أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الربيع العربي ...نبوؤة روبيرت فيسك1997














المزيد.....

الربيع العربي ...نبوؤة روبيرت فيسك1997


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابان تشييع جثمان الراحل الملك الحسين عام 1997 ، التقيت الاعلامي البريطاني الشهير روبيرت فيسك، وقدمت نفسي اعلاميا متابعا لما يكتب ، وسألته عن الشرق الأوسط وما لم يكتبه عنه، فسرح طويلا ، وقال أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على حرائق شتى!!
عندها تلبسني الشيطان الاعلامي ، وظننت نفسي قادرا على انتزاع المزيد من التفاصيل حول حرائق الشرق الأوسط ، وأعترف أنني استخدمت أقصى ما لدى من طاقة للضغظ عليه واجباره على البوح بما أريد ، لكنه كان حذرا جدا ، ولم ينبس ببنت شفة ، ووصل به الأمر الى وضع سبابتيه في أذنيه وهرب مني مختفيا في الزحام.
لم تذهب كلماته في الهواء ، بل تعمقت لدي ،وغصت في التحليل، فهو صحافي انجليزي مخضرم، ويرتبط مع صناع القرار في الوطن العربي بعلاقات حميمة ، ويعرف عن المنطقة وما يدور فيها أكثر منا نحن الاعلاميين العرب ، كون أبواب قصور صناع القرار العرب مفتوحة له ، ولأمثاله من الاعلاميين والاعلاميات الأجانب ، مفتوحة على مصراعيها ، ناهيك عن الشيكات وغرف النوم ، ولزوم ما يلزم لنيل رضا الاعلام الغربي ورجالاته ونسائه ، كون الاعلام المحلي مضمون ومكفول ولا خوف منه.
دبجت خبرا يتضمن تصريح فيسك الخطير ، وكنت أظن أنه سيحتل الجهة اليمني من الصفحة الأولى لأهميته ويكون مانشيتا، لكني فوجئت بأن سلة المهلات كانت هي المكان الأنسب لمثل هكذا خبر ، وجدنا أنفسنا منذ سنتين نعيش أجواءه ،وأسفت على حال الاعلام العربي ( المخصي) الذي لا يجرؤ على نشر هكذا خبر يتعلق بمستقبل الأمة .
أواخر العام 2010 ، تحققت نبوءة فيسك ، وكانت الشرارة من تونس الخضراء ، حيث قام التونسي الشاب محمد البوعزيزي بحرق نفسه، احتجاجا على امتهان كرامته من قبل شرطية في مخفر بلدته عندما صفعته على وجهه ، لاحتجاجه على منعه من البيع جائلا.
لم يكن حزبيا ، ولا حركيا ، بل كان انسانا أراد حفظ نفسه وأهله من ذل الجوع ، لكن النظام الذي كان يديره بن علي ، لم يدر بالا لمثل هذا الشاب الذي كان يمثل نهجا في تونس ، فجرى ما جرى ولا داعي للتفاصيل.
بعد هروب بن على ، امتدت النيران الى المحروسة مصر فليبيا واليمن فسوريا كساحات حسم ،امتدت فيها ألسنة اللهب التى تحدث عنها فيسك الى رؤوس النظامين المصري والليبي وأيضا الى رأس النظام في اليمن ، وما يزال النظام السوري مهددا، فيما نرى التسخين يطال دول الخليج والأردن ، والجزائر ، وهذا يعني أن نبوءة فيسك صحيحة ولا مجال للشك فيها ، خاصة وأن الحديث عن مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير لا فرق بدأ يزكم الأنوف مدعما بخرائط الدم ، والذي سينجز المحراث الأمريكي مهامه في المنطقة الممتدة ما بين غزة والباكستان مرورا بطبيعة الحال ،بكافة الدول العربية وايران وتركيا والباكستان.
حسب مخطط الشرق الأوسط الذي أريد له النفاذ بعد غزو واحتلال العراق ربيع 2003 من قبل القوات الأمريكية،حيث كان الشعار سوريا ثانيا ، لكنه توقف في العراق بسبب انطلاق المقاومة العراقية غير المتوقعة.
وانيط باسرائيل صيف العام 2006 تنفيذه على اثر الهجوم على لبنان واستهدف حزب الله ، لكنها فشلت ، وعند ذاك تحول الشعار من " الفوضى الخلاقة " التي كان يناط بأمريكا واسرائيل القيام بها ، الى شعار " العمى الخلاق" أو " الكييوس" الذي يعني أن يعيث العرب بأوطانهم حرقا وتدميرا ، فكان ما كان ، لكن الجامعة العربية تقدمت بطلب الى مجلس الأمن للتخلص من القذافي ، وبالفعل انيط بحلف الناتو هذه المهمة وجرى قتل القذافي ، والخلاص منه لاحقا لكن حرائق تقسيم ليبيا ما تزال تزجر بحطب الخلافات الداخلية العرقية والخطط الأجنبية.
جرى حرف مسار السفينة الى ميناء القراصنة ، واستبدلت حمولتها من أهداف التغيير الى أهداف التقسيم والنهب والسلب وهذا ما حصل ، فبدلا من انجاز التغيير الشامل انتهى المطاف بالخلاص من رأس النظام في مصر، لكن جسد النظام ما يزال جاثما على أرض وشعب مصر ، وها هي الحرائق تتوالى والانحرافات تتعمق ، وكأننا يا" بدر لا رحنا ولا جينا" اذ أن القوى الاسلامية التى تصدرت الموقف، تقدم التنازلات لأمريكا واسرائيل ليجبرونا على التساؤل: لماذا أيدنا الثورة ضد مبارك اذا ، أليس لأنه رهن المحروسة مصر ومقدراتها الى أمريكا واسرائيل؟
أما في سوريا ، فما تزال الحرائق مشتعلة ويغطي دخانها كافة أرجاء المنطقة، رغم مرور أكثر من خمسة عشر شهرا على بدء الحراك الذي تعمد بالدم؟.
لقد أحسن الاعلامي البريطاني روبيرت التعبير عندما قال عام 1997 أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على حرائق شتى ، ولم يقل أن هذه المنطقة ستجتاحها ثورات من أجل التغيير، وهذا يعني أن ما يجري في منطقتنا ليس ثورات داخلية ، بل حرائق تغذى من الخارج ، لا يفهم من ذلك أني ادافع عن الأنظمة العربية .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الأمعاء الخاوية ..ماذا أعددنا لها؟
- - الربيع العربي - يلغي -العقد الاجتماعي- بين -الدولة- و- الم ...
- الأسلحة والجوع في أفريقيا .. من المسؤول؟
- المواطنة الحقة ..أساس الاستقرار والازدهار
- -الربيع العربي- .انحراف المسار!
- -العرب المسيحيون-..ليسوا حصان طروادة
- الفلسطينيون ..اللجوء مستمر !
- فيلتمان...ماكين..ليفي.. وليبرمان .. أيقونات حريتنا ...وا حسر ...
- حال العرب لا يسر..لماذا؟
- هزيمة اسرائيل بالتراكم
- غراس ..اذ يقتحم عش الدبابير وينتصر للحق
- فيروز ..ألف معذرة
- الغيتو والجدر..هل تحمي ساكنيها؟
- اعادة اعمار العرب..أنعم الله عليكم
- التلمود هو العائق امام اعتناق اليهود للمسيحية


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الربيع العربي ...نبوؤة روبيرت فيسك1997