبروت الاحتلال،ولكن لا يمكن لأي قيادة مهزومة ان تحقق أي انتصار ولو كان يتيما،وهذا الانتصار الكبير،هو نصراً لكل أبناء الحركة الأسيرة جميعها،وهو أكاليل غار وعز وفخار لكل الذين خاضوا غمار هذه الملحمة البطولية،هذه الملحمة التي شكلت مجموع نضالات الحركة الأسيرة وتضحياتها ملهماً وحافزا لأبنائها لتحقيق هذا النصر،والذي أرى أنه سيشكل نقلة نوعية في قضية أسرى شعبنا في سجون الاحتلال،وهو صفعة لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها وحكومة الاحتلال،التي كانت تراهن بأن هزيمة الحركة الأسيرة في إضراب 27/8/2004،لا يمكنها من أن تعيد ترتيب أوراقها وتستعيد هيبتها وقوتها ودورها ومجدها،ومراهنة بأن الانقسام الفلسطيني ألقى بظلاله على الحركة الاسيرة الفلسطينية،وبالتالي فكل الظروف مهيأة للانقضاض على منجزاتها ومكتسباتها،ولكن كان واضحاً أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بنت تقديراتها على حسابات خاطئة،حيث أدركت الحركة الأسيرة،بأن استمرار وهنها وضعفها سيمكن الاحتلال وادارة مصلحة سجونه،من زيادة عمليات التغول والتوحش اتجاها،وبما يلغي الحياة الجمعية والمؤسسات التنظيمية للأسرى،وبدأت حالة واسعة من التململ في صفوف الحركة الأسيرة من أجل استعادة هيبتها ودورها وكرامتها،ولكن لم تصل الأمور الى حالة من التوافق نحو توحيد الأداة الوطنية التنظيمية للحركة الأسيرة بشكل كامل،وليقوم أسرى الجبهة الشعبية في 27/9/2011 بخوض إضراب مفتوح عن الطعام بشكل منفرد لمدة 22 يوماً،ورغم الحالة العالية من الصمود والثبات والنفس التضحوي غير المسبوق،واستجابة ادارة مصلحة السجون لمطالب الأسرى،وفي المقدمة منها إنهاء ظاهرة العزل،إلا أن إدارة مصلحة السجون تنكرت مباشرة لما وافقت ووقعت عليه،بل وصعدت من هدمتها وحربها على الحركة الأسيرة،بما فيها توسيع ظاعرة العزل والأسرى المعزولين، ومن بعد هذا الإضراب الذي حمل بصمات حزبية واضحة،كان ذلك يمهد لبروفات نحو حركة احتجاجية تأخذ منحى الإضراب المفتوح عن الطعام على الطريقة الإيرلندية،إضراب حتى الشهادة، بدأه الأسير خضر عدنان الأسير الإداري من أجل إغلاق ملف الاعتقال الإداري غير الشرعي والقانوني والمتعارض مع القانون والاتفاقيات الدولية،واستمر في إضرابه لمدة 66 يوماً لكي يحقق نصراً كبيراً بإلزام أجهزة مخابرات الاحتلال بإطلاق سراحه مع نهاية فترة مدة إعتقاله الإداري،ولتأتي من بعده المناضلة هناء الشلبي على نفس الطريقة والنهج ولنفس الغاية،ولتنهي إضرابها المفتوح عن الطعام بعد 43 يوماً بالتحرر ولكن مبعدة قسرياً الى غزة،والتي رغم تقديرنا العالي لتضحويتها ونضالاتها فإن إبعادها الى قطاع غزة والموافقة عليه خطوة في الاتجاه الخاطئ،لأن ذلك يشكل شرعنة لملف نريد له ان يغلق وينتهي،ملف الإبعاد بشقيه المؤقت والدائم. أمام زيادة حالة تغول وتوحش إدارة مصلحة السجون،وتصاعد عنجهيتها ،وجدت الحركة الأسيرة أنه لا مناص أمامها سوى خوض معركة كسر عظم مع مصلحة السجون الإسرائيلية وأجهزة قمعها،من خلال توحيد صفوفها وخوض معركة شاملة،معركة الأمعاء الخاوية،بأداة وطنية تنظيمية موحدة وهيئة قيادية موحدة تقود وتشرف على كل مجريات وتفصيلات المعركة،وبالفعل تم خوض هذه الملحمة البطولية في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني،17/4/2012 ،وفي مقدمة مطالبها انهاء ظاهرة العزل والسماح لأسرى غزة بالزيارة،ولتستمر تلك الملحمة البطولية لمدة 28 يوماً وبموازاتها يستمر ستة من الأسرى الإداريين في إضرابهم المفتوح عن الطعام لمدد جاوزت الخمسين يوماً لأقلهم و76 يوماً لأطولهم مدة،وأمام حالة الصمود تلك والتوحد،وفشل إدارة مصلحة السجون وأجهزة مخابراتها في تحقيق أية اختراقات تمكنها من كسر إرادة المضربين،رغم كل الوسائل والأساليب التي استخدمتها،بما فيها التهديد بالتصفية للأمين العام للجبهة الشعبية القائد احمد سعدات،وأمام تنامي حالة الغضب الشعبي والجماهيري واتساعها وشموليتها،وامتداد حالة التضامن والمساندة للأسرى في مطالبهم للساحات العربية والدولية،وقناعة حكومة الاحتلال وأجهزة مخابراتها وأكثر من جاهز امني بما فيها العربية،بأن سقوط أي شهيد في معركة وملحمة الأمعاء الخاوية،قد يدفع بالمنطقة الى تداعيات خطيرة،وربما تشعل انتفاضة عارمة في الوطن المحتل من شأنها خلط الأوراق في المنطقة. كل هذا دفع بإدارة مصلحة سجونها وأجهزة مخابراتها الى الاستجابة الصاغرة الى مطالب الحركة الأسيرة في وقف وإنهاء ظاهرة العزل والسماح لأهالي أسرى غزة من الدرجة الأولى بالزيارة،وإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل أسر "شاليط"والشيء المهم هنا ليس فقط توقيع الاتفاق برعاية أجهزة المخابرات المصرية مكتوبا مع اللجنة الوطنية العليا للإضراب،بل في صياغة اتفاق بشأن الاعتقال الإداري،يلزم حكومة الاحتلال ومخابراتها بإطلاق سراح المعتقل الإداري عند انتهاء مدة اعتقاله الاداري،ومن تثبت بحقه إدانة بمنطق الاحتلال يقدم للمحاكمة،ورغم أن ذلك غير ملزم لحكومة الاحتلال،إلا أن هذا الإنجاز المتحقق يجب أن يكون،خطوة على طريق إغلاق ملف الاعتقال الإداري غير الشرعي والقانوني. وفي الختام يبقى هذا النصر كبيراً وعظيماً،وهو إنجاز لكل أبناء حركتنا الأسيرة،ورغم كل فرحة أهالي أسرانا وشعبنا بهذا النصر،إلا أن ما نحتاجه هو النصر الأكبر بتحرير كل أسرانا من سجون الاحتلال.والأب الشرعي والوحيد لهذا النصر،هم الابطال والأسود الذين خاضوا هذه الملحمة البطولية،وليس من يريدون أن يستثمروا هذا النصر لمصلحتهم وأجنداتهم الخاصة.
القدس- فلسطين 15/5/2012 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وتبقى نكبة شعبنا شاهداً على الظلم والطغيان ..
-
الحركة الاسيرة تقترب من لحظة الانتصار...
-
لله دركن أيتها الماجدات الفلسطينييات ..
-
الوحدة...الوحدة...في الأضراب...شدوا الهمة يا شباب
-
عيد العمال العالمي ...محطة للمراجعة والتقييم وليس للاحتفالات
...
-
المتضامنون الاجانب بين عنجهية اسرائيل ...وتواطؤ حكوماتهم..؟؟
-
القدس:- مؤتمرات....ورش عمل...دراسات وتقارير...ندوات...وفعل غ
...
-
الأسرى.... المنعطف ....ومعركة الحسم
-
القدس المطلوب:- حلول لا بيانات ولا شعارات ..؟؟
-
قضية المنهاج مرة أخرى..؟؟
-
في يوم الأرض ....تبقى الأرض جوهر الصراع
-
لا أنت بالعزيز ....ولا عبد لله ...؟؟
-
من وحي تجربتي الذاتية في المدارس
-
لمصلحة من تفتي يا قرضاوي ...؟؟
-
في الذكرى السنوية السادسة لاختطاف القائد المناضل احمد سعدات
...
-
شتاء اسلامي وفتاوي بالجملة ..؟؟
-
لماذا التصعيد الاسرائيلي الآن ..؟؟
-
توحيد الأداة الوطنية التنظيمية/ شرط أساسي للانتصار في معارك
...
-
دور قطر و-الجزيرة المشبوه وإعادة تأهيل حماس ..
-
القدس ليست بحاجة لقرارات جديدة..
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|