أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - لماذا التصعيد الاسرائيلي الآن ..؟؟















المزيد.....

لماذا التصعيد الاسرائيلي الآن ..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 00:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أمريكا مؤخراً والتقاءه بالرئيس الأمريكي أوباما الذي أكد بأن امن إسرائيل مقدس،والتركيز في المحادثات بينهما على الخطر النووي الإيراني،كان واضحاً بأن هناك ضوء أخضر أمريكي وشيك على بياض لإسرائيل للقيام بحروب عدوانية محلية تمهيداً للحرب القادمة على إيران،وفي هذا السياق والإطار أكدت القيادة الإسرائيلية أنها قد تجد نفسها مستقبلاً مضطرة إلى القتال على أكثر من جبهة .

وعدوانها المتصاعد والمتواصل على قطاع غزة جاء في هذا الإطار والسياق،فهي تريد أن ترسم سيناريوهاتها وردودها المستقبلية على ضوء نتائج ومخرجات هذا العدوان،فهي تريد توجيه رسالة للمقاومة الفلسطينية بأن المقاومة والمتغيرات في المحيط العربي، لن تمنع إسرائيل من العربدة والزعرنة،وأن هذا الخيار ليس بالطريق المؤدية الى تحقيق الأهداف والحقوق الفلسطينية،أي كي الوعي الفلسطيني بالنار،وهي تريد أن تقول للفلسطينيين بأن شيئاً لم تغير حتى بعد التغيرات العربية،وحلول الشتاء الإسلامي،وبالتحديد في مصر فالردود على العدوان لن تخرج عن إطار بيانات الشجب والاستنكار وخصوصاً أن الإخوان والسلفيين أكدوا أكثر من مرة في إطار اتفاقهم مع الاميركان بأن الإخوان يحترمون الاتفاقيات مع إسرائيل،ومن جهة أخرى هدف هذا العدوان إلى اختبار ردة فعل حماس،وخصوصاً أن قيادتها أعلنت بأنها لن تشارك في أي حرب الى جانب إيران اذا ما شنت إسرائيل حرباً عليها،وهنا كانت إسرائيل تريد توجيه رسالة مزدوجة لحماس بأن أية ردود منها على العملية العسكرية ستعني تصفية حكم حماس وجرها الى المجابهة العسكرية وفق الأجندة الأمنية والسياسية الإسرائيلية وبالتالي تدمير قدرات حماس العسكرية،وإذا ما التزمت عدم الرد فهذا مؤشر على ما سيكون عليه موقفها إذا ما أقدمت إسرائيل على ضرب إيران،والرسالة الأخرى أراد اليمين الإسرائيلي أن يوجهها إلى الداخل الإسرائيلي بأن المواجهة العسكرية قادمة لا محالة،وأن الحزب المرشح والقادر على فرض الأمر الواقع،هي الأحزاب اليمينية والمتطرفة،وبالتالي حتى يضمن اليمين بقاءه وسيطرته على مقاليد السلطة،فلا مجال إلى ذلك إلا عبر بوابة الدم الفلسطيني وتعظيم الأخطار المحدقة بدولة الاحتلال،وهو سيستغل العدوان والرد الصاروخي الفلسطيني عليها للقول، بأن الجنوب وحتى وسط دولة الاحتلال أصبحت تحت مرمى الصواريخ الفلسطينية،من أجل تبريره للخيار العسكري،فكيف عندما تمتلك إيران السلاح النووي؟،وخصوصاً أن القيادة الإسرائيلية أكدت بأن ضرب إيران وتدمير منشأتها النووية،وما سينتج عن ذلك من رد فعل إيراني بقصف إسرائيل بالصواريخ أفضل مليون مرة من امتلاك إيران للسلاح النووي وبالتالي تهديد وجود إسرائيل،ولذلك لا بد من حسم القضية من خلال الحرب والعدوان،وكذلك اليمين يريد أن يجد له مخرجاً من عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها إسرائيل نتيجة لسياسات تلك الحكومة اليمينية المتطرفة.

ومن هنا رأينا أن حماس ردة فعلها على العدوان لم تخرج عن الشجب والاستنكار وسعت الى تهدئة الأوضاع،وهذا مؤشر على التغيرات والتحولات التي بدأت تطرأ على مواقف حماس السياسية بعد تماهيها سياسياً مع الإخوان المسلمين والصفقة المعقودة مع الأمريكان،وتصريحات مشعل عن المقاومة الشعبية السلمية والتي كانت مرفوضة سابقاً والموقف من ما يحدث ويجري في سوريا،والرسالة التي وجهتها كادرات وقيادات حمساوية في دمشق لقيادة حماس بأنه يجري إخضاع حماس للقيادة القطرية والتضحية بهم على مذبح المصالح والمواقف المربكة والمتناقضة لقيادة حماس خير مؤشر ودليل على ذلك،يضاف إلى ذلك كله الشروط والاشتراطات التي تضعها حماس على اتفاق الدوحة.

ويجب التأكيد مرة أخرى بأن الدم الفلسطيني الذي يسيل بغزارة وتصاعد العدوان،لن يكون بمثابة الضوء الأحمر أمام طرفي الانقسام من أجل تغليب المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني فوق المصالح الخاصة والفئوية،فالانقسام يجري تعزيزه وتعميقه وشرعنته،وما يجري من الطرفين ليس سوى إدارة وإدامة الانقسام وليس العمل على إنهاءه،وما حدث أخيرا في انتخابات رابطة الصحفيين خير مؤشر ودليل حيث حماس رفضت المشاركة في الانتخابات ولم تخلي مقر النقابة ومنعت صحفيي القطاع من المشاركة فيها،حيث اقتصرت المشاركة على التصويت بالبريد الالكتروني وما شاب ذلك من طعونات واتهامات بالتزوير من قبل كتلة التحالف المهني الديمقراطي،وكذلك عدم التقدم على صعيد إغلاق ملف الاعتقال السياسي وتوحيد ودمج الأجهزة الأمنية،وسياسة الترقب والانتظار لما ستؤول اليه الأوضاع والمتغيرات عربيا وإقليميا يجعلنا نعتقد بأن مرحلة إنهاء الانقسام حظوظها تتضاءل وتتراجع لصالح مأسسته وإدامته.

إن ما تقوم به إسرائيل من عدوان غاشم على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة هو بمثابة بروفات ورسم ووضع وبناء خطط وسيناريوهات بناءاً على ما ستؤول إليه هذه الحرب،وقياس ردة فعل قوى المقاومة الفلسطينية وما تملكه من إمكانيات وقدرات عسكرية،وكذلك وفي نظري هو الأهم،مدى وسقف حالة التضامن التي ستنشأ بين حماس وقوى الإخوان المسلمين في مصر،هل ستبقى في حدود وإطار التضامن العاطفي والوجداني؟،أم أن الأمور ستتجه إلى الفعل والعمل على الأرض؟،وكل المؤشرات تدلل بأن الشتاء الإسلامي،لن يكون أكثر من ظاهرة صوتية،بل سيكون مريحاً أكثر لإسرائيل وأمريكا،فإسرائيل اختبرت ذلك عبر الهجمات المتكررة على المسجد الأقصى وتصعيد الاستيطان وعمليات التطهير العرقي في القدس،والنتيجة هي هي نفس "الجعجعات "والخطب والشعارات،وحتى الاخونجية يخطبون ود أمريكا وإسرائيل عبر التصريحات والمقابلات بأنهم لن يقفوا إلى جانب لا سوريا ولا إيران ولا حزب الله،بل سيعملون على قطع العلاقات معها وحتى محاربتها تصريحات المعارضة السورية،وإعادة تاهيل وتطويع حماس تحت العباءة القطرية،والتهاء القوى الاخونجية بالفتاوي والتشريعات حول تشريع نكاح الجواري والتعدد في الزوجات والخضوع للموقف الأمريكي من خلال عقد ما يسمى بمؤتمر "أصدقاء" سوريا في تونس،وما يجري من تقسيم لليبيا،ودفعها نحو الاحتراب العشائري والقبلي والجهوي،في حين القضايا الكبرى مثل الأمن القومي والقطري،مجابهة الفقر والجهل والتخلف ومحاربة الفساد وإشاعة الحريات والديمقراطية والمواطنة الكاملة والنهوض بالاقتصاد،تتراجع الى المراتب الدنيا في اهتمامات تلك القوى التائهة والفاقدة للبوصلة والاتجاه.

نعم حتى اللحظة الراهنة فإن الفلسطينيون سيبقون وحدهم في المواجهة والمجابهة،تلك المجابهة والمواجهة غير المستندة الى رؤيا وإستراتيجية موحدة في ظل انقسام مستمر ومتواصل،وبما يجعلنا نقول بأن الاحتلال سيواصل ويصعد من عدوانه من أجل تقزيم توقعات شعبنا الفلسطيني،وكي وعيه بالنار،ودفعه لخانة اليأس والإحباط.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توحيد الأداة الوطنية التنظيمية/ شرط أساسي للانتصار في معارك ...
- دور قطر و-الجزيرة المشبوه وإعادة تأهيل حماس ..
- القدس ليست بحاجة لقرارات جديدة..
- مؤسسات القدس أزمات داخلية وعلامات أستفهام كبيرة ..
- أيها المقدسي .....قف وفكر...؟؟
- لا ثورات عربية....ولا ربيع عربي ....؟؟
- الأسير المناضل خضر عدنان وغياب الأداة التنظيمية الوطنية المو ...
- إغلاق المؤسسات المقدسية شكل من أشكال التطهير العرقي ..
- لماذا يهدم -ثوار- الناتو تمثال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ...
- الاسير المجاهد خضر عدنان بوبي ساندز فلسطين
- نحو تثبيت هيئة العمل الاهلي- الوطني كمرجعية شعبية مؤقتة للقد ...
- الاتحاد الأوروبي المطلوب :- خطوات عملية وليس تقارير وبيانات ...
- تحت المجهر/ لمصلحة من يجري تصفية شركة كهرباء القدس...؟؟؟
- -ترويكا- عنصرية بحق المقدسيين ..
- -تغول- التطبيع ..؟؟
- المطلوب :- تعميم سياسة الفوضى الخلاقة عربياً ..
- رحيل مبكر .... واعتقال متجدد ..
- لماذا كل هذا الهجوم على مناهضة التطبيع ...؟؟؟
- القدس.../ ما بعد الضوء الأحمر / خدمة مدنية ....مخدرات ....لج ...
- ملامح الصفقة بين الإخوان المسلمين والأمريكان ..


المزيد.....




- عامل مزرعة في جنوب أفريقيا يقول إنه أُجبر على إطعام جثتي امر ...
- ماتوا جوعًا قبل أن تمتد أيديهم للطعام.. جنازات في غزة لضحايا ...
- لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. إيران تترقّب أول زيارة للوكالة ا ...
- من الخطوط الأمامية.. زيلينسكي يتهم روسيا بتجنيد -مرتزقة أجان ...
- وزير الصحة بدارفور: -الدعم السريع- مسؤولة عن انتشار الكوليرا ...
- قتيل و4 إصابات بغارة إسرائيلية على بلدة الخيام جنوبي لبنان
- إدارة ترامب تربط دفع تمويل للولايات والمدن بموقفها من إسرائي ...
- حملة إسرائيلية لتبرئة وتلميع قاتل الناشط عودة الهذالين
- صحة غزة: علاج -غيلان باريه- غير متوفر ونحذر من موت بالجملة
- المرصد يتابع معاناة صحفيي غزة من حرب تجويع القطاع


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - لماذا التصعيد الاسرائيلي الآن ..؟؟