صدور كتاب المرأة العراقية كفاح وعطاء

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 13:41
المحور: سيرة ذاتية
    

صدور كتاب , المرأة العراقية كفاح وعطاء,
دأبت المناضلة الاجتماعية خيال الجواهري مسؤلة منظمة رابطة المرأة العراقية في دمشق في كل زيارة لي لدمشق, على اقامة ندوة لالتقي بالرابطيات والقي محاضرة عن تاريخ رابطة المرأة العراقية . وتقدمت المجموعة بطلب اصدار كتاب عن تاريخ الرابطة . فاستجبت لطلبهم وعزمت على اصداره في يوم المرأة العالمي عام 1998. واهديت كتابي , المرأة العراقية كفاح وعطاء, الذي اصدرته في ستوكهولم, , لشقيقة نضالي في السجون وفي المطبخ والحقل , في الجامعة والمعمل والمكتب , على ذرى كردستان وفي سهول العراق واهواره , الى الام العراقية واهبة الحياة والمجاهدة من اجل حمايتها من الفناء على يد اعداء البشرية . الى المناضلة من اجل التحرر والسلام والغد الافضل للبشرية,. وتناولت فيه تطور الحركة النسوية في العراق منذ مطلع القرن العشرين التي ادت بتطورها واقترانها بتطور الحركة الوطنية الى تشكيل رابطة المرأة العراقية عام 1952. وتطور نضال المرأة في ظل رابطتها ومساهمتها في النضالات الوطنية من اجل التحرر والسلام العالمي وتطور علاقاتها الوطنية والعربية والعالمية. فضلا عن انجازاتها في مجال تطوير وعي المرأة العراقية السياسي والاجتماعي والصحي. وتقديرا لجهودها في تحقيق ثورة 14/تموز وانجازاتها , صدر اول قانون في العالم العربي للاحوال الشخصية وتضمن الكثير من الحقوق للمرأة . وتبوأت رئيسة الرابطة المناضلة الوطنية والعالمية نزيهة الدليمي من اجل تحرير المرأة, منصب الوزارة لاول مرة في تاريخ العراق والبلدان العربية.
وعكس الكتاب التربط المتين بين اوضاع المرأة وطبيعة الحكم . فمع انتكاسة الحركة الوطنية وتمكن اعداء شعبنا من الانتقام من ثورته التي قوضت مواقعهم ليس في العراق فقط بل وفي عموم المنطقة الاستراتيجية , بتدبير انقلاب 8/شباط/1963 الفاشي , وما تعرض له شعبنا عامة والمرأة خاصة من ارهاب دموي وتصفيات جسدية وتحريم كل نشاط سياسي او اجتماعي معارض للبعث , ومن ثم الحكم العسكري الذي تلاه. وبقيت رابطة المرأة العراقية بما حققته في مسيرتها الطويلة وتجاربها الغزيرة في الكفاح الوطني والعالمي تعمل سرا.
واذ حققت رابطة المرأة العراقية الوجود العلني لفترة وجيزة في السبعينات وساهمت خلال عام المرأة العالمي في تطوير قانون الاحوال الشخصية وفي اعداد مشروع قانون الغاء التمييز ضد المرأة , العالمي , فان النظام الدكتاتوري لم يكتف بتحريم نشاطها بل واصدار احكام ثقيلة بحق من تنتسب اليها. وتعرض العشرات من الرابطيات الى الملاحقات والسجن. ومع تصاعد الارهاب لقتل كل معارضة لمشاريع النظام الدكتاتوري في التوسع والعدوان ,عانت المرأة العراقية من اهوال الحرب ضد ايران ومن ثم ضد الكويت وما خلفته من دمار وقتل وتشرد للعراقيين في جميع انحاء العالم.
واذ جمعت ما تيسر لي من ذكرى شهيدات النضال والمختطفات وتابعت اوضاع السجينات التي تهز الضمير الانساني ,عرجت على مساهمة المرأة العراقية في الكفاح المسلح ضد الدكتاتورية باعتبارها تجربة رائدة . جمعت المرأة العراقية فيها بين القدرة على حمل السلاح وخوض المعارك ضد الدكتاتورية وبين النضال الاجتماعي في مكافحة الامية وبث الوعي الصحي والاجتماعي والسياسي في المناطق النائية من كردستان, التي كانت محرومة من كل مظاهر الحضارة الانسانية.
واذ تناول الكتاب معاناة المرأة العراقية في الغربة ونضالاتها من اجل تصعيد التضامن العالمي مع شعبنا فقد سجل تحقيق رائدات عراقيات انجازات علمية وادبية وفنية على مستوى عالمي كالمهندسة المعمارية الرائدة زها محمد حديد.
فكتاب المرأة العراقية كفاح وعطاء تسجيل حي لدور المرأة العراقية في تاريخ العراق المعاصر وعطائها , بمعاناتها وجلدها , بما تقدمه من مأثر بطولية على ارض الوطن وبحضورها المتميز عالميا . فهي بحق سليلة الشعب الذي اغنى الحضارة الانسانية على مر العصور , ومنجبة اجياله التي ستحرر الوطن وتسهم في تحرير البشرية وتطوير حضارتها.
واخترت لغلاف الكتاب صورة من , كتاب العراق, للاستاذ عامر بدر حسون , تصور دور المرأة في وثبة كانون /1948 وزينته بعدة صور تعكس اوضاع المرأة في المدينة والريف ومن مختلف القوميات واضفت صورة للمضربات عن الطعام لم تضمني رغم مساهمتي فيه نشرتها جريدة سويدية للعراقيين المضرين عن الطعام احتجاجا على القصف الامريكي للعراق في شباط /1998, وتصعيدا للتضامن العالمي مع شعبنا و ولم ننهي الاضراب الا بعد توقف القصف الامريكي نتيجة للضغط العالمي ..

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل