أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عيد العمال العالمي ...محطة للمراجعة والتقييم وليس للاحتفالات..؟؟















المزيد.....

عيد العمال العالمي ...محطة للمراجعة والتقييم وليس للاحتفالات..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


....لا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا بأنه بعد مرور مائة وستة عشر عاماً على انتفاضة عمال شيكاغو ضد الظلم والاستغلال والاضطهاد ضد طغم الرأسمال المتوحش والمتوغل،ما زال هذا الرأسمال يوغل في قمع ومصادرة حقوق العمال،وسحب المنجزات والمكتسبات التي حققوها وعمدوها بالدماء والتضحيات،وهذا الرأسمال المتوحش والذي دخل مرحلة العولمة،نرى أن أزماته الاقتصادية والمالية تتوسع وتتعمق،وبما ينذر بأن أوضاعه تتجه نحو أزمة اقتصادية شاملة أعمق واكبر من الأزمة الاقتصادية لعام 1929،حيث المديونية العالية للكثير من الدول الرأسمالية وفي المقدمة منها أمريكا،والرأسمال في سبيل مصالحه وأهدافه،ومن أجل أن يستمر في النهب والاستغلال،لا يدوس فقط على العمال وحقوقهم،وعلى الشعوب الفقيرة،بل يدوس على العمال وعلى تلك الشعوب،بكل وحشية وضراوة،فالرأسمال هنا "يسلع"البشر،أي يتعامل معهم كسلع- لا يهمه لا حقوق ولا تعني له حياة البشر شيئاً.



رغم كلل النضالات التي تخوضها الطبقة العاملة وأحزابها ومؤسساتها واتحاداتها النقابية،فهي لم تنجح حتى اللحظة الراهنة في تحقيق انتصارات كاسحة على الرأسمالية،رغم التقدم في إحراز الانتصارات للأحزاب والقوى الاشتراكية في دول أمريكا اللاتينية على وجه التحديد، فما زال الطريق صعباً وطويلاً وبحاجة الى نضال شاق ودؤوب من أجل إقامة مجتمعات خالية من الظلم والاضهاد والاستغلال وتسودها العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات.

أما على صعيدنا الفلسطيني،فما زالت طبقتنا العاملة تعاني من الضعف والشرذمة وقلة الوعي،وتمارس بحقها أبشع أشكال الاضطهاد والاستغلال،ليس من قبل الاحتلال فقط،بل ومن قبل الرأسمالية والبرجوازية المحلية،حيث يجري استغلال حاجتهم للعمل،وعدم قدرتهم للوصول الى القدس والداخل الفلسطيني- 48 -،بسبب جدار الفصل العنصري،وعدم منحهم تصاريح الدخول الى هناك من قبل الاحتلال،ليجري استغلال مزدوج لهم البرجوازية والرأسمالية المحلية،تشغلهم وتفرض عليهم شروط قاسية،من حيث تدني الرواتب وطول ساعات العمل،وعدم منحهم أية حقوق عمالية من تأمينات صحية وضمانات اجتماعية ومكآفأت وإجازات مرضية وسنوية وتقاعد وتعويض وغيرها،والاحتلال بالمقابل يستغل ذلك،ويمارس نفس دور الرأسمالية والبرجوازية الفلسطينية المحلية،وفي أحيان عديدة يستغل المشغلين الإسرائيليين العمال الفلسطينيين،بسبب دخولهم بدون تصاريح الى القدس والداخل الفلسطيني- 48 -،ويتهربوا من دفع رواتبهم،وتجريديهم من أية حقوق عمالية.

وليس هذا فحسب،بل ان الحوامل التنظيمية والتعبيرات النقابية للطبقة العمالة الفلسطينية المعبرة والمدافعة عن حقوقها ومكتسباتها تعاني من الضعف والشرذمة وغياب التنظيم النقابي الحقيقي والعنوان والمرجعية المنصهرة والمنخرطة مع هموم ونضالات الطبقة العاملة،وفي هذا السياق نقول بأن التعبيرات النقابية للعمال من اتحادات نقابية ونقابات،تنشط قبل فترة وجيزة من عيد العمل لكي تقوم بعمل سلسلة من الأنشطة والفعاليات الاستعراضية من مهرجانات ومسيرات واحتفالات ولقاءات إعلامية واصدار بيانات لكي تؤكد على وجودها ودورها وحضورها،وهذه الأنشطة والاحتفالات والمهرجانات والبيانات التي تعود عليها عمالنا من مختلف الكتل النقابية وبمختلف ألوان طيفها السياسي،يدركون أنها مجرد شعارات و"هوبرات" إعلامية فيها الكثير من علو الصوت والخطب الرنانة والشعارات ولكن يغيب عنها الفعل والتنفيذ،فلا انتخابات حقيقية وديمقراطية تجري في هيئات الاتحاد ومؤسساته ونقاباته ولا وحدة حقيقية تحققت على أسس ديمقراطية بين عناوينها ومرجعياتها المختلفة،ولا سنت ولا طبقت القوانين التي تحمي وتصون حقوق العامل وكرامته،فلا إقرار لقانون الحد الأدنى من الأجور،ولا قانون العمل وضع موضع التنفيذ والتطبيق،ولا وجود لحماية اجتماعية أو تفعيل لقانون التأمينات الاجتماعية،ولاالمحاكم العمالية المختصة لمعالجة ومتابعة القضايا العمالية جرى إقرارها، ناهيك عن غياب التشريعات الملزمة في جوانب الصحة والسلامة،ولا مؤسسات ومصانع إنتاجية توفر فرص عمل للعمال،ولا آليات وخطط تنموية حقيقية تحد من نسبة البطالة والفقر التي لاتقل عن 30 % في الضفة الغربية و50 % في قطاع غزة، بل في هذا المجال فإن حكومتي غزة والضفة مسؤولتان مباشرة عن ارتفاع نسبتي الفقر والبطالة وتردي الخدمات من صحة وتعليم وكهرباء ونقص في ظل استمرار حالة الانقسام والصراع المقيت على سلطة ضعيفة وهشة،ولا نجافي الحقيقية اذا ما قلنا بأن القطط السمان لمليونيرية الإنفاق الذي أصبحوا يتحكمون بالقرار الاقتصادي والسوق والتأثير القوي على سياسات الحكومة المقالة يتزايدون ويتوالدون،بينما أوضاع عمالنا هناك تزداد فقراً وجوعاً والخدمات تزداد سوءا حيث ارتفاع أسعار السلع والمحروقات وانقطاع الكهرباء.

نعم يأتي عيد العمال العالميهذا وأوضاع عمالنا تزداد بؤساً،حيث الاحتلال يصعد من قمعه وممارساته وقطعه لمصادر الرزق من مصادرة ونهب للأرض واقتلاع وتدمير للأشجار والمزروعات،وتقطيع لأوصال الوطن وفصل لجغرافيته وغيرها من ممارسات قمعية وإذلالية،تصل حد مساومة العمال على التعاون الامني"العمالة" مقابل السماح لهم بالدخول الى القدس والداخل الفلسطيني-48- للحصول على فرصة عمل اوالعلاج.

ويأتي عد العمال أيضاً في ظل إضراب مفتوح عن الطعام يخوضه أسرانا منذ أكثر من أربعة عشر يوماً ضد إدارة قمع السجون الإسرائيلية التي تشن عليهم حرباً شاملة من اجل كسر إرادتهم وتحطيم معنوياته واقتلاع وجودهم كأسرى أمنيين لهم الحق في التنظيم وبناء مؤسساتهم الحزبية والاعتقالية،وكذلك من اجل القضاء على كل تراث الحركة الأسيرة باعتبار السجون مدارس وجامعات ثورية،ومن اجل سحب منجزاتهم ومكتسباتهم والتعدي على حقوقهم،تلك المنجزات والمكتسبات والحقوق التي عمدوها بالدم والتضحيات.

ومن هنا نجد ضرورة التأكيد على مهمتين أساسيتين:- النضال الدؤوب والمستمر لربط دعم والاستثمار والقطاع الخاص بدعم العمل والعمال وحماية حقوقهم من خلال وضع سياسيات وآليات حقيقية لمعالجة البطالة والفقر وانتهاج سياسة متوازنه في توزيع مصادر الدخل وتأسيس صندوق للحماية والتكافل الاجتماعي ووضع حد أدنى للأجور،وإنصاف للعاملين عبر تطبيق عادل ومتساو للأنظمة والقوانين.

وضرورة العمل على إعادة صياغة وبناء الحركة النقابية وفق أسس وثوابت وطنية وديمقراطية تبدأ بتأكيد الهوية الوطنية للحركة النقابية وتمسكها بأهداف وثوابت شعبنا الوطنية ودورها المتقدم في مناهضة كل أشكال التطبيع والمساهمة الفعالية في حملات مقاطعة دولة الاحتلال العنصرية وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها،مرور بالتأكيد على بناء الاتحادات والنقابات العمالية على أسس ديمقراطية والمساءلة والمحاسبة وضمان مشاركة القواعد العمالية في إدارة وقيادة العمل النقابي بعيدا عن عقلية الاستئثار والمحاصصة والتفرد وغيرها.



القدس- فلسطين

1/5/2012

0524533879

[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتضامنون الاجانب بين عنجهية اسرائيل ...وتواطؤ حكوماتهم..؟؟
- القدس:- مؤتمرات....ورش عمل...دراسات وتقارير...ندوات...وفعل غ ...
- الأسرى.... المنعطف ....ومعركة الحسم
- القدس المطلوب:- حلول لا بيانات ولا شعارات ..؟؟
- قضية المنهاج مرة أخرى..؟؟
- في يوم الأرض ....تبقى الأرض جوهر الصراع
- لا أنت بالعزيز ....ولا عبد لله ...؟؟
- من وحي تجربتي الذاتية في المدارس
- لمصلحة من تفتي يا قرضاوي ...؟؟
- في الذكرى السنوية السادسة لاختطاف القائد المناضل احمد سعدات ...
- شتاء اسلامي وفتاوي بالجملة ..؟؟
- لماذا التصعيد الاسرائيلي الآن ..؟؟
- توحيد الأداة الوطنية التنظيمية/ شرط أساسي للانتصار في معارك ...
- دور قطر و-الجزيرة المشبوه وإعادة تأهيل حماس ..
- القدس ليست بحاجة لقرارات جديدة..
- مؤسسات القدس أزمات داخلية وعلامات أستفهام كبيرة ..
- أيها المقدسي .....قف وفكر...؟؟
- لا ثورات عربية....ولا ربيع عربي ....؟؟
- الأسير المناضل خضر عدنان وغياب الأداة التنظيمية الوطنية المو ...
- إغلاق المؤسسات المقدسية شكل من أشكال التطهير العرقي ..


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عيد العمال العالمي ...محطة للمراجعة والتقييم وليس للاحتفالات..؟؟