أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - القدس ليست بحاجة لقرارات جديدة..















المزيد.....

القدس ليست بحاجة لقرارات جديدة..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 13:56
المحور: القضية الفلسطينية
    



..... المأساة ان تصل بنا حالة العجز والذل والهوان الى وضع أصبحنا نصدق فيه ونؤمن بان هناك "دبساً من قفا النمس" او ان الثور يمكن أن يحلب،فالقرار الذي صدر عن المؤتمر الذي عقد بشأن القدس في الخامس والعشرين من شباط الحالي في الدوحة بقطر،خرج بتوصية بناء على اقتراح "حامي العروبة والقدس" الشيخ حمد بن جاسم بالذهاب الى مجلس الأمن الدولي من أجل استصدار قرار منه للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة منذ بداية الاحتلال وحتى الآن،والأغرب من ذلك أن من جرب طريق ونهج المفاوضات العبثية والعقيمة عشرون عاماً يوافقه الرأي،وكأن حمد لا يعرف ان معلمه الأكبر قد رفع حق النقض "الفيتو" خمسة عشر مرة في وجه القرارات التي تدين الممارسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة،وأننا لسنا بحاجة ل"فيتو"جديد،والشيء الغريب هنا أن الإدارة الأمريكية لم تشعر حينها،بأي حزن او بأن مثل هذ الكم من قرارات حق النقض "الفيتو" المتعارضة مع الإرادة والشرعية الدوليتين هي وقاحة بل وأكثر من ذلك بكثير،ولكن عندما تستخدم روسيا والصين حق النقض "الفيتو" في وجه قرار ينتهك سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة كسوريا فهذا قرار حزين ووقح؟؟.
نحن ندرك تماماً أن من يعملون على تدمير المشروع القومي العربي،وأصحاب نظريات سياسة الاستجداء على أعتاب البيت الأبيض،هم لا يسعون من هذا القرار لدعم القدس أو العمل على تحريرها،ولكنهم يدركون مدى مركزية وأهمية قضية القدس بالنسبة للعرب والمسلمين،وهم لا يضيرهم أن يركبوا موجة الشعارات والخطابات والبكاء على القدس،وهم كالصياد الذي يشوي لحم العصافير عيونه تدمع من الدخان المتصاعد من نار الشواء،والذي يراه يعتقد أنه حزين على العصافير،ولكن ليس المهم دموعه بل المهم ما تفعل يداه بالعصافير،فهؤلاء هم من يعملون على التغيب الكلي للقضية الفلسطينية وطمس حقوق شعبنا،بل هم من يعملون على تعزيز الانقسام في الساحة الفلسطينية،من خلال أموالهم التي يغدقونها على أصحاب ما يسمى بنهج"المقاومة"والتي جاءت الحقائق لتكشف زيف شعاراتهم وبأنهم في سبيل مصالحهم وتشبثهم بالسلطة مستعدين لتقديم الكثير من التنازلات،وشطب وتغير كل الشعارات وحتى المبادئ التي يرفعونها ويحملونها،وخير شاهد على ذلك موقفهم من سوريا،ففي الوقت الذي احتضنتهم سوريا وحمتهم،في وقت كانت كل دول المحيط العربي تلفظهم وترفض استقبالهم، من أجل عيون أموال حمد خرجوا من سوريا ليقولوا بأن خروجهم ودعمهم لما يسمى بالثورة السورية له علاقة باختيار سوريا للحل الأمني،وقبل أن يلوموا سوريا عليهم ان يلوموا أنفسهم،فهم أول من انتهك حرمة الدم الفلسطيني،وأول من تجاوز كل خطوطه الحمراء،وأول من لجأ الى مثل هذا الخيار مع المفارقة طبعاً.
وأيضاً الذي يدعون للتحقيق في الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس،هم الذين ينسقون خطواتهم مع أمريكا وإسرائيل بشأن الوطن البديل،وهم من أردوا إشعال حرب أهلية فلسطينية،من خلال فضائيتهم ذات الباع الطويل في التضليل والخداع والتزييف "الجزيرة"والتي نشرت ما يسمى بوثائق ويكليكس بشأن تنازلات قدمتها السلطة الفلسطينية في مفاوضاتها مع إسرائيل،والنشر ليس بقصد وغرض حماية المشروع الوطني الفلسطينية والحقوق الثابتة لشعبنا،بل من أجل تسعير حدة الخلافات في الساحة الفلسطينية.
من يريد تحرير القدس أو المحافظة عليها من الضياع،يعرف جيداً ان الطريق إلى ذلك لا تمر من خلال قرارات لا تغني ولا تسمن من جوع،وبدلاً من الانشغال في تشديد العقوبات على سوريا وطرد سفرائها من العواصم العربية،الأجدر بحمد وغيره ممن حضروا مؤتمر"القدس" أن يعملوا على تفعيل المقاطعة لإسرائيل وطرد سفرائها وممثليها رجال الموساد من العواصم العربية،والتحدث مع أمريكا وأوروبا الغربية بلغة المصالح،وفرض المقاطعة على الشركات والمؤسسات الغربية التي تنفذ مشاريع في القدس الشرقية لصالح حكومة الاحتلال،وكذلك إقرار برنامج دعم حقيقي للمدينة يعمل على تعزيز صمود وبقاء المقدسيين في قدسهم وعلى أرضهم.
ونحن في القدس لا نريد منكم سلاحاً ولا رجالاً فسلاحكم ورجالكم ليس وجهتهم القدس،وحتى أموالكم،فقرارات دعمكم للصمود في كل قممكم الورقية،لم يصل منها سوى الفتات الفتات للمدينة،وأغلبها بقيت حبرا على ورق،في حين مستعدين لدفع المليارات من أجل تفكيك وتقسيم وتجزئة وتذرير وإعادة تركيب الجغرافيا العربية،من أجل خدمة مشاريع مشبوهة في المنطقة خدمة لأمريكا وإسرائيل.
يا أهل القدس علينا أن نعول على أنفسنا وإمكانياتنا الذاتية،فالمدينة يجري تهويدها وأسرلتها على قدم وساق،والاحتلال لا يترك أي فرصة لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في المدينة المقدسة،والتي لعل الأخطر منها في الفترة القريبة جداً،هو السيطرة على المسجد الأقصى تقسيماً أو هدماً،حيث نشهد هجمة غير مسبوقة على الأقصى،هجمة لم تعد المشاركة فيها مقتصرة على جماعات متطرفة من المستوطنين،بل المسألة لها علاقة بقرار سياسي من أعلى المستويات،حيث تتسابق مختلف ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي،على المشاركة في عمليات اقتحام المسجد الأقصى،وكأن هناك قرار سياسي بحسم أمر المسجد الأقصى قبل نهاية العام الحالي،حيث أن الظروف العربية والإقليمية والدولية تمكنهم من ذلك.
ان واجب المقدسيين بمختلف ألوان طيفهم السياسي والمجتمعي والمؤسساتي،العمل على الانتقال الى خطوة عملية جدية،وهي إقرار مرجعية شعبية علنية للمدينة،تكون نواتها هيئة العمل الوطني- الأهلي في المدينة،فأهل مكة أدرى بشعابها،وهم الذين يكتون بنار الاحتلال وممارساته يومياً،وهم الذين يتحملون المسؤولية المباشرة في الدفاع عن حقوقهم ووجودهم في المدينة،وبالتالي هذا يستلزم منهم العمل على تأطير وتنظيم أنفسهم في جسم شعبي،يتلمس همومهم ومشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية،ويسهم في حلها،فلم يعد من المجدي الركون الى أي مرجعية أخرى،فتلك المرجعيات لها أهدافها وأجنداتها،ويبدو أن القدس غائبة عن تلك الأجندات اللهم إلا في إطار الاستثمار والشعار والخطاب و"البرستيج".
نعم القدس ليست بحاجة الى مؤتمرات وخطابات،القدس بحاجة الى خطوات عملية على أرض الواقع،وبشكل سريع وملح،حيث أن الاحتلال يقوم بالإجهاز على المدينة.
فليتداعى كل الحريصين على مصير المدينة المقدسة،بغض النظر عن ألوان طيفهم السياسي ومشاربهم الفكرية،من أجل أن يتوحد الجميع في خندق وميدان العمل اليومي،ومن خلال جسم شعبي حقيقي يعبر عن إرادتهم وهمومهم ومشاكلهم،فلسنا بحاجة الى مال سياسي وتخريبي،نحن بحاجة الى من هم مؤمنين بعروبة واسلامية القدس،لا من هم لهم أجنداتهم وأهدافهم المشبوهة.

القدس- فلسطين
29/2/2012
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسات القدس أزمات داخلية وعلامات أستفهام كبيرة ..
- أيها المقدسي .....قف وفكر...؟؟
- لا ثورات عربية....ولا ربيع عربي ....؟؟
- الأسير المناضل خضر عدنان وغياب الأداة التنظيمية الوطنية المو ...
- إغلاق المؤسسات المقدسية شكل من أشكال التطهير العرقي ..
- لماذا يهدم -ثوار- الناتو تمثال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ...
- الاسير المجاهد خضر عدنان بوبي ساندز فلسطين
- نحو تثبيت هيئة العمل الاهلي- الوطني كمرجعية شعبية مؤقتة للقد ...
- الاتحاد الأوروبي المطلوب :- خطوات عملية وليس تقارير وبيانات ...
- تحت المجهر/ لمصلحة من يجري تصفية شركة كهرباء القدس...؟؟؟
- -ترويكا- عنصرية بحق المقدسيين ..
- -تغول- التطبيع ..؟؟
- المطلوب :- تعميم سياسة الفوضى الخلاقة عربياً ..
- رحيل مبكر .... واعتقال متجدد ..
- لماذا كل هذا الهجوم على مناهضة التطبيع ...؟؟؟
- القدس.../ ما بعد الضوء الأحمر / خدمة مدنية ....مخدرات ....لج ...
- ملامح الصفقة بين الإخوان المسلمين والأمريكان ..
- ملاحظات على الدفعة الثانية من صفقة التبادل ..
- حكومة يتساقط وزراؤها كما تتساقط أوراق الخريف ..؟؟
- قراءة في تقرير -أوشا- بشأن الممارسات الإسرائيلية في القدس ..


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - القدس ليست بحاجة لقرارات جديدة..